في ذكرى 30 يونيو| مصطفى بكري يرصد أسرارَ أخطر عشرة أيام في تاريخ مصر (3).. قضية اقتحام السجون

في ذكرى 30 يونيو| مصطفى بكري يرصد أسرارَ أخطر عشرة أيام في تاريخ مصر (3).. قضية اقتحام السجون

أحد عشر عامًا مرت على ذكرى ثورة الثلاثين من يونيو، هذه الثورة العظيمة التي أطاحت بحكم جماعة الإخوان الإرهابية، وكانت بدايةً لتحرير البلاد وإنقاذها من أتون الحرب الأهلية التي كادت تعصف بكل شيء.

أحداث جسام، تطورات خطيرة، وقائع عديدة، عاشتها مصر، منذ وصول جماعة الإخوان الإرهابية إلى سدة الحكم في البلاد، حالة من الفوضى والانقسام، والأزمات المتتالية التي باتت تهدد وجود الدولة من الأساس.

.

حتى وصف المصريون هذه الفترة بأنها من أشد فترات التاريخ الحديث «ظلامية وسوادًا».

عمَّتِ التظاهرات البلاد رافضةً حكم الإخوان، منذ البدايات الأولى لوصولهم إلى السلطة وممارساتهم المعادية للجميع، وسعي الإخوان في المقابل إلى فرض سطوتهم وجبروتهم بهدف كسر إرادة الجماهير وتركيع مؤسسات الدولة لتصبح تابعة لمكتب الإرشاد، تأتمر بأوامره، وتنفذ تعليماته.

وقد كان انحياز الجيش المصري للثورة هو العامل الرئيسي في تحقيق أهدافها، وإعادة بناء الدولة على أسس دستورية وقانونية، حيث التزم القائد العام للجيش في هذا الوقت الفريق أول عبد الفتاح السيسي بتنفيذ خارطة الطريق التي أعلن عنها في الثالث من يوليو وجرى بمقتضاها تعيين رئيس المحكمة الدستورية العليا المستشار عدلي منصور رئيسًا مؤقتًا للبلاد، ثم جرى وضع دستور والاستفتاء عليه، ثم انتخاب حر لرئاسة الجمهورية، ثم انتخابات مجلس النواب، ثم بدء مشروع النهضة والبناء الذي تحقق على يد القيادة السياسية، في الفترة من 2014 إلى 2024، وبالرغم من التحديات الجسام التي عاشتها مصر ولا تزال، فإن وحدة الشعب المصري خلف القيادة كانت من أهم عوامل النجاح، حيث تكاتفتِ الجهود الشعبية والتنفيذية لإنجاز آلاف المشروعات التي ستظل شاهدًا على إرادة المصريين وعزمهم.

وقد تحمَّل الكاتب والبرلماني المصري، مصطفى بكري، مسئوليةَ التأريخ لهذه الفترة بكل أمانة وموضوعية، فأصدر العديدَ من الكتب المهمة التي رصدت أحداث ثورة الخامس والعشرين من يناير وما بعدها، فأصدر كتب: «الجيش والثورة»، و«الجيش والإخوان»، و«سقوط الإخوان»، و«الصندوق الأسود لعمر سليمان»، وغيرها.

وفي ذكرى الثلاثين من يونيو، تنشر «الأسبوع»، بعضَ ما رصده الكاتب الصحفي مصطفى بكري، في كتابه الصادر عن دار «سما» للطباعة والنشر بعنوان «ثورة 30 يونيو - الطريق إلى استعادة الدولة».

كتاب «ثورة 30 يونيو - الطريق إلى استعادة الدولة»قضية اقتحام السجونتابع المصريون في هذا الوقت، قضية اقتحام السجون، والاستماع إلى أقوال الشهود، الذين أدلوا بمعلومات خطيرة حول وقائع ما جرى ودور حركة حماس وجماعة الإخوان في سيناريو الأحداث الذي شهدته البلاد في أعقاب أحداث الخامس والعشرين من يناير 2011.

كانت محكمة جنح الإسماعيلية برئاسة المستشار خالد محجوب، قد أوشكت على إصدار حكمها في هذه القضية المهمة والخطيرة.

وفي يوم الثانى والعشرين من يونيو 2013، تابع المصريون مرافعة النيابة العامة في هذه القضية بإعجاب منقطع النظير، وكان لهذه المرافعة، ردود فعل واسعة في الشارع المصري، خاصة أن النائب العام في هذا الوقت «طلعت عبد الله» كان معروفًا بأنه صنيعة الإخوان وداعم لهم، وقد أصيب بصدمة قوية وفوجئ بمرافعة ممثل النيابة في هذه القضية.

مصطفى بكريلقد وقف الأستاذ «هيثم فاروق» ممثل النيابة العامة أمام المحكمة ليقول «إنه ثبت في يقين النيابة العامة نفي أي تواطؤ أو مؤامرة تُنسب إلى رجال الشرطة في إطلاق سراح المسجونين».

.

وتساءل «لمصلحة مَن يُهان القائمون على حماية البلد وتوفير الأمن على يد أناس وفئات ضل سعيهم في الحياة الدنيا»؟!.

وقال ممثل النيابة العامة «إن القضية المنظورة وما تحتويه من وقائع أقل ما توصف به، أنها تسطر صفحات من نور، ليعلم الشعب ما حاق به من مكائد على يد مَن يدَّعون أنهم أبناء هذا الوطن، وهم عملاء لخارجه، لذلك كان علينا أن نقرع الأسماع وندق نواقيس الخطر، ليعلم الجميع أيَّ جرم وقع وتم فعله».

وقال: «إن المأساة الحقيقية التي تضمنتها أوراق تلك الدعوى كانت حين تبين أن الدعاوى المحركة للمؤامرة وهي اقتحام السجون وتهريب السجناء، نبعت من قلوب مريضة أطلقتها خمر السلطة فأبت أن تفيق من سكرتها».

واستشهد ممثل النيابة بأقوال الرائد محمد عبد الرحيم نجم الذي قرر أنه خلال استقبال 34 من قيادات تنظيم الإخوان وإيداعهم سجن وادي النطرون دار حوار بينه وبين القيادي الإخواني «حمدي حسن» الذي أكد له أنهم سيخرجون اليوم أو غدًا، وأنهم هنا لتشكيل الحكومة الجديدة وتولي سلطة البلاد والقضاء على جهاز الشرطة.

وقال هيثم فاروق: «من أجل ذلك ارتكبوا تلك الأفعال، من أجل ذلك قتلوا وسفكوا الدماء، من أجل ذلك راحت حُمرة الخجل والحياء، حرام على هذا الوطن بعد اليوم أن يطعمهم من ثماره أو ترويهم قطرات مائه أو يحملهم ترابه، هؤلاء الذين يدَّعون الإسلام والعلم بأحكامه تناسوا قول الرسول ﷺ «لست أخاف على أمتي غوغاء تقتلهم ولا عدوًّا يجتاحهم، ولكني أخاف على أمتي أئمة مضلين، إن أطاعوهم فتنوهم، وإن عصوهم قتلوهم».

وتناول ممثل النيابة العامة الوقائع موضوع المحاكمة وقال «إن إطلاق سراح المتهمين الجنائيين من السجون المصرية كان أيضًا ضمن هذا المخطط بهدف إشاعة الفوضى في البلاد، ولذلك طالب بإحالة محمد مرسي العياط وعصام العريان وسعد الكتاتني وسعد الحسيني وصبحي صالح وحمدي حسن وأبو شعيشع الهاربين من السجن والضالعين في المخطط ضمن الـ34 من قيادات الجماعة إلى النيابة العامة، ومعاقبتهم طبقًا لنص المادة 138 من قانون العقوبات.

ثورة 30 يونيووفي صباح اليوم التالي، الأحد 23 يونيو، كان الحكم التاريخي الذي أصدرته المحكمة برئاسة المستشار خالد محجوب، والذي أكدت حيثياته بوضوح لا يقبل اللبس اتهام محمد مرسى و34 آخرين بالتخابر والتحريض على القتل والهرب واتهامات أخرى عديدة.

واتهم الحكم حركة حماس بالمشاركة في هذه الخطة الإجرامية من خلال تسلل عدد من عناصرها بمشاركة جماعة الإخوان، وعناصر من حزب الله.

وكان أخطر ما احتوته حيثيات الحكم الطلب من النيابة العامة أن تأمر بالقبض على كل من محمد محمد مرسي العياط وسعد الكتاتني وصبحي صالح وعصام العريان وحمدي حسن ومحمد إبراهيم ومحيي حامد ومحمود أبو زيد ومصطفى الغنيمي وسيد نزيلي وأحمد عبد الرحمن وماجد الزمر وحسن أبو شعيشع وعلي عز ورجب البنا وأيمن حجازي والسيد عياد وإبراهيم حجاج الهاربين من السجون المصرية وشركائهم في ارتكاب الوقائع وإحضارهم للتحقيق معهم فيما أثير بالأوراق عن اشتراك الأسماء الواردة والتي تم ذكرها من قيادات الجهاد والجماعات التكفيرية والقاعدة والسلفية، فضلاً عن تكليف وزارة الداخلية بالكشف عن باقي أسماء الأربعة والثلاثين معتقلاً من التنظيم الإخواني والمعتقلين الهاربين أثناء تلك الأحداث واتخاذ النيابة العامة شئونها بشأن ما أثير بالأوراق، حتى يكون جميع المواطنين متساوين في الحقوق والواجبات ولا يفلت جانٍ من جريمة قام بارتكابها، وأن ما أثير من وقائع وجرائم في تلك الأوراق منسوبة للأسماء التي تم ذكرها، وهي تُعتبر من أحط وأبشع الجرائم لما فيها من تعدٍ على سيادة الدولة وحرمة أراضيها واستقلالها التي قاموا بتدنيسها بأعمالهم الإجرامية التي استباحوا وسفكوا فيها دماء المصريين للوصول لأهدافهم ورغباتهم دون النظر لحرمة الوطن والدم والحق في الحياة الآمنة لكل فرد على أرض هذا الوطن متعاونين مع عناصر أجنبية ضد مصلحة هذا الوطن لاكتمال المخطط الذي رسموه لأنفسهم لتحقيق مصالحهم فقط.

