مزمل أبو القاسم: بعض الغباء يثير الرثاء!!

المقال الساذج الفارغ كتبه محمد عبد الحميد بعنوان (مزمل أبو القاسم والخطاب الإعلامي المتلهف) يدل على جهل لا حصافة، ويشير إلى غفلةٍ وربما غباء لا نباهة، لأن الجدل المتعلق بواقعة المكالمة الهاتفية التي جمعت الرئيسين البرهان ومحمد بن زايد تركز ابتداءً في نقطة محددة، تتصل بتحديد هوية من بادر بالاتصال، وذلك لا يستدعي نشر تسجيل كامل للمكالمة كما كتب صاحبنا المتحذلق.

.

ولا أدري كيف يمكن لنشر تسجيل صوتي لمكالمةٍ ما أن يساعد في تحديد هوية الطرف المبادر بالاتصال؟من الحماقة الحمقاء (والجهالة الجهلاء) وصف رئيس الوزراء الإثيوبي بأنه مجرد سمسار (Broker) كما دمغه من وزّع جهله على الملأ، لأن تلك الصفة تُطلق على المتعاملين في مجالات البورصة والمزادات والتجارة العمومية من جموع السماسرة، ولا تستخدم في ساحات الدبلوماسية والسياسة الدولية، حيث يُسمى من يؤدي مثل تلك الأدوار وسيطاً (Mediator) أو مُيسِّراً (Facilitator) ولا يسمى سمساراً (Broker) إلا إذا افترضنا أنه يتعامل مع تاجرين في الملجة أو سوق العيش مثلاً.

.

والأفدح حماقةً والأشد عتهاً الإصرار على إطلاق صفة Envoy على رئيس وزراء دولة يعمل بصلاحيات رئيس!فالمبعوث الشخصي لأي رئيس يكون في العادة من مواطني رئيس الدولة الذي يعيَّنه ويبتعثه، إذ لم نسمع قبلاً بأن رئيساً ما سمَّى رئيساً لدولة أخرى مبعوثاً شخصياً له!وطالما ثبت أن الاتصال تم بوساطة من رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد الذي تكبد عناء زيارة البرهان في بورتسودان (ولعب دور الBroker كما وصفه صاحبنا الجهلول المتحذلق) فمن البديهي أن يكون الطرف المبادر بالاتصال هو من أوفد أو وسّط السمسار المزعوم، فهل يحتاج إثبات ذلك إلى ذكاء زائد أو فطنةٍ مضاعفة؟ بعض الغباء يثير الرثاء!!مزمل أبو القاسم                                      

السودان      |      المصدر: النيلين    (منذ: 1 أشهر | 6 قراءة)
.