بقلم سيدي محمد ولد كاعم: حملة الموريتانيين في الخارج كما خضتها

سيدي محمد ولد كاعم.

.

رئيس اللجنة المكلفة بالموريتانيين في الخارج الخامس من يونيو 2024 بدأ يوما عاديا ككل الأيام.

رنة الهاتف لم تختلف شكلا عن سابقاتها لكن فحوى المكالمة زف المفاجأة التي غيرت مجرى اليوم وما بعده.

ساعات قليلة باتت تفصلني عن موعد لقاء مع صاحب الفخامة محمد ولد الشيخ الغزواني الذي شرفني بتعييني رئيسا للجنة المكلفة بالموريتانيين في الخارج وهي لجنة تم استحداثهما لأول مرة.

كان اللقاء بمثابة توصية على هذه الدائرة التي تحظى باهتمام خاص من طرف الرئيس.

الهامش الزمني أبرز تحد واجهني في خوض معركة اقتحام قلاع المعارضة التي شيدتها في الخارج منذ عقود.

على غير العادة اخترت البقاء في نواكشوط تفاديا لجولة طويلة ستضيع علي وقتا ثمينا بين الرحلات الجوية وساعات الانتظار في مطارات العالم وبين مدنه، أوكلت تلك المهمة لثلاثة نواب موزعين على ثلاث قارات بينما كانت حملة الولايات المتحدة من نصيبي على أن أشرف عليها عن بعد.

ربما لا يخفى على متابع أن استحداث هذه اللجنة نابع من حجم القيمة الكبيرة التي يمنحها رئيس الجمهورية لمواطنيه في الخارج.

هذا الاهتمام تجسد في الاستجابة لمطالب الجاليات وفي مقدمتها إشراكها في العملية السياسية من خلال فتح المجال لاختيار ممثلين في الجمعية الوطنية عبر اقتراع مباشر إضافة للسماح بالاحتفاظ بالجنسية الموريتانية لمن حصل على جنسية اجنبية من مواطنين وتسهيل الوصول للأوراق المدنية وهي جملة مكاسب كانت حتى وقت قريب حلما بعيد المنال.

رغم جسامة المهمة من حيث اتساع دائرتها الجغرافية – لأني مسؤول عن أربع قارات-، إلا أن المكاسب التي تحققت في المأمورية الماضية شكلت لي خارطة طريق واضحة المعالم ورصيدا اعتمدت عليه في تسويق برنامج الرئيس بلغة أرقام لا يجادل فيها إلا مكابر.

ولعل تصدر رئيس الجمهورية لنتائج الخارج بنسبة 32,09 % بفارق معتبر عن منافسيه، يترجم بوضوح امتنان الجاليات لهذه المكاسب وتطلعاتها لتحقيق المزيد في أفق المأمورية الجديدة، وربما أرادوا أن يردوا الجميل عبر صناديق الاقتراع.

لم أواجه كبير عناء في استقطاب وجوه كانت محسوبة على المعارضة لعوامل من بينها أن منهج التهدئة السياسية الذي انتهجه رئيس الجمهورية ضيق الهوة بين الفرقاء السياسيين.

ولكن الأهم من ذلك أني لاحظت وجود شبه إجماع على أن الوضع الأمني والظرف الإقليمي يتطلبان قائدا ذا خبرة سياسية وأمنية طويلة وهي ميزة ينفرد بها مرشحنا.

تحولت مقرات الحملة هنا في نواكشوط كما في الخارج لخلايا نحل تعمل على مدى أربع وعشرين ساعة تحت إكراه فارق التوقيت الذي يصل ثمان ساعات بين لويفيل وأبو ظبي مثلا.

فعندما تنام واشنطن تستيقظ المدينة المنورة وعلينا مواكبة الجميع.

ولكن الحظ قادني لاختيار فريق نشط مؤمن بمصلحة وطنه فكان سندا معينا.

كل واحد يتعاطى مع الموضوع وكأنه مشروعه الخاص فبدا الجميع رجالا ونساء منسجمين متناسقين .

سرنا على هذا النهج طيلة أسابيع بلياليها وأيامها وكان المنسقون في الخارج وطواقمهم وقود الحملة وأبطال عمليات التحسيس والتنظيم والتواصل المستمر مع قلب الحملة النابض في نواكشوط.

وبما أن لكل جهد ثمرة فكان التاسع والعشرون من يونيو يوم القطاف الذي حمل بشائر فوز رئيس الجمهورية بالمرتبة الأولى على مستوى دائرة الخارج ليساهم ذلك في فوزه الساحق في الشوط الأول بنسة 56,12 %وهي مناسبة انتهزها لأشكر كل من صوت لمرشحنا ونوابي الثلاثة وطواقم الحملة في نواكشوط، السعودية، الامارات، قطر، ساحل العاج، غامبيا، غينيا، فرنسا والولايات المتحدة الأميركية فلكم مني خالصة الشكر وكامل الامتنان.

أسدل الستار على الحملة الرئاسية وبدأت مرحلة جديدة من المشروع الطموح والخيار الآمن الذي يقدمه رئيس الجمهورية من أجل مستقبل واعد لجميع الموريتانيين.

موريتانيا      |      المصدر: صحراء ميديا    (منذ: 2 أيام | 3 قراءة)
.