وعندما أصدرتِ المحكمة حكمَها النهائى بإحالة الأوراق إلى النيابة العامة لاتخاذ شئونها نحو ما تقدم، ثار محمد مرسي، وفقد أعصابه، وراح يجري اتصالاً بالنائب العام طلعت عبد الله ويوبخه على اتهامات النيابة العامة له وللآخرين بالخيانة والقتل والتآمر والتخابر مع قيادات حماس.

وعندما حاول المستشار طلعت عبد الله تهدئته، وقال له: إن هذا الحكم هو والعدم سواء، وإنه سيتم الاعتراض عليه، هدأت أعصاب محمد مرسي، وقال: أنا لا أعير مثل هذه الأحكام اهتمامًا، ولكن اتهامنا بهذه الاتهامات الخطيرة هو الذي أثار غضبي وحنقي على هذا الحكم والذي سوف يستغله المعادون لحكمي.

وفي هذا اليوم أيضًا تجمَّع المئات من المصريين بالقرب من وزارة الدفاع وأمام ضريح الزعيم الراحل جمال عبد الناصر بشارع الخليفة المأمون مطالبين بإسقاط حكم جماعة الإخوان.

كنا قد التقينا مجموعة من الرافضين لحكم الإخوان في صباح هذا اليوم بفندق رمسيس هيلتون لحضور اجتماع الاتحاد المصري لحقوق الإنسان الذي يترأسه المستشار نجيب جبرائيل، وكان من بين الحضور: د.

رفعت السعيد والمستشارة تهاني الجبالي والمستشار عدلي حسين وشريف دوس ورمزي زقلمه والشيخ مظهر شاهين.

وكان الهدف من وراء هذا الاجتماع هو الرد على تصريحات السفيرة الأمريكية التي تعمدت فيها الإساءة للجيش المصري، خاصة بعد لقائها بخيرت الشاطر في مكتبه.

وفي هذا اليوم أيضًا أعلنت حركة تمرد بقيادة محمود بدر عن أعداد الذين وقعوا الاستمارات التي تطالب بإجراء استفتاء على الانتخابات الرئاسية المبكرة، ووصل العدد إلى أكثر من 22 مليون مواطن، وكان محمود بدر قد حضر إلى مكتبي مع بداية الحملة ووقَّعتُ له الاستمارة ووقَّع العديد من الزملاء بصحيفة «الأسبوع».

حركة تمرد ضد الإخوانوفي صباح هذا اليوم عُقدتِ الندوة التثقيفية الخامسة التى أقيمت بنادي الجلاء بحضور الفريق أول عبد الفتاح السيسي والفريق صدقي صبحي رئيس الأركان وقادة الأفرع الرئيسية وجمع كبير من القادة والضباط والجنود، وقد استضافتِ الندوة للحديث كلاًّ من أحمد أبو زيد وزير الري الأسبق ود.

عبد المنعم سعيد المدير السابق لمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام.

وتحدث د.

عبد المنعم سعيد عن الوضعَين السياسي والاقتصادي الذي كانت تعيشه البلاد في هذا الوقت، وأكد في محاضرته أن الدولة تمضي إلى طريق الانهيار السريع، وقدَّم بالأرقام حقائق الوضع الاقتصادي.

وخلال فترة الاستراحة التقى القائد العام برئيس الأركان الفريق صدقي صبحي وقادة الأفرع الرئيسية، وتشاور معهم في تطورات الأمر، خاصة بعد محاضرة د.

عبد المنعم سعيد التي حذر فيها من خطورة تردي الأوضاع، وكان رأى الفريق صدقي صبحي أن الأمور تمضي من سيئ إلى أسوأ، وأن الرئيس مرسي لا يزال يعاند، ولا يريد الاستجابة للمطالب الشعبية، واستدل على ذلك بلقاء الأمس الذي جرى في قصر القبة معه واستمر لمدة ثلاث ساعات، وأنه لا بد للجيش من موقف حاسم لحماية البلاد من المخاطر.

وتحدث أيضًا عدد من القادة الآخرين، وعندما جاء الدور على الفريق عبد المنعم التراس قائد قوات الدفاع الجوي، تحدث عن ضرورة إنذار الكافة لأن البلاد تمضي نحو الهاوية وبعد المناقشات السريعة.

قال السيسي: «استنادًا إلى الأحداث التي تمر بها البلاد في الوقت الراهن، لا بد أن يكون لنا موقفنا المحدد الذي يضع حدًّا لهذه الفوضى ويحمي مؤسسات الدولة».

كان القائد العام على ثقة بأن البلاد تمضي نحو الهاوية، وأن استمرار الحال على ما هو عليه كفيل بتصاعد الأزمات والدخول بالبلاد إلى مرحلة الحرب الأهلية، خاصة بعد أن رفض مرسي الاستجابة للمطالب التي حملها السيسي قبلها بيوم واحد.

طلب القائد العام مجموعةَ أوراق، وراح يكتب البيان التاريخي الذى حذَّر فيه من مخاطر الفتنة وأعطى أسبوعًا للقوى السياسية لإنهاء الأزمة، وإن كان البيان موجهًا أساسًا لجماعة الإخوان.

