"الإضافة" .. مرجع جديد للراحل أحمد بيرو ينقّح "أنغام غرناطة" و"أمداحَ نبوية"

قُبَيل رحيله عن دنيا الناس شهر ماي الماضي، راجَع رائد “الطرب الغرناطي” أحمد بيرو أحدث كتبه “الإضافة لشذرات من الأمداح النبوية الشريفة لمجموع الإحاطة في أنغام غرناطة بالرواية الرباطية”، الصادر في طبعة فاخرة من القطع الكبير، عن المعهد الأكاديمي للفنون التابع لأكاديمية المملكة المغربية.

وفضلا عن الأشعار والأزجال و”البراول” المدوّنة، المرافقة لكل نوبة من النوبات الأندلسية، ذُيّل المصدر بمعجم مختصر لمصطلحات الطرب الغرناطي.

هذا المصدر الجديد لأشعار “الغرناطي” أعدّه الراحل، منقّحا فيه أشعار مرجعه “الإحاطة في أنغام غرناطة”، قائلا: “عنت لي فكرة تنقيح مجموعة الإحاطة من كل ما يشوبه من قبيل (…) الشعر الماجن، وما يلطخه ويكدره من صور شعرية فاضحة ومعان شائنة غير لائقة، ليس هذا فقط بل وعرضت لي فكرة ترصيعه وتوشيحه بأفضل ما يمكن أن يزينه ويسطع نوره، وهو مدح خير البرية وسيد الأنام سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام”.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} لتحقيق هذا المقصد، اختار الراحل بيرو من مقاطع المديح النبوي، ما يناسب كل قصيدة ويشاكلها وزنا ومقاما ورويا، فدمجه وأدرجه بين ثناياها؛ “ليزيدها رونقا يكسبها حسنا”.

يأتي هذا بعدما أصدر الراحل منذ ما يزيد عن عقد من الزمان “الإحاطة في أنغام غرناطة” الذي عرض فيه؛ “القصائد والأشعار والموشحات، كما حفظناها، وكما وردت علينا من بلاد الأندلس، بدون أي تحوير أو تعديل أو زيادة أو نقصان”.

وبعيدا عن مجرّد التغني بالقصائد والموشحات، ذكّر بيرو في هذا المصدر الجديد بأن “تاريخ الأندلس عموما، وغرناطة على الخصوص، آخر معاقل الإسلام التي سقطت بأيدي الصليبيين”، من العوامل الأساسية التي كانت “سببا في الاحتضار السريع”؛ هو “أنها انقلبت آنذاك في صراط الاستقامة والتقوى إلى الانكباب على اللهو والمجون والإغراق في الترف والركون إلى الدنيا وملذاتها والاستمتاع بشهواتها في ميوعة ودعة وخنوع.

فكثيرا ما ارتبطت أحوال السقوط والانحطاط بوفرة الجاه وكثرة الأموال والانغماس في المتع والملذات”.

ثم أردف قائلا إن إشارته “لمظاهر هذه الحقبة المظلمة من تاريخ غرناطة، التي امتدت على مدى قرن ونصف من الزمن” مردّها إلى “ما كان لها من انعكاس على الشعر الأندلسي آنذاك على الموشحات والقصائد التي كان يتغنى بها في الطرب الغرناطي؛ فنجد أن جل هذا الشعر كان في أغراض الخمريات والغزل والمجون وما إليها”، ثم استدرك قائلا: “كما أننا لا ننكر الحركة الشعرية الرائدة التي ازدهرت في عصر بني الأحمر، وذلك بسبب تشجيع الأمراء للشعر والشعراء، هؤلاء الأمراء الذين كان من بينهم أيضا من برع في الشعر بأغراضه الأخرى من وصف وحماسة ورثاء وشعر وحكمة”.

هذا المرجع الذي أعده ودوّنه علَمُ “الطرب الغرناطي” أحمد بيرو بالرواية الرباطية للأمداح والأنغام، كما وردت من بلاد الأندلس وتناقلها أشياخ الفن؛ جُهد يروم “خدمة هذا الفن الأصيل، وإحياء تراثه الأثيل”.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 2 أيام | 8 قراءة)
.