كاتب مصري: من آذى سودانيا فقد آذاني .. بيتك ومطرحك يا شقيق ❤️

اول مرة فى حياتى ازور السودان كان فى العام 1997 ….

ذهبت لاستجئار شقة مفروشة مع سمسار واثناء معاينة الشقة دخل صاحب الشقة وبمجرد سلامى عليه دعانى للجلوس وامر السمسار بالمغادرة ….

استغربت الموقف ولكنه قطع استغرابى بسؤالى اين شنطك يا دكتور فاشرت له بانها فى سيارة السمسار فامر اولادة باحضار الشنط من السيارة وتحضير العشاء واتبع تلك الاوامر وبلهجه حاسمة انت ضيفنا يا دكتور و الضيف له عندنا ثلاثة أيام وكل ده عشان انت مصرى !!!!….

لم يعطينى فرصة للرفض وبدأ فى الحديث عن ما هى مصر بالنسبة له وحكايات لا تنتهى عن طيبة وكرم المصريين له عندما ذهب للدراسة فى مصر فى ستينات القرن الماضى وكلما هم بالانصراف لكى استريح من عناء السفر طلبت منه المكوث لكى نكمل الحديث بل وطلبت منه مشاركتى فى العشاء الذى احضره اولادة على وجهه السرعة استمرت الجلسة اكثر من خمس ساعات وحديث لا ينتهى عن حب مصر و المصريين ….

لمدة ثلاثة ايام الاكل و الاقامة بدون اى مقابل وفشلت فى ان اثنية عن ذلك ….

استمرت زيارتى للسودان مرتين او ثلاثة فى العام لا تستطيع ان تفى الكلمات حق جميع الاصدقاء فى عائلة الحاج عبد الرحمن شبيكة او عائلة سعيد بوارث او الصديق ابن السيد الصادق المهدى او بسطاء الناس الذين كنا نقابلهم اثناء رحلات الصيد فى شرق النيل او بالفاو او الديمازين وبمجرد معرفتهم انى مصرى او بدأ من سماع اللهجة المصرية وتجد الابتسامة و الترحيب بلاحدود وبحب نابع من القلب ….

تلف الايام ولا انسى هذا الرجل الذى اصر على استضافتى ثلاثة ايام وتذكرتة جيدا عندما اتصل بى سمسار منذ بضعة أشهر يسئلنى عن امكانية تأجير شقة اخى رحمة الله لاسرة سودانية تركت السودان وتحتاج لسكن ….

طلبت منه الانتظار حتى قدومى واعطيت رب الاسرة السودانية مفتاح شقة أخى رحمة الله وقلت له نفس الجملة ….

انت وأسرتك ضيوفى لمدة ثلاثة ايام.

أهلا بكل الاخوة السودانين فى بلدهم وفعلا من آذى سودانيا فقد آذاني .

.

بيتك ومطرحك يا شقيق ❤️ 🇸🇩Hesham Elaraby                                      

السودان      |      المصدر: النيلين    (منذ: 2 أيام | 5 قراءة)
.