.

وبعد أن انتهى الفريق أول عبد الفتاح السيسي من صياغة البيان، أطلع عليه الفريق صدقي صبحي، وبقية أعضاء القيادة العامة للقوات المسلحة الحاضرين في هذا اللقاء، وافق الجميع على البيان، واستعد السيسي لإذاعته خلال خطابه المهم والشهير.

لقد قال السيسي في البيان الذي تلاه باسم القيادة العامة للقوات المسلحة «إن القوات المسلحة على وعي كامل بما يدور في الشأن العام الداخلي دون المشاركة أو التدخل، لأن القوات المسلحة تعمل بتجرد وحياد تام وولاء رجالها لمصر ولشعبها العظيم».

وأكد الفريق السيسي «أن القيادة العامة للقوات المسلحة منذ توليها المسئولية في أغسطس من العام 2012، أصرت أن تبتعد بقواتها عن الشأن السياسي وتفرغت لرفع الكفاءة لأفرادها ومعداتها»، وقال: «إن ما تم من إنجازات في هذا الشأن خلال الثمانية أشهر السابقة يمثل قفزة هائلة».

وأشار السيسي «إلى أن هناك حالةً من الانقسام داخل المجتمع وأن استمرارها خطر على الدولة المصرية، ولا بد من التوافق بين الجميع»، وقال: «يخطئ مَن يعتقد أن هذه الحالة في صالح المجتمع، بل تضر به وتهدد الأمن القومي المصري»، وأضاف «يخطئ مَن يعتقد أننا في معزل عن المخاطر التي تهدد الدولة المصرية، ولذلك لن نظل صامتين أمام انزلاق البلاد في صراع تصعب السيطرة عليه».

وقال السيسي: «أؤكد أن علاقة الجيش والشعب علاقة أزلية، وهي جزء من أدبيات القوات المسلحة تجاه شعب مصر، ويخطئ مَن يعتقد أنه يستطيع بأي حال من الأحوال الالتفاف حول هذه العلاقة أو اختراقها».

ثورة 30 يونيووقال القائد العام «إن إرادة الشعب المصري هي التي تحكمنا ونرعاها بشرف ونزاهة، ونحن مسئولون مسئولية كاملة عن حمايتها، ولا يمكن أن نسمح بالتعدي على إرادة الشعب، وأنه ليس من المروءة أن نصمت أمام تخويف وترويع أهلنا المصريين»، وقال السيسى بلغة حاسمة «الموت أشرف لنا من أن يُمسَّ أحد من شعب مصر في وجود جيشه».

وانتقد السيسي في البيان الإساءة المتكررة للجيش وقياداته ورموزه معتبرًا إياها إساءة للوطنية المصرية، وقال «إن الشعب المصري بأكمله هو الوعاء الحاضن لجيشه، وإن القوات المسلحة لن تقف صامتة بعد الآن تجاه أى إساءة قادمة تُوجَّه إليها، وأرجو أن يدرك الجميع مخاطر ذلك على الأمن القومي المصري».

وأكد القائد العام للقوات المسلحة «أن الجيش المصري هو كتلة واحدة صلبة ومتماسكة وعلى قلب رجل واحد يثق في قيادته وقدرتها، وأنه تجنب خلال الفترة السابقة الدخول في المعترك السياسي إلا أن مسئوليته الوطنية والأخلاقية تجاه الشعب تحتم عليه التدخل لمنع انزلاق مصر في نفق مظلم من الصراع أو الاقتتال الداخلي أو التجريم أو التخوين أو الفتنة الطائفية أو انهيار مؤسسات الدولة».

وأنهى الفريق أول عبد الفتاح السيسي بيانه بالقول «إن القوات المسلحة تدعو الجميع، دون أي مزايدات لإيجاد صيغة تفاهم وتوافق ومصالحة حقيقية لحماية مصر وشعبها، ولدينا من الوقت «أسبوع» يمكن أن يتحقق خلاله الكثير، وهي دعوة متجردة إلا من حب الوطن وحاضره ومستقبله».

ضجَّتِ القاعة بالتصفيق من الحاضرين، عمَّت حالةٌ من الارتياح أوساط الشعب المصري الغاضب، ولم يُخفِ مرسي أو جماعته قلقهم من هذا الموقف الذي يمثل تحديًا لهم، وانحيازًا واضحًا لإرادة المصريين.

في هذا الوقت كان المثقفون والفنانون يواصلون اعتصامهم داخل مقر وزارة الثقافة، وقد عمَّتِ الفرحة جميع المعتصمين بعد سماعهم للبيان، وصمموا على الاستمرار فى الاعتصام حتى الثلاثين من يونيو.

ثورة 30 يونيوأحدث البيان الذي ألقاه القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح السيسي ردودَ فعل قوية لدى الشارع المصري، بينما أثار حالةً شديدةً من القلق لدى جماعة الإخوان.

في البداية زعمتِ الجماعة أن البيان جاء بموافقة محمد مرسي، إلا أن مصدرًا عسكريًّا كذَّب هذه الادعاءات وقال «إن مرسى لم يلتقِ السيسي إلا فى الخامسة مساء، أي بعد إعلان البيان».

