وفاة والدة الأسير الفلسطينى سامر متعب قبل خروجه بأيام.. «كان نفسها تحضنه»

عاشت طوال 23 عامًا من عمرها تحلم باليوم الذي يخرج فيه نجلها من سجون الاحتلال الإسرائيلي، تعد السنوات باليوم والساعة والدقيقة، إلى أن خارت قواها وقبل مدة وجيزة من انتهاء العقوبة صعدت روحها إلى بارئها لينقضي العمر دون أن ترى ابنها الأسير محررًا.

دخل الأسير الفلسطيني سامر متعب سجون الاحتلال في 21 أغسطس 2001، بتهمة «تفخيخ سيارة»، وحكم عليه بالسجن 25 عامًا، لم تره والدته خلالها إلا مرات معدودة، وعلى الرغم من أنه ذاق كل صنوف العذاب خلف القضبان الحديدية، كان عذاب والدته أصعب وأشد وطأة، إذ حرمت من فلذة كبدها الذي قضى سنوات شبابه كلها في السجن، والأصعب أنه قبل خروجه فارقت الأم الحياة.

رحيل والدة الأسير الفلسطيني سامر متعب أفراح كثيرة مرت على نجلاء متعب، والدة سامر، منها حفلات زفاف أبنائها وأصدقاء أبنائها، لكن فرحتها ظلت منقوصة لحين عودة «سامر» الابن الحاضر الغائب، وفي حوارات سابقة لها مع وسائل إعلام فلسطينية، أكدت «نجلاء» أنّ أشد ما كان يؤلمها؛ تعرض ابنها للتعذيب داخل السجن، وصل إلى درجة إجرائه العديد من العمليات الجراحية، نتيجة الإهمال الطبي، إذ أُسر وهو لم يكمل عامه الـ23، ليضيع مستقبله خلف الأسوار.

حكايات الأم الراحلة عن ابنها الأسير وفي حديث سابق للسيدة الراحلة، تحدثت بنبرة يشوبها الحزن والكسرة على نجلها  قائلة: «سامر علاقته كانت حلوة جدًا معانا، مايقدرش يشوف حد زعلان وبيحب كل الناس وعنده موهبة كبيرة ومستقبل في الرسم»، مشيرة إلى أن نجلها هو الأكبر من بين إخوته، الذين تزوجوا دون أن يراهم، كما أنه ذاق مرارة فقد والده دون أن يودعه.

أمنية لم تتحقق  لم تتوقف حكايات «نجلاء» عن «سامر» ومعاناته خلال فترة سجنه، إلا بموتها، إذ قالت في حوار سابق: «والده كان تعبان لمدة سنة ونص وحاولنا نخليه يشوفه لكن الإدارة رفضت، طلبنا تاني عشان كانت أمنيته أنه يشوف والده، لكنهم رفضوا».

وبحسب والدة الأسير قبل عدة أشهر من وفاتها، فإن أمنيتها الوحيدة أن ترى ابنها وتعانقه ولو لمرة واحدة، ليسبقها القدر وتتوفى في الوقت الذي أعلن فيه المركز الفلسطيني للإعلام، أن الأسير سامر متعب على موعد مع الخروج إلى النور خلال 55 يومًا.

مصر      |      المصدر: الوطن نيوز    (منذ: 2 أيام | 2 قراءة)
.