هل يتفادى المغاربة "توثيق عيد الأضحى" في مواقع التواصل الاجتماعي؟

باتت مواقع التواصل الاجتماعي خالية من صور أضحية العيد ومن توثيق مختلف مراحل الذبح وأشكال الطهي والشواء التي تؤثث الموائد، وهي مظاهر كانت تغزو فضاء مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة “الفيسبوك”، مع كل عيد أضحى، قبل أن تختفي بشكل لافت هذه السنة.

فقبل يوم عيد الأضحى كانت دعوات على هذه المواقع قد طالبت بتفادي نشر صور أضحية العيد على شبكات التواصل الاجتماعي لعدة أسباب ودوافع- خاصة خلال هذه السنة التي شهدت ارتفاعا غير مسبوق في أسعار الأضاحي وعدد من المواد الأساسية خلال فترة “العواشر”- أبرزها مراعاة شعور غير المضحين من الطبقة الفقيرة.

محمد اليمني، نشر تدوينة على “الفيسبوك”، كتب فيها “من فضلك، تفادى نشر صور أضحية العيد على شبكات التواصل الاجتماعي احتراما لكل المشاعر.

فرحتكم، إخوتي وأصدقائي، لا معنى لها لما تتظاهروا بها أمام أنظار من لا يمكن له ماديا أن ينعم بها.

الله يهدينا جميعا لما فيه الخير”.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} وجوابا عن سؤال: هل يجوز نشر صور الأضحية؟، رد شخص آخر، يحمل حسابه على “الفيسبوك” لقب “داعية”، “يجوز للمسلم أن يقوم بالتصوير مع الأضحية قبل ذبحها مع أسرته ونشرها، ولكن عليه أن يراجع نفسه بداية حتى يعلم هل يفعل ذلك من باب الرياء والتفاخر، أم من باب نشر البهجة والسرور بسنة النبي، والفارق أنه إن كان يفعلها رياء فثوابه يضيع”.

وفي السياق نفسه كتب سعيد إلياس: “لا لصور الكبش، ما تصوروش الأضحية وتحطو منشور تفتخرو بيه، هناك فقراء يتألمون في صمت.

الناس اللي كتحط صور الأضحية وستوريات، من الأفضل بلاش متحطوهومش، حيتاش كاينين ناس ممعيداش الله وحده اللي عالم ما بهم”.

فيما نبهت تدوينة أخرى إلى نشر صور موائد اللحوم على أساس التأثير على غير المضحين من الطبقات الهشة، وجاء فيها: “بمناسبة عيد الأضحى، ‏انتبهوا ستصلكم هذه الأيام نكت أو صور عن الأضاحي من باب الدعابة، يرجى عدم تداولها لأن الاضحية من شعائر الله ولا داعي لنشر صور موائد اللحوم، فهناك من ليست لهم القدرة على شراء الأضحية.

العيد قربة لله وليس للتفاخر، فالإحساس بالناس من ديننا والرفق بمشاعرهم من سلامة القلوب ومن التقوى”.

وحتى سعر الأضحية أخذ حقه من المنع في التصريح للأسباب ذاتها، حسب هؤلاء.

“لا يذكر الإنسان سعر الأضحية في المجالس وعند الزملاء، ولا يتضجر من الغلاء، لأنه يذبحها تقربا لله، وعليه أن يقدمها بنفس طيبة لله، هناك فقير ومحتاج لم يتمكن من شراء الأضحية، اتقوا الله في هؤلاء، فلا يعلم بحالهم إلا الله، فالتفاخر هو من خصال الجاهلية المذمومة”، تورد تدوينة لفاطمة السوسية.

وحسب محمد الفقير، المستشار النفسي، فإن إظهار صور الاحتفال بعيد الأضحى على مواقع التواصل الاجتماعي، من طقوس صلاة العيد والذبيحة، مرتبط بأمرين: الأول اجتماعي يتمثل في الانخراط في إظهار الفرح الجماعي وتقاسمه مع الأهل والمعارف عبر العالم الافتراضي.

والثاني له علاقة بالجانب النفسي، المتمثل في الرغبة بالحصول على التقدير والإعجاب.

لهذا نرى محاولة البروز بمظهر أنيق، وأيضا إظهار أطباق المأكل والمشرب، والتفاخر بحجم ونوع الأضحية، وفي حالات معينة استعراض مهارات نحر وتنقية أحشاء الأضحية، وهذا الأمر يمكن ملاحظته عند صناع المحتوى من المؤثرين الذين يجعلون من المناسبة فرصة للإطالة على متابعيهم بأفضل صورة”.

أما هذه السنة، يضيف المتحدث في تصريح لهسبريس، فإن “حجم منشورات صور الأضاحي أقل نسبيا، وربما يكون الدافع هو أن الذين أقاموا شعيرة النحر أقل من عيد الأضحى السابق، وربما انخراط عدد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي مع الدعوات لعدم نشر صور الأضاحي”.

وبخصوص التأثير النفسي لنشر الصور وطقوس نحر الأضاحي على مواقع التواصل الاجتماعي، أوضح الفقير أن “الأمر بشكل خاص له تأثير نفسي سلبي على الأطفال واليافعين بدرجة كبيرة، لكونهم الفئة العمرية التي تنتظر عيد الأضحى للفرح بالتقاط الصور أو حضور طقوسه، لكن التأثير على العموم سيكون سلبيا على المعوزين من غير المضحين لكونهم سوف يشعرون بنوع من العجز لعدم تمكنهم من توفير أضحية العيد”.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 1 أسابيع | 4 قراءة)
.