في كل الأحوال فإن اللقاء الذي جرى بين مرسي والسيسي شهد جدلاً واسعًا حول البيان الصادر عن القيادة العامة للقوات المسلحة.

لقد كان من رأي مرسي أن البيان يزيد الأمور اشتعالاً وأن جماعته ثائرة ورافضة لهذا البيان الذي هو من رأيه يشجع الرافضين لحكمه للخروج في تظاهرات يوم الثلاثين من يونيو.

وكان موقف السيسي واضحًا، عندما قال «إن القوات المسلحة لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي أمام المخاطر التي تهدد أمن البلاد، وأن عليه أن يستجيب للمطالب الشعبية وأبرزها إجراء استفتاء على انتخابات رئاسية مبكرة».

وبدلاً من أن يلجأ مرسي إلى صوت العقل راح يتحدث بغرور شديد بوصفه الرئيس المنتخب، الذي لا يتوجب التشكيك في شرعيته.

ولم يعطِ مرسي اهتمامًا لتحذيرات السيسي، وراح يؤكد أن الشعب يقف خلفه، باستثناء القلة المارقة التي تحركها أهواء شخصية وطمع في السلطة.

وفي مساء هذا اليوم عُقد اجتماع مصغر لمكتب الإرشاد، تقرر فيه إيفاد خيرت الشاطر نائب المرشد العام وسعد الكتاتني عضو مكتب الإرشاد ورئيس مجلس الشعب السابق لمقابلة الفريق أول عبد الفتاح السيسي وتحذيره من مخاطر هذا البيان وتداعياته.

وفي صباح اليوم التالي، الرابع والعشرين من يونية، طلب د.

سعد الكتاتنى رئيس حزب الحرية والعدالة موعدًا عاجلاً مع الفريق أول عبد الفتاح السيسي للحضور إليه هو وخيرت الشاطر نائب المرشد العام للإخوان.

وقد أبلغه اللواء عباس كامل مدير مكتب القائد العام، أن الموعد قد حُدد له صباح باكر 25 يونيو.

في مساء ذات اليوم كان عددٌ ممَّن ينتمون إلى المذهب الشيعي يحتفلون بمولد الإمام المهدي حفيد الإمام علي رضى الله عنه في ليلة النصف من شعبان.

وبينما كانوا مجتمعين فى منزل «حسن شحاته» أحد أبرز الشيعة في مصر، هجم عليهم العشرات فى قرية زاوية أبو مسلم بالجيزة وقتلوا أربعة منهم وسحلوهم في الشوارع، وكان من بينهم حسن شحاته، كما أصابوا آخرين.

وقد أحدث هذا الحادث حالةً من الخوف والفزع لدى الكثيرين، خاصة أنه جاء بعد تحريض بعض أئمة السلفية خلال مؤتمر نصرة سوريا الذي عُقد فى 15 يونيو بحضور محمد مرسي وقيادات مكتب الإرشاد وأكثر من عشرين ألفًا آخرين.

في صباح اليوم التالي، الرابع والعشرين من يونيو، كانتِ المظاهرات تزحف إلى مناطق متعددة فى المحافظات وأمام ضريح الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ومناطق أخرى مهمة في قلب القاهرة والجيزة.

وفى صباح نفس اليوم، التقى الأستاذ محمد حسنين بعدد من شباب حملة «تمرد» وشدد عليهم خلال اللقاء على ضرورة الحفاظ على سلمية المظاهرات وعدم الانجرار إلى دعوات الإخوان وغيرهم التي تريد أن ينزلق الشباب إلى هاوية العنف فتضيع الحقوق مرة أخرى، وتمكين الإخوان من الاستمرار في حكمهم.

كانت حركة «تمرد» قد انطلقت فى الشوارع والميادين بهدف تعبئة المواطنين ليوم الثلاثين من يونيو، وكان الإخوان وأعضاء الجماعات المتشددة قد أنشأوا ما أسموه بحركة «تجرد» لمواجهة حركة تمرد.

كانتِ الأجواء في البلاد تنذر بتطورات مهمة وخطيرة، وكان الإخوان وحلفاؤهم قد بدأوا في تهريب الأسلحة إلى اعتصام رابعة، وبدأوا عمليات الحشد الواسعة انتظارًا ليوم الثلاثين من يونيو، بينما تصاعدتِ الدعوة إلى مظاهرات الجمعة المقبلة لدعم مرسى وحكم الجماعة.

ثورة 30 يونيوفي صباح الخامس والعشرين من يونيو، كانت حدة المظاهرات تشتد، وأعداد المعتصمين في بعض المحافظات التي عُيِّن لها محافظون إخوان ومتطرفون تتزايد، بينما كان الجيش يتابع هذه التطورات عن كثب.

في وقت مبكر من هذا الصباح حضر خيرت الشاطر وبرفقته سعد الكتاتني لعقد لقاء مع الفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام ووزير الدفاع والإنتاج الحربي، وقد عُقد اللقاء بمقر الأمانة العامة لوزارة الدفاع وبحضور اللواء عباس كامل مدير مكتب القائد العام، وخلال اللقاء استمع السيسي لحديث خيرت الشاطر والذي استمر لأكثر من 45 دقيقة متواصلة.

