كيف فاز دونالد ترامب بقلوب عمالقة ومدراء وادي السيليكون؟

كيف فاز دونالد ترامب بقلوب عمالقة ومدراء وادي السيليكون؟

منذ محاولة اغتيال دونالد ترامب الفاشلة، أعلن المزيد والمزيد من الأسماء الكبيرة في وادي السيليكون عزمهم دعم حملة المرشح الجمهوري.

يمكن أن يكون هذا التحول إلى معسكر اليمين لشريحة كانت تميل إلى المعسكر الديمقراطي تقليديا إحدى القضايا الكبرى في هذه الانتخابات الرئاسية.

نشرت في: 18/07/2024 - 18:53 ليست هذه المرة الأولى التي يعلن فيها تأييده لترامب.

لذا فإن الدعم الذي أظهره له منذ محاولة الاغتيال الفاشلة، السبت 13 يوليو/تموز، لم يفاجئ أحدا.

ولكن ماذا عن ذلك الدعم الذي أظهره كبار المستثمرين المليارديرات من أمثال مارك آندرسن، جو لونسدل، أو حتى الأخوين وينكليفوس، التوأمان المؤثران للغاية في عالم العملات المشفرة؟ قد يبدو تحولهم مفاجئا لمعسكر ترامب، وهم القادمون من بيئة تقنية تعتبر تقدمية وتصوت تقليديا للمعسكر الديمقراطي.

كما نشرت صحيفة فايننشال تايمز بالتفصيل قائمة لأسماء أباطرة وادي السيليكون الذين كشفوا عن عزمهم التبرع بملايين الدولارات "لأمريكا باك"، المنظمة المسؤولة عن جمع التبرعات لدعم ترشيح وتم إنشاؤها في يونيو/حزيران الماضي.

    مارك آندرسن، المؤسس المشارك لصندوق آندرسن هورويتز الاستثماري القوي للغاية، هو أحد أبرز المانحين "لأمريكا باك".

ومع ذلك، فقد اعترف بأنه صوت دائما للمرشحين الديمقراطيين للانتخابات الرئاسية الأمريكية حتى الآن.

يبدو أن شريكه بن هورويتز قد تحول أيضا من المعسكر الديمقراطي إلى معسكر .

تقول كريستين هارلين، المتخصصة في شؤون والاقتصاد السياسي في جامعة ليدز، إن تزايد هؤلاء المؤيدين لترامب من وادي السيليكون "ليس مفاجئا".

يقول نيكوس سميرنايوس، المتخصص في علوم المعلومات والاتصالات بجامعة تولوز 3 وعمل على التطور السياسي لنخبة التكنولوجيا في : "هذا التطور جار منذ بضع سنوات، وأدى إلى تطرف بعض قادة وادي السيليكون".

وتبدو الآن الصورة التقليدية لوادي السيليكون المائل بشكل ملحوظ إلى اليسار بسبب تاريخه المرتبط بالثورة المضادة في 1970 في قد عفى عليها الزمن.

رجال الأعمال المسيطرون حاليا قد وضعوا على الرفوف تلك اليوتوبيا العائدة إلى زمن مضى.

ويمكن بسهولة إلقاء اللوم في ذلك على الاضطرابات الاقتصادية والسياسية التي وقعت أواخر العشرية الأولى من الألفية الثالثة واستمرت حتى منتصف عام 2010.

"لقد بات سياق العمل في القطاع أكثر صعوبة بالنسبة لهم مع نشوء الأزمة الاقتصادية [عام 2008] والكشف عن عواقب غياب تنظيم للقطاع منذ عام 1990"، يؤكد نيكوس سميرنايوس.

ثم يكتشف بعد ذلك عامة الناس كيف تستغل منصات بياناتهم الشخصية في حين لا تقوم إلا بالحد الأدنى لمكافحة انتشار المحتويات المسيئة وعبارات الكراهية.

يؤكد نيكوس سميرنايوس أن "مديري هذه الشركات أصبحوا يتخلون رويدًا رويدًا عن الصورة الإيجابية التي كانوا يحاولون فرضها على الجمهور الذي يجد صعوبة متزايدة الآن في تصديقها".

فهم يفترضون الآن بكل صراحة أن مصلحتهم الاقتصادية تفوق كل شيء.

    وبهذا المعنى، فإن دعم شخصيات التكنولوجيا الغنية لدونالد ليس سوى تتويج لهذا التطور.

فرواد الأعمال هؤلاء يقدرون أن المرشح الجمهوري "يتماشى بشكل أفضل مع مصالحهم الاقتصادية التي لها الأسبقية الآن على مبادئهم"، تلخص لورا فون دانيلز، المتخصصة في السياسة الاقتصادية لأمريكا الشمالية في معهد الدراسات الاقتصادية والسياسية في برلين.

هناك "خطر حقيقي من أن هذه الدورة الانتخابية ستشهد تحول وادي السيليكون لأول مرة بأغلبية ساحقة إلى المعسكر الجمهوري"، تلاحظ كريستين هارلين.

فقد كان هناك بالفعل مليارديرات التكنولوجيا الذين رافقوا الأيديولوجيا الترامبية.

وهي حالة بعض أعضاء "مافيا باي بال"، وهي مجموعة غير رسمية مكونة من موظفين سابقين في موقع الدفع الشهير "باي بال" وأصبحوا مؤثرين للغاية مثل بيتر تيل وديفيد ساكس وإيلون ماسك.

في عام 2024، توسعت هذه الدائرة لأن يستفيد من أكثر الظروف ملاءمة له.

