النقل عبر التطبيقات الذكية يتجنب الزبائن أصحاب "البشرة السوداء" بالمغرب

“في واقعة غريبة”، يتفادى مجموعة من سائقي سيارات النقل عبر التطبيقات الذكية بالمغرب نقل ذوي “البشرة السوداء” المنحدرين من دول جنوب الصحراء، “خوفا” من إلقاء القبض عليهم من قبل المصالح الأمنية.

سبب هذا الأمر هو أن نقل ذوي “البشرة السوداء” المنحدرين من دول جنوب الصحراء بالمغرب، يسهّل عملية رصد نشاط النقل عبر التطبيقات الذكية من قبل السلطات الأمنية، الذي لم يتم تقنينه بعد بالمملكة، ويدخل بذلك ضمن خانة “النقل السري”.

هسبريس رصدت هذا الأمر في تدوينة لأحد العاملين في هذا المجال عبر مجموعة فيسبوكية، تحدث فيها عن إمكانية إلغاء رحلة طلبها زبون ذو بشرة سوداء، لأن نقله، وفق تعبيره، “يؤدي لسهولة كشف نشاطه من قبل السلطات الأمنية”.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} وبحسب تصريحات لسائقي سيارات التطبيقات الذكية استقتها هسبريس، فإن “الأمر لا يعد عنصرية تجاه أصحاب البشرة السوداء، بل سببه الخوف من الشرطة”.

وأكدت المصادر عينها أن “العديد من السائقين يغامرون بنشاطهم في كل مرة ينقلون فيها شخصا له بشرة سوداء بالمغرب، لأن الأمر لا يقف عند حد مواجهة الشرطة، بل أيضا سائقي سيارات الأجرة”.

وأقرّ أشرف، وهو سائق سيارة للنقل عبر التطبيقات الذكية بمراكش، بـ “وجود مشكلة كبيرة وعواقب وخيمة في حالة نقل شخص له بشرة سوداء، لأن الشرطة يسهل عليها رصد نشاط النقل عبر التطبيقات”.

وأضاف أشرف، في تصريح لهسبريس، أن “الأمر ليس عنصرية أو ما شابه ذلك، لكن المخاطر الأمنية كبيرة، وسائقي سيارات الأجرة والشرطة تنبهوا لذلك مؤخرا وأصبح سهلا عليهم رصدنا”.

وتحدث المصدر ذاته عن واقعة ” فقدان سائق إحدى سيارات التطبيقات الذكية بمراكش نشاطه بسبب نقله شخصا ينحدر من إفريقيا جنوب الصحراء”، وهذا الأمر، بحسبه، “يثير خوف السائقين الآخرين”.

الحسين، وهو أيضا سائق سيارة تعمل بالتطبيقات الذكية بالرباط، أكد “صعوبة نقل صاحب بشرة سوداء في العاصمة، لأن ذلك يجعل الشرطة أمام سهولة رصد نشاط النقل عبر التطبيقات”.

وأضاف الحسين، في تصريح لهسبريس، أن “نقل هؤلاء الأشخاص دائما يتميّز بالسلاسة في التعامل، وحسن الأخلاق والاحترام المتبادل، ويحس غالبية السائقين بالراحة في التعامل معهم، لكن في الوقت عينه يشعرون بالخوف على نشاطهم من أعين الشرطة”.

وبالنسبة إليه شخصيا، فإنه “يلتزم بنقل هؤلاء الأشخاص رغم المخاطر الأمنية، وهو الحال مع الأجانب من جنسيات أوروبية”، مؤكدا أن “من طبيعة العمل في الأصل أن به مخاطر أمنية عديدة”.

وأقرّت امرأة تشتغل في هذا الميدان بمدينة مراكش بصحة هذه الواقعة، قائلة مفضلة عدم ذكر هويتها بسبب طبيعة عملها إن “نقل ذوي البشرة السوداء صعب في الشوارع المغربية بالنظر إلى سهولة الرصد من قبل الشرطة”.

وأضافت المرأة ذاتها، في تصريح لهسبريس، أن “الأمر ليس بيد السائقين، فهم ليسوا عنصريين، بل غياب التقنين في هذا المجال يدفعنا إلى الحذر من ممارسات عديدة، أهمها نقل الأجانب، خاصة ذوي البشرة السوداء”.

وفي مارس المنصرم، قال وزير النقل واللوجيستيك، محمد عبد الجليل، في ندوة صحافية أعقبت انعقاد مجلس حكومي، إن “تقنين النقل عبر التطبيقات الذكية رهين بتوافق المتدخلين في النقل الجماعي على دخول هذا النوع من النقل إلى السوق”.

وأضاف عبد الجليل في تصريحه المنشور عبر الموقع الرسمي للوزارة، أن “تقنين النقل عبر التطبيقات الذكية لا يمكننا القيام به إلا إذا كان جميع المتدخلين في النقل الجماعي من سيارات الأجرة الصغيرة والكبيرة والحافلات مستعدين لدخول هذا النوع من النقل إلى السوق”.

وشدد الوزير على أن وزارته “تعمل على إطلاق دراسة تتعلق بوضع تصور مستقبلي للتنقلات على مستوى ربوع المملكة لتأهيل قطاع النقل العمومي”، مبرزا أن “من بين القضايا التي ستعالجها هذه الدراسة، كيفية التعامل مع الطرق الجديدة في النقل، لا سيما داخل المدار الحضري”.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 1 أسابيع | 3 قراءة)
.