دعاء لفلسطين في خطبة سيدي سليمان

رفعت خطبة العيد بمصلّى مدينة سيدي سليمان أكفّ الدعاء بجمع الشمل، والأمان والوئام والتراحم، ورفع البلاء والغلاء، ونصرة الفلسطينيين المستضعفين وحقن دمائهم وحفظ أعراضهم وتأييدهم ونصرهم على أعدائهم.

ودعا خطيب العيد، عبد الرزاق الفقير، عضو المجلس العلمي بسيدي سليمان، الحاضرين وهم ينحرون الأضحيات ويحيون حياة بحبوحة، إلى “تذكر إخواننا في مشارق الأرض ومغاربها وهم يعيشون حياة الخوف والجوع والمشقة، فندعو لهم بظهر الغيب، ونتضامن معهم بقلوبنا ودعواتنا”.

وأضاف الخطيب: “ضحّوا لا بالشاة والبعير فقط، بل بشهواتكم ورغباتكم، بجعلها منقادة لله، وتجديد العهد معه على الإيمان والتوحيد والطاعة وإصلاح ما بين الإنسان وبين الله، وبداية عهد جديد في التوبة والاستغفار والعودة لله عز وجل (…) فليس العيد لمن لبس الجديد، بل لمن طاعاته تزيد، والعيد لمن غُفرت له الذنوب”.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} وأبرز الخطيب ما في عيد الأضحى من إحياء سنة طاعة الله وتوحيده، والإقبال عليه بقلب الإنسان وعقله وأشواقه وأرواحه، باتخاذ “أبينا إبراهيم قدوة وأسوة، ونحن أولى الناس به”.

وتابع: “يوم عيد الأضحى، من يومي عيدين عظيمين، هما موسمان للفرح والسرور، يوم الأضحى ويوم الفطر (…) من مقاصده، إعلان شمل العقيدة، والجهر بها في الطرقات والساحات، ليعلم العالم كله ألا إله إلا الله (…) والالتقاء بين المسلمين وزيادة الترابط بينهم، بالخروج لمصلى العيد شيوخا وشبابا نساء ورجالا، وحتى الحائض تخرج للعيد وتعتزل الصلاة”.

في هذا اليوم يكون “عناقٌ، وتهنئة تسقط الشحناء والبغضاء، ودعاء بموفور الصحة وسلامة الإيمان (…) والمؤمن العالم بحقيقة التسامح لا يتمادى في الشحناء، ويسعى إلى الصفح والمغفرة والعفو، وعدم الحقد، ليسلم القلب والضمير، بطيّ ما جرى”، كما فيه “تعويد للنفس على الإحسان والتكافل الاجتماعي، بزكاة الفطر في عيد الفطر، وذبح الأضاحي والتصدق بلحومها في عيد الأضحى، فيكون اللحم طعام الأغنياء والفقراء فيه”؛ لأن “أمة الإسلام ما تزال في خير ما رحم قويُّها ضعيفها، وكبيرها صغيرها، ووقر صغيرها كبيرها”.

ووضّح الخطيب أن عيد الأضحى يراعي “طبيعة الفطرة البشرية المكونة من الروح والعقل والجسد، وقد جاء الإسلام ليلبي حاجات النفس البشرية، بشيء من الترويح واللهو المباح”، كما يشجّع على “مباسطة الأهل ومداعبتهم، والتوسعة عليهم، خاصة في ظل حياة باعدت تكاليفها وهمومها، أكثر من أي وقت مضى، بين الأب وأبنائه، والزوج وزوجته، والإنسان وأرحامه، فيأتي العيد ليعيد شيئا من ذلك التوازن المفقود ويصحح الوجهة”.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 1 أسابيع | 3 قراءة)
.