لقد نقل خيرت الشاطر إلى السيسي غضبَ مكتب الإرشاد والقوى الإسلامية من بيان التحذير الذي أعلنه أمام حشد من رجال القوات المسلحة ظهر يوم 23 يونيو، والذي حدد بمقتضاه مهلة أسبوع واحد للرئيس مرسي ولبقية القوى السياسية للتوصل إلى حل نهائى للأزمة التي تعيشها البلاد.

كان وجه خيرت الشاطر عابسًا، وكان صوته عاليًا، مما أثار غضب السيسي الذي طلب منه تهدئة صوته والتحدث بهدوء أكثر من مرة.

قال المهندس خيرت الشاطر: «إن البلاد تتعرض لمؤامرة خطيرة تشارك فيها قوى داخلية وقوى خارجية، وإن الأخطر أن هناك مؤسسات في الدولة تساعد وتسعى إلى نشر الفوضى في البلاد».

وقال: «إنه يعز عليه وعلى جماعة الإخوان أن يُصدر الفريق السيسي بيانًا هو أقرب إلى الإنذار ضد رئيس الدولة الشرعي، ويمنحه فيه سبعة أيام لإنهاء الأزمة، مع أن سيادتكم تعلمون مَن هو السبب وراء الأزمة والتصعيد الحاصل في البلاد».

وقال الشاطر: لقد استخدمتم سيادتكم لغة في مخاطبة رئيس الجمهورية ما كان يجب استخدامها، وساويتم بينه وبين المخرِّبين ودعاة الفوضى من جبهة «الخراب» التي نعرف أهدافها الحقيقية، إنه صراع على الكرسي يا سيادة الفريق بين أناس يريدون القفز على السلطة دون سند شرعي أو دستوري وبين رئيس منتخب انتخابًا حرًّا مباشرًا.

وقال: لقد تعرَّضتِ البلاد في الفترة الماضية لأعمال عنف وتخريب، وأصارحك القول إننا تعجبنا لموقف الجيش من هذه الأحداث، والغريب أننا نرى الآن جهاز الشرطة ينضم أيضًا إلى الجيش في نفس موقفه، حيث أعلن وزير الداخلية أكثر من مرة أنه سيحمي المظاهرات السلمية مع أنه يعلم أنها مظاهرات تخريبية، والأخطر أنه صرح بأنه لن يحمي مقرات جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة، وكأنه يمنحهم الضوء الأخضر لإحراقها، مع أنه يعرف ويعلم أن هذه المقرات مستهدفة من هؤلاء المخربين.

ثورة 30 يونيووقال خيرت الشاطر: نحن حتى الآن نلتزم الهدوء وطلبنا من عناصرنا التحلي بالصبر حرصًا على أمن البلاد، ولكن الناس لن تسمع كلامي بعد ذلك وهي ترى المؤامرة تُنفَّذ والجيش يحذر والشرطة تشجع.

.

أنت تعرف يا سيادة الفريق أول أن مصر بها آلاف الآلاف من المسلحين الإسلاميين دخلوا البلاد في فترة الثورة وما بعدها، وتعرف أن لديهم أسلحة متنوعة، ولا أحد يستطيع السيطرة على هؤلاء.

وقد جاءتني معلومات موثقة أن هؤلاء لن يقفوا مكتوفي الأيدي وهم يرون المؤامرة تنفَّذ، ولن يسمحوا أبدًا بسقوط الشرعية وسقوط الرئيس، خاصة أنهم يعرفون أن الدولة «العميقة»« أفشلت كثيرًا من تطلعات وطموحات الرئيس وكأنها أصبحت طرفًا في المؤامرة ضده.

وقال الشاطر: «إن هذا التحذير الذي أعلنته يزيد الأوضاع اشتعالاً ويشجع المخربين على الاستمرار في مخططهم، وأرجوك ألا تنسي أن الرئيس مرسي هو القائد الأعلى للقوات المسلحة وأن بإمكانه اتخاذ أخطر القرارات، وهو رئيس له رصيده الشعبي الكبير، كما أن المجتمع الدولي وأمريكا لن يتركوا الأمور تمضي كما يريد البعض، بل سيدافعون عن الشرعية بكل ما يملكون».

وقال: «نحن لا نريد أن نفتح الأبواب أمام تدخل دولي في شئون مصر، ولكن مَن يظن أن أمريكا والغرب سيظلان صامتَين أمام أي محاولة للانقلاب على الشرعية فهو واهم، ولذلك أطلب منك يا سيادة الفريق أن تسحب هذا الإنذار، وأن تحمي الشرعية وأن تحافظ على استقرار البلاد.

ظل السيسي صامتًا، يستمع دون أن يحرك ساكنًا، كأنه أراد أن يعرف ويتعرف على آخر ما لديهم.

ثورة 30 يونيو التي أطاحت بالإخوانوبعد أن انتهى الشاطر من حديثه، سأله الفريق السيسي بالقول: «انتم عايزين إيه بالضبط؟ لقد أضعتم كل شىء وخربتم البلد، وأفشلتم التجربة، وأحبطتم الشعب الذي مارستم عليه القهر والإذلال».

وأضاف: «عندما وصلتم إلى السلطة لم نعترض طريقكم وارتضينا بخيار الشعب رغم الإرهاب الذي مارستموه على الجميع، انتظرنا منكم الكثير، لكن للأسف منذ البداية تعمدتم الإساءة للقوات المسلحة وللشرطة وللشعب المصري.

.

وإذا كان هناك من مسئول عن الأحداث التي تشهدها البلاد فهو أنتم، بعد أن أصدرتم الإعلان الدستوري في شهر نوفمبر من العام الماضي والذي دفع البلاد إلى مرحلة خطيرة فكان إعلانًا للفتنة».

وقال السيسى: «دعونى أقُلْ إن البلاد منذ هذا الوقت وهي تنتقل من مرحلة إلى مرحلة أخطر، وحتى عندما حاولتِ القوات المسلحة أن تدعو إلى مائدة حوار بين الجميع، رفضتم ذلك، وعلمت أن د.

محمود عزت اتصل بالرئيس وطالبه بإلغاء الحوار، وعرفت أيضًا أنك لم تكن مشجعًا لهذا الحوار، بالرغم من أنني تحدثت مع د.

أحمد عبد العاطي وأبلغته بالهدف من وراء الحوار فاتصل بي الرئيس محمد مرسي بنفسه وأيَّد الفكرة، لقد تعمدتم وضع القوات المسلحة في موقف صعب، ومع ذلك تحمَّلنا الإهانة وصمتنا، وليتكم صمتُّم، بل فوجئنا بالمرشد يتقول على القوات المسلحة ويحرِّض الجنود والضباط على قادتهم، ويا ليت الأمر توقف عند ذلك، لقد كنا مستعدين أن نتحمل الإهانة ولكن إهانة الوطن وتهديد أمنه واستقراره أمر لم نكن نستطيع الصمت عليه».

وقال السيسي: «أنتم تعلمون أنني حذرت الرئيس أكثر من مرة، وقلت له في شهر نوفمبر إن إعلانه الدستوري سيقود البلاد إلى فُرقة وإلى عنف لن يتوقف بسهولة، وقلت له في فبراير إن مشروعه فشل ولم يحقق أي نتائج ترضي الجماهير بسبب سوء الإدارة وتعمد إقصاء المجتمع كله، وقلت له إن الولاء يجب أن يكون للدولة وليس للجماعة، لكنه لم يستمع إلى النصائح المخلصة».

وقال القائد العام: إن التحذير الأخير كان هدفه حث الجميع وأولهم الرئيس على إنقاذ الموقف قبل 30 يونية، وذهبنا إليه يوم 22 يونية وقلنا له إن القوات المسلحة لن تسكت وستطالب جميع الأطراف بضرورة حل المشكلة قبل الانفجار المتوقع، لكن أحدًا لا يريد أن يسمع، وإذا سمع فهو لا يلتزم ولا ينفذ ولا يستجيب».

وأضاف: «لقد أسأتم للدين وكفَّرتم المصريين جميعًا بالفتاوى التي لا تمت للدين بصِلة، وأريد أن أقول لكما: نحن لا نتهدد، وأنا أرفض اللغة التي تتحدث بها معي، وأرجو ألا أسمع هذا الكلام منك أو من غيرك مرة أخرى، وأرجو منك ومنكم جميعًا أن «تلموا» عناصركم وتوقفوها عن التطاول على القوات المسلحة، أنا أعلم أن حازم أبو إسماعيل وغيره لا يقول كلامًا إلا بالتشاور معكم، والجيش لم يعُد مستعدًّا للقبول بالإهانة، وأنا أهدئ من مشاعر الضباط والجنود، لكني لم أعد أستطيع الصمت بعد أن وصلتِ الإهانات حدًّا لا يمكن السكوت عليه».

وقال: «يؤسفني أن أقول لك إنكم وضعتمونا أمام خيار من اثنين: يا إما تقتلونا أو تحكمونا، وهذا منطق مرفوض، أين حديثكم عن الديمقراطية وعن احترام إرادة الشعب؟!! الناس لم تعُد تثق في هذه الوعود، وأنا أحذر مجددًا من التعامل بلغة الغرور والتعالي على الناس وعلى القوات المسلحة».

ثورة 30 يونيو- هنا تدخل د.

سعد الكتاتني وحاول تهدئة الأجواء وقال: «نحن نقدِّر للقوات المسلحة مواقفها المتعددة وحرصها على الاستقرار والأمن، ولكن نحن الآن أمام مؤامرة تحاك ضد الشرعية، فما هو الحل؟».

