"يوم المقاومة المغربية" يثير الارتباك
خلق تزامن تاريخ الاحتفاء بـ”اليوم الوطني للمقاومة” (18 يونيو)، المرتقب تخليدُ ذكراه السبعين هذا العام، مع أيام عطلة عيد الأضحى المبارك، “تداخلاً وارتباكاً” على مستوى تحديد تواريخ أنشطته التي تتزامن مع “ذكرى استشهاد البطل محمد الزرقطوني” و”الذكرى الـ68 للوقفة التاريخية لبطل التحرير والاستقلال محمد الخامس على قبر الشهيد”.
وبحسب ما توفر لهسبريس من معطيات وطالعته من وثائق فإنه في وقت أصدر المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير “مذكرة إدارية تحت عدد 26″، بتاريخ 29 ماي 2024، حول الاحتفال بذكرى “يوم المقاومة”، معلناً عن تأجيل الاحتفال إلى يوم 21 يونيو 2024 بدل يوم 18 كالمعتاد سنويا، أصدر رئيس الحكومة منشورا تحت عدد 06/2024، بتاريخ 3 يونيو 2024، أي خمسة أيام بعد مذكرة المندوب السامي، مع التنصيص بوضوح على “الاحتفال بالذكرى يوم 18 يونيو الجاري كالمعتاد سنويا”.
واستغرب مصدر نقابي من المندوبية تحدّث لجريدة هسبريس “تصادُف اليوم المقرر للاحتفال بالذكرى المعنية المنصوص عليها في المنشور مع ثاني أيام عيد الأضحى، وهو يوم عطلة رسمية”، قائلا إن “التناقض يتبين انطلاقا من مذكرة المندوب السامي مصطفى الكثيري، التي أقرّت الاحتفال بالذكرى يوم 21 يونيو الجاري، في حين سيتم الاحتفال بها يوم 18 يونيو الجاري حسب منشور رئيس الحكومة”، وزاد: “والملاحَظ أنها تتزامن مع أجواء الاحتفال بعيد الأضحى المبارك، وبالتالي فإن الظرف الديني والاجتماعي غير ظرف الذكرى”.
#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} وحسب ما طالعته هسبريس، وأثار حفيظة مصادر نقابية، فإن “وزارة التربية الوطنية من القطاعات المعنية بمنشور رئيس الحكومة، فكيف سيتم الاحتفال بهذه الذكرى في عز شهر يونيو الذي يكون شهر عمل كثيف جدا بسبب الامتحانات والتصحيحات وإدخال النقط والمداولات؟”، لافتة إلى “انشغال الأساتذة والتلاميذ بفترة الامتحانات وبنتائجها”، قبل أن تتساءل: “كيف سيتم التواصل معهم بخصوص الذكرى وهم غادروا الأقسام قبل هاذيْن التاريخين المتناقضين بسبب الاستحقاقات التربوية الضاغطة؟”.
وبالنسبة للموظفين بالمندوبية أوضح المصدر الذي تحدث متحفظاً عن كشف هويته “تلقِّيهم باستغراب وارتباك منشور رئيس الحكومة ومذكرة المندوب السامي، لأن الإدارة ستلزمهم بالاشتغال خلال عطلة العيد، فيما تقدموا بطلبات للاستفادة من إجازتهم السنوية أو ما تبقى منها، فتم رفض طلباتهم رغم تزامن الاستفادة من الإجازة المطلوبة مع مناسبة دينية واجتماعية مقدَّسة لدى عموم المسلمين”.
ويعتبر موظفون منضوون تحت لواء “النقابة الوطنية لموظفي المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير” (UMT) أنه “ترشيدًا للنفقات يمكن أن يتم تخليد هذه الذكريات على المستوى المحلي بإشراف السلطات المحلية بدل مصاريف تنقّل الوفود من الرباط لتخليدها”.
وتابع المصدر شارحا: “الواضح أن هناك تضارُباً بين منشور رئيس الحكومة رقم 06/2024 المؤرخ في 03 يونيو 2024 والمذكرة الإدارية عدد 26 بتاريخ 29 ماي 2024 للمندوب السامي للمقاومة بشأن تخليد ذكرى اليوم الوطني للمقاومة”، معتبرا الأمر “يعكس عدم التنسيق بين الجهتين بشأن كيفية تخليد هذه الذكرى، خاصة أن المذكرة الإدارية المذكورة صدرت قبل أيام من صدور منشور رئيس الحكومة الذي لم يتحدث عن تأجيل الذكرى إلى يوم الجمعة 21 يونيو”.
وذكّر المتحدث لهسبريس بأنها “ليست المرة الأولى التي يقوم فيها مندوب المقاومة بتغيير تاريخ تخليد بعض الذكريات، إذ سبق له تحويل تاريخ إحياء ذكرى معركة بادو التي وقعت أواخر شهر غشت 1933 إلى متم شهر دجنبر حتى تقترنَ بعطلة رأس السنة الميلادية”.
جدير بالذكر أن النقابة الوطنية لموظفي المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير سَبَق لها مراسلة رئيس الحكومة، في دجنبر 2023، بشأن الاحتفال بالذكريات الوطنية لأسرة المقاومة ( تتوفر هسبريس على نسختها)، ما جعلها هذه المرة تعيد التذكير بأن “عدداً من الذكريات لا علاقة لها باختصاصات المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، لأن هذه الإدارة خصَّها المُشرّع حصراً بالفئات التي شاركت في تحرير البلاد بالسلاح خلال الفترة الممتدة من 15 غشت 1953 إلى 7 أبريل 1960”.
وفي تقدير المصدر النقابي فإن “إدارة المقاومة تقوم بعملية حفظ طلبات الاستفادة من الإجازة السنوية التي يتقدم بها الموظفون بمبرّر تخليد الذكريات الوطنية التي يقدر عددها، في المجمل، بحوالي 36 ذكرى”، حسب قوله.