امتلاك موريتانيا أول "درون" لضبط أمن الحدود يلجم تحركات "البوليساريو"

فاجأت موريتانيا مواطنيها ودول الجوار بعتادها العسكري الجديد، الذي ضمّ لأول مرة طائرات بدون طيار ( درون)، في خضمّ سعي الجارة الجنوبية للمغرب إلى ضبط أمن حدودها تزامنا مع الوضع الإقليمي والدولي.

وكشف بيان للرئاسة الموريتانية، نقلا عن وكالة الأنباء الألمانية، أن “جيش نواكشوط بات يمتلك لأول مرة مسيرات هجومية، تماشيا مع التطور المتسارع للتسليح عبر العالم”.

وبحسب المصدر عينه فإن هذا الإعلان جاء بعد زيارة تفقدية قام بها الرئيس الموريتاني، محمد ولد الشيخ الغزواني، إلى إحدى القواعد العسكرية، وتم إثرها تفقّد العتاد العسكري الذي تم اقتناؤه مؤخرا، في سياق إستراتيجية البلاد لتحديث ترسانتها الدفاعية جوا وبحرا وبرا.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} وتتكون الترسانة الجديدة التي تم عرضها، يضيف المصدر عينه، من “وحدات مدرعة وأخرى مدفعية ميدانية، ووحدات مضادة للدروع وأخرى مضادة للطائرات، وطائرات ومحطات رادار ومسيرات استطلاع وهجوم ذات فعالية عالية جدا، وقادرة على تغطية كامل الحوزة الترابية الوطنية، بما في ذلك المياه الإقليمية، على مدار الساعة”.

التنسيق المغربي الموريتاني وتعززت العلاقات العسكرية بين المغرب وموريتانيا؛ ففي نونبر المنصرم زار محمد بريظ، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة الجنوبية، العاصمة نواكشوط، لعقد الاجتماع الرابع للجنة العسكرية المشتركة الموريتانية المغربية.

وقال عصام لعروسي، خبير سياسي وأمني، إن “امتلاك موريتانيا لأول مرة ‘درون’ سيعزز تعاونها مع المغرب لصد تحركات جبهة البوليساريو في الشريط الشمالي مع الحدود المغربية”.

وأضاف لعروسي لهسبريس أن تحقيق ذلك يشترط أولها تبيان “نية صادقة” من موريتانيا لتعزيز وتنسيق هذا التعاون المتقدم مع المغرب، موضحا أن “ظهور ذلك سيخنق تحركات الجبهة الانفصالية”.

وشدد الخبير السياسي والأمني على أن موريتانيا تقوم حاليا بعملية تحديث ترسانتها العسكرية، خاصة على المستوى الجوي الذي عرف لسنوات “نقصا حادا”؛ “وهذا أمر تنبه القادة هناك إلى ضرورة القطع معه وكبح نشاط التهديدات الإرهابية”.

ولفت المتحدث عينه إلى أن “هذه الترسانة العسكرية ستقوم أيضا بضبط نشاط جماعات التنقيب عن الذهب في الحدود الشمالية مع المملكة المغربية”، مشددا على أن “الأهم من ذلك هو أن تحركات البوليساريو في حالة تعزيز التنسيق الجوي مع المملكة سيتم تشديد الخناق عليها”.

وبجانب التعاون العسكري تلعب موريتانيا “دورا هاما” إلى جانب المملكة المغربية في مبادرة “5 زائد 5″، في حفظ السلم بالمنطقة، كما تحظى باهتمام بالغ من طرف حلف شمال الأطلسي.

سياق إقليمي مشتعل قالت صحف موريتانية يوم الأحد الماضي إن “جيش موريتانيا بعد كشفه امتلاك أول درون يقيم حاليا مناورات عسكرية جنوب العاصمة نواكشوط”.

وهذه هي المناورات الثانية على التوالي، بعد تلك التي أقيمت شرقي البلاد ماي الماضي، على خلفية توغّل جماعات “فاغنر” الروسية إلى قرى موريتانية محاذَية لمالي.

وحينها، وبحسب وكالة الأنباء الموريتانية، فإن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني كان أجرى، في 11 أبريل المنصرم، اتصالا هاتفيا مع نظيره المالي آسيمي كويتا تزامنا مع هذا الاختراق، دون الكشف عن تفاصيل كبيرة؛ في وقت تقول وسائل إعلام موريتانية أخرى إن “غويتا قدم اعتذارا على دخول قوات فاغنر”.

واعتبر موسى المالكي، أستاذ باحث في القضايا الجيو-إستراتيجية بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن “ما كشفته جارة المملكة الجنوبية يأتي ضمن السياق الإقليمي المتوتر الذي يطبع منطقة الساحل، وأضحى يهدد أمن وسلامة الحدود الشرقية والشمالية الشرقية لموريتانيا ويعرضها للإختراق من قبل مجموعة من الميليشيات المسلحة وعصابات التهريب والجريمة المنظمة (ميليشيا فاغنر، ميليشيا البوليزاريو)”.

وأضاف المالكي لهسبريس أنه “بناء على هذا التشخيص للمستجدات الإقليمية، ورغبة في السيطرة على الحدود الشاسعة ذات الطابع الصحراوي المفتوح، قامت القيادة الموريتانية بالإعلان عن صفقة الأسلحة النوعية التي أكسَبتها لأول مرة طائرات مسيرة بدون طيار، وأنظمة رادار ومدفعية ومضادات طائرات”، وزاد: “سبق ذلك إجراء مناورات عسكرية على الحدود الموريتانية المالية”.

“بطبيعة الحال يمكن النظر إلى تطوير القوات المسلحة الموريتانية بكثير من الارتياح لأنها ستقطع الطريق على ميليشيات البوليزاريو الإرهابية، من استغلال مثلث الحدود الموريتانية الجزائرية المغربية في أنشطتها الإجرامية التي باتت تشكل مصدر إزعاج وإحراج كبير للقيادة الموريتانية، التي انخرطت بشجاعة وحزم ضمن المبادرة الأطلسية المغربية ويجمعها تعاون أمني واستخباراتي وعسكري كبير مع القوات المسلحة الملكية”، يؤكد المتحدث عينه.

وخلص المالكي إلى أن “التنسيق بين الجارين الشقيقين سيؤدي إلى مزيد من الأمن والاستقرار الضروري لازدهار وتنمية شعوب المنطقة، واستقطاب الاستثمارات الدولية والمشاريع الاستراتيجية، كخطوط نقل الغاز والكهرباء ونقل البضائع”.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 2 أسابيع | 7 قراءة)
.