مفاوضات امريكا

مفاوضات امريكا.

.

من المهم التوقف عند بعض الإشارات بخصوص الدعوة الامريكية لجولة مفاوضات جديدة بين الحكومة ومليشيا الدعم السريع فى جنيف 14 اغسطس 2024م :– جاءت الدعوة بعد فشل محاولات الدخول من باب الحوار غير المباشر فى جنيف بواسطة رمطان العمامرة مبعوث الأمين العام للامم المتحدة ، وكانت امريكا قد مارست ضغوط سياسية واعلامية لتحقيق اختراق ولم تثمر جهودها.

.

وخلال الاشهر الماضية تصاعدت دعوات المنظمات الإنسانية لفتح بعض الممرات الاغاثية وخاصة من تشاد إلى السودان عبر معبر اودى ، وهو ما رفضته الحكومة السودانية بحزم.

.

– لا يمكن النظر الى الدعوة الامريكية بعيدا عن ظروف وتداعيات الحملة الانتخابية الامريكية ، وقد تراجعت حظوظ الحزب الديمقراطي ، مع انسحاب بايدين وصعود كامالا هاريس ، والحزل الديمقراطي يستنجد بالأقليات واللوبيات ومجموعات المجتمع المدني ، وحملة هاريس ذات الأصول المهاجرة (هندية الأم ، جامايكية الأب) تسعي إلى جذب اصوات هذه المجموعات ، و تحقيق اختراق مهما كان شكليا ، وهذا سبب تحديد التاريخ القاطع.

.

وظروف الحملة الانتخابية ضاغطة.

.

– قدم وزير الخارجية الأمريكي فى دعوته تنازلات ملحوظة: أ- اقتصار المحادثات على الجوانب الإنسانية واستبعاد المسار السياسي ، ووكان هذا البند هو سبب فشل آخر الجولات الأخيرة فى جدة ، حيث حاولت أطراف دولية واقليمية حشر قضايا سياسية واجندة خلاف (وقف إطلاق النار أو الهدنة).

.

ب- عاد الحديث عن منبر جدة واعتباره الأساس والمرجعية ، بعد محاولات كثيفة لتجاوزه والفكاك منه ، خاصة أن منبر جدة مرتبط بإلتزامات عملية (اتفاق 11 مايو 2023م) .

.

مع الإشارة إلى أن المبعوث الأمريكي الخاص للسودان سبق أن لمح إلى بعض القوى السياسية بعدم جدوى منبر جدة.

.

– جاءت الدعوة الامريكية دون الإشارة للمبعوث الامريكي الخاص وليم بيرللو ، بل لم ترد الإشارة لجهوده ، واتصالاته ، وهذا تأكيد على ان الدعوة ذات طابع انتخابي ودعائي لا أكثر.

.

– اقترحت الدعوة اطراف أخرى توسيعا للحوار وشمل مصر والامارات العربية المتحدة والاتحاد الافريقي بالإضافة للمملكة العربية السعودية ، دون مشاركة الأمم المتحدة صاحبة الشأن فى القضايا الإنسانية ، مما يلقي ضبابية على الدعوة.

.

– خلا الحديث هذه المرة عن أى تهديدات أو تحذيرات ، والحقيقة أن إدارة بايدين فى ايامها الأخيرة لا تملك أى خيارات (عصا أو جزرة).

.

– سيكون على الحكومة السودانية التعامل بهدوء مع الدعوة الامريكية واجراء حوار مع الطرف الامريكي ، لإستكشاف نواياه ، وبما أن عامل الوقت هو النقطة الحاسمة ، فإن هذا متاح للحكومة ، وربما من الاوفق إرسال ذات وفد مفوضية العمل الإنساني الذي شارك فى جنيف مؤخرا مع اضافة استشاريين وخبراء.

.

ابراهيم الصديق على 24 يوليو 2024م                                      

السودان      |      المصدر: النيلين    (منذ: 1 أشهر | 7 قراءة)
.