نعيم يوسف يكتب إلى الحكومة المرتقبة.. هذا ما يريده المواطن

«الشعب المصري منذ أكثر من 12 سنة وهو صلب وصامد ويتطلع إلى مستقبل أفضل، وتحمل تبعات وتحديات ضخمة منها ما هو ليس مسؤولا عنه على الإطلاق مثل أزمة فيروس كورونا، وأزمة الحرب الروسية الأوكرانية، وحرب غزة، والتي كانت لها تداعيات اقتصادية على جميع الاقتصادات الناشئة، بينها مصر، ولكن تحمله لها يعتبر أكبر ضمان للمستثمرين المصريين والأجانب».

هذه الكلمات السابقة ليست لي، إنها للرئيس عبدالفتاح السيسي، وهي أفضل ما يمكن أن نبدأ به الحديث عما يريد المواطن من الحكومة المرتقبة بعد التغيير الوزاري، وإذا لخصنا حال الشعب فهو «صلب وصامد»، وإذا لخصنا ما يريده فهو «يتطلع إلى مستقبل أفضل».

إن صلابة وصمود الشعب المصري لا تعني إطلاقًا تحمل المزيد من الأزمات، ولكنها تعني «الصبر» آملا في «مستقبل أفضل» ليس لـ«الأجيال القادمة» فقط ولكن في حياته اليومية التي تحولت إلى معركة مستمرة، يدفع فيها فاتورة لم يتسبب فيها على الإطلاق، ولكن يتحملها بطول أناة، ولكي تكون حياة هذا المحارب أفضل، فيجب أن تخوض الحكومة المرتقبة الحرب إلى جواره كتفًا بكتف، ولا تتركه فريسة للأزمات العالمية التي تكسر عظامه، عليها أن يكون لديها رؤية وتخطيط وحلول خارج الصندوق للمشاكل قبل أن تحدث.

بداية، على الحكومة القادمة أن تضع حلولا «جذرية» للملفات الاقتصادية الساخنة، مثل الدولار الذي كسّر عظام المواطن، وأشعل النيران في أسعار كل سلعة تمتد إليها، ولا تكتف بمسألة «توافر السلع، أحسن من نقصها»، لأن في هذه الحالة أصبحت يد المواطن «قصيرة» رغم أن عينيه «بصيرة»، وهو ما يضاعف ألمه ووجعه على الحاضر، وحسرة على الماضي الذي كان يحصل فيه على هذه السلع، والتي لا يستطيع الآن لمسها أو الاقتراب منها بسبب سخونة أسعارها.

تسرع الحكومة عادة إلى رفع مرتبات الموظفين والمعاشات، في حل سريع لأزمة الأسعار، وحماية لبعض الطبقات التي سحقتها أزمة العملة الأجنبية، ورغم أن هذا الأمر جهد مشكور، إلا أن المواطن يريد الحصول على السلعة التي اعتاد عليها، ورغم زيادة المرتب أو المعاش لا يستطيع أيضا الحصول عليها، وبالتالي فإن الأفضل هو ضبط الأسعار والسيطرة على الأسواق، وومكافحة المحتكرين والتجار الذين يتلاعبون بأقوات الناس دون أي ضمير.

على الحكومة المرتقبة استنباط واستنتاج الأزمات قبل أن تحدث، ووضع حلولًا للتعامل مع كل السيناريوهات، وأن تعمل معًا لحلها، فمن الغريب مثلا أن نترك السلع ترتفع أسعارها ثم ننتظر تحرك الحكومة بعدها لتوفيرها، والأغرب أن يكون هناك امتحانات للثانوية العامة ونزيد من قطع الكهرباء، كان يجب التخطيط للأزمة من البداية، ولا يكفي مسألة المكاشفة بالأزمة وأسبابها.

والرسالة الأخيرة للحكومة في الجانب الاقتصادي: «إذا لم تستطيعوا تحسين حياة الناس، وصناعة مستقبل أفضل للأجيال القادمة، فأرجوكم، لا تزيدوا من معاناتنا، ولا تكونوا سببا في المزيد من الأزمات».

إن هذا الشعب عاشق لوطنه بكل جوارحه، يتحمل في سبيله الكثير والكثير، ومستعد للصبر عشرات السنوات مقابل عدم ضياع وطنه، ولكن هذا لا يعني إطلاقًا المزيد من الضغط عليه وتصدير الأزمات العالمية والمحلية له بحجة أنه شعب صبور ويتحمل وقادر على تجاوز المحن، إن دوركم الأساسي هو تحسين حياته، وليس زيادة معاناته.

.

وفقكم الله.

مصر      |      المصدر: الوطن نيوز    (منذ: 2 أيام | 5 قراءة)
.