أولا، "ليس من قبيل المصادفة أن معظم المؤيدين الجدد للمرشح الجمهوري هم مستثمرون في قطاع التكنولوجيا"، كما تقول كريستين هارلين.

فهم ألقوا بأنفسهم بين ذراعي دونالد ترامب بعد سماعهم إعلان جو بايدن، في مارس/آذار 2023، أنه يخطط لفرض ضريبة بنسبة 25 بالمئة على أرباح أصحاب الملايين.

وراء هذه الرطانة الضريبية عن قطاع التكنولوجيا يكمن الغرض الأساسي الذي يهدف إلى فرض ضرائب أكثر على الأغنياء الذين يمتلكون مجموعة كبيرة من الأسهم.

"ومن بين هؤلاء هناك عدد كبير من مستثمري التكنولوجيا الذين يحافظون على هذه الأسهم.

وينص هذا الإجراء على فرض هذه الضرائب من اللحظة التي يرتفع فيها سعر الأسهم وليس فقط عندما يحققون ربحًا عند بيعها"، تحدد كريستين هارلين.

على نطاق أوسع، "هناك انطباع بأن رئاسة بايدن ليست شيئا جيدا لرواد الأعمال في مجال التكنولوجيا وأن الولاية الثانية ستكون أسوأ"، تشرح لورا فون دانيلز.

بالنسبة لها، يعد هذا أمرا مثيرا للدهشة لأن العديد من الإجراءات التي اتخذتها إدارة بايدن – مثل التصويت على الإعانات لصناعة أشباه الموصلات الأمريكية - مواتية للغاية للشركات الناشئة في هذا القطاع.

    إن خوف رواد الأعمال في وادي السيليكون ينبع من أن الديمقراطيين، في حال إعادة انتخاب بايدن، سيشددون لهجة فرض المزيد من اللوائح.

"بالنسبة لهم، يود تبني النهج الأوروبي الأكثر تنظيما وحماية للبيانات الشخصية"، تحلل لورا فون دانيلز.

كما أنهم يخشون أن تكون مؤسسات مثل لجنة التجارة الفيدرالية (هيئة الرقابة التجارية) أكثر عدوانية.

"إنهم ينظرون إلى ليندا خان، الرئيسة الحالية للجنة التجارة الفيدرالية، على أنها شخص، في حال فوز بايدن بولاية ثانية، يمكن أن يكون أكثر حدة مع حالات الاحتكار في قطاع التكنولوجيا والممارسات المضادة للمنافسة الشائعة جدا في وادي السيليكون"، يلخص مايكل بلوف، المتخصص في في جامعة كوليدج لندن.

لذا فإن التصويت لترامب سيكون وسيلة للتخلص من هذا الخوف، لأن الرئيس هو الذي يعين مدير لجنة التجارة الفيدرالية.

كما أن المرشح الجمهوري للرئاسة قاد عملية إغواء كبيرة في هذا القطاع.

فقد نظر إلى تعيين جي دي فانس، الذي عمل ذات مرة في صندوق استثماري في وادي السيليكون، على أنه وسيلة للوصول إلى عالم الشركات الناشئة في هذا القطاع.

في السابق، قام دونالد ترامب أيضا بتغيير رأيه 180 درجة فيما يتعلق بالعملة المشفرة .

بعد أن تحدث عنها لفترة طويلة باعتبارها "عملية احتيال"، فإن المرشح الجمهوري يقدم نفسه الآن كمدافع كبير عن هذه العملة المشفرة.

حتى إنه من المقرر أن يتحدث في مؤتمر بيتكوين في 27 يوليو/تموز الجاري.

ولا يهدف هذا الهجوم الساحر لمعسكر ترامب إلى جذب التبرعات من مليارديرات قطاع التكنولوجيا فقط.

فكما تؤكد لورا فون دانيلز: "يحظى رواد الأعمال في وادي السيليكون باحترام كبير في الولايات المتحدة، وإذا تمكن ترامب من الحصول على دعمهم، فسيعطي ذلك مصداقية لبرنامجه الاقتصادي".

أخيرا، ربما أدت محاولة اغتيال دونالد ترامب أيضا إلى تسريع الأمور.

يقول نيكوس سميرنايوس: "لقد تم تعزيز وضعه كمرشح مفضل، وكان هذا العمل هو من أقنع بعض كبار الشخصيات في قطاع التكنولوجيا بأنه من الأفضل الآن اتخاذ موقف رسمي".

ويقدر هذا الخبير بأن ذلك يعد ضربة كبيرة وعنيف موجهة للديمقراطيين.

ويؤكد: "يجب ألا ننسى أنه في عهد وباراك أوباما ازدهر وادي السيليكون".

فهما اللذان سمحا للقطاع بالنمو من خلال فرض أقل قدر ممكن من التنظيم عليه، وهو ما يعني شراء ولائهم السياسي إلى الأبد.

لكن هؤلاء العمالقة أصبحوا مدمنين على غياب التنظيم أكثر من إدمانهم على الأيديولوجية" التقدمية".

  الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت.

حمل تطبيق فرانس 24 © 2024 فرانس 24 - جميع الحقوق محفوظة.

لا تتحمل فرانس 24 مسؤولية ما تتضمنه المواقع الأخرى.

عدد الزيارات معتمد من .

ACPM المحتوى الذي تريدون تصفحه لم يعد في الخدمة أو غير متوفر حاليا.

الوكالات      |      المصدر: فرانس 24    (منذ: 2 أشهر | 6 قراءة)
.