- قال الفريق أول السيسي: «المؤامرة هي في أذهانكم أنتم فقط، هذا شعب مسالم، لكنه ضج من الاستهانة به، انتظر الرخاء على أيديكم فإذا به يواجه القتل والمرض والجوع والخراب، انتظر بناء الدولة فإذا به أمام حكم الجماعة وأمام رئيس لا يخاطب سوى أنصاره من الجماعة والإسلاميين، ونسي أن هناك شعبًا قوامه 90 مليونًا، أنا أرفض تهديد الجيش من الميليشيات أو من أمريكا كما يحاول المهندس خيرت الشاطر أن يوحي في حديثه، نحن لا نخاف من أحد، ولسنا طامعين في السلطة ولا نريد العودة للمشهد السياسي مرة أخرى، فكفانا ما لاقيناه من إهانة منذ ثورة 25 يناير وكنا نعرف مَنِ الذي يحرك ومَنِ الذي يحرِّض وظننا أنه بوصولكم للسلطة ستتعاملون مع الشعب والجيش بشكل مختلف، ولكن للأسف فإن ذلك لم يحدث، بل العكس هو الصحيح، لقد ازدادت شراستكم وأحدثتم الانقسام في البلاد وأصبح الأخ يكره أخاه، وبدأ المصريون يشهدون أخطر مرحلة في تاريخهم، وكان الكل يعي أنكم أنتم وراء ذلك، إن الحل في تقديري هو أن يقوم الرئيس والجماعة بالاستماع إلى صوت الشعب وتلبية مطالبه، وأنا لا أعرف عن أي استقرار يتحدث المهندس خيرت الشاطر وأنتم في مشاكل مع الجميع: القضاء والشعب والشرطة والجيش، ماذا تريدون بالضبط؟! حلوا مشاكلكم مع كل هؤلاء تنتهى الأزمة!!- قال الكتاتني: ومَن قال إننا ضد الحل، فقط نحن نلوم على صدور بيان من القوات المسلحة يحذر فيزيد النار اشتعالاً ويقوي العناصر المناوئة ويجعلها تصر على تهديد أمن البلد في 30 يونيو.

- قال السيسي: سواء أصدرتِ القوات المسلحة تحذيرها أو لم تُصدر، فالشعب سيخرج في 30 يونية القادم وأنا أحذر من غضبة الشعب، وكان بيان القوات المسلحة هو إبراء للذمة أمام الجميع، ونحن لن نسمح أبدًا بسقوط الدولة أو إذلال الشعب، ولن يجرؤ ضابط أو جندي علىى أن يوجه الرصاص إلى صدور المصريين، لن يكون هناك حل أمني ولن نسمح به أبدًا، وجيش مصر سيحمي شعب مصر، وأنا أحذر أيضًا من تهديدات الأخ خيرت الشاطر باستخدام الميليشيات ضد الجيش أو الشرطة أو الشعب، أقسم بالله العظيم إن أولادنا حياكلوهم ويقطَّعوهم لو فكروا يعتدوا على الشعب، حل الأزمة ليس بالتهديد أو الوعيد كما يقول الأخ خيرت، ولكن الحل في يدكم أنتم، اطلبوا من الرئيس الاستجابة لمطالب الشعب، الناس تريد الاستفتاء على انتخابات رئاسية مبكرة، لماذا تخافون؟!! لو كان الشعب معكم أهلاً وسهلاً، لو كان الشعب يريد انتخابات رئاسية مبكرة فلماذا لا نحترم رغبته؟!! أرجوكم أنقذوا البلد، الحل في أيديكم ونحن سنكون سندًا وعونًا لكم إذا استجبتم لمطالب المصريين.

- قال الكتاتني: أعدك بأننا سنفكر في الأمر جيدًا، وسنتواصل مع السيد الرئيس، بحيث يتضمن خطابه غدًا مفاجآت سارة للشعب تُنهي الأزمة وتضع حدًّا للخلاف.

ثورة يونيو- قال السيسي: على بركة الله، ونحن في الانتظار.

لقد سبق أن قدمنا ثلاثة تقارير للرئيس حذَّرنا فيها من خطورة الموقف، وطرحنا فيها حلولاً للأزمة لكنه لم يستجب لأي من المطالب المرفوعة، وسأعطيها لكما، ولكن المهم في الأمر هو الاستجابة السريعة لمطالب الشعب، وهنا طلب السيسي من اللواء عباس كامل تسليم هذه التقارير إليهما.

- قال الكتاتني: سننظر في الأمر، ونبلغك بالموقف النهائي.

انصرف الشاطر والكتاتني، كان الغضب باديًا على وجهيهما، اتجها على الفور إلى مقر جماعة الإخوان بالمقطم، كان المرشد العام محمد بديع وبعض أعضاء مكتب الإرشاد في انتظارهما، استمعوا إلى عرض الشاطر لوقائع ما حدث، واتفقوا على حشد عناصرهم في اليوم التالي أثناء إلقاء مرسي لخطابه في قاعة المؤتمرات بمدينة نصر.

وكانتِ الخطة الأخرى، هي التحضير لاستفزاز السيسي وقادة الجيش الذين سيشاركون وأيضًا وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم والقبض عليهم جميعًا، وتجهيز اللجان النوعية للقبض على العناصر المستهدفة والاستعداد لاستلام المنشآت الاستراتيجية والسيطرة عليها، حال صدور تعليمات بذلك.

مصر      |      المصدر: بوابة الأسبوع    (منذ: 2 أيام | 5 قراءة)
.