نازحو غزة يعودون إلى أطلال منازلهم: «راح نبني ونعّمر»

لم تمنعهم رصاصات قوات الاحتلال الإسرائيلى من حلم العودة إلى أطلال منازلهم، ولم تقف دبابات العدو عائقا أمامهم بعد أكثر من 200 يوم على بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، فرغم النزوح إلى الجنوب والحياة غير الآدمية فى مخيمات النازحين، فإن حلم العودة ما زال يراود مئات الأسر الغزاوية، أملا في أن يتحقق الحلم، ويعودوا حاملين «مفتاح الدار».

نازحو غزة يعودون إلى أطلال منازلهم قبل أيام ترددت أنباء عن قيام جيش الاحتلال الإسرائيلى بالسماح للنازحين بالعودة إلى قطاع غزة، ولم ينتظر النازحون التأكد من تلك الأنباء، إنما حملوا أنفسهم وأسرهم متوجهين إلى منازلهم أو أطلالها بمناطق متفرقة فى غزة، لتلاحقهم رصاصات الاحتلال، لكن بعضهم صّمم على استكمال طريق العودة سيرا على الأقدام، حتى تمكنوا من تحقيق حلم الوصول إلى أطلال منازلهم، من بينهم وائل قدح، البالغ من العمر 48 عاما، إذ تمّكن من العودة إلى أطلال منزله بعد إصابته في قدمه، بمنطقة بيت لاهيا شمال قطاع غزة.

«وعهد الله راح نرجع ونعمر بيوتنا اللى بقت عبارة عن ركام وأطلال، لما قالوا فيه عودة حددوا لينا مسار، حملت أطفالى الـ5 وزوجتى وأمي وقلت راح أروح لبيتي، لكن في الطريق ضربوا علينا نار لإنهم كانوا قالوا إن النساء والأطفال فقط راح يرجعوا، لكن الله أراد ورجعت لبيتي بعد إصابتي في قدمي، وفرحة العودة محت جزء من هاد الحزن اللي جوانا».

فرحة ممزوجة بصدمة، هو الشعور الذي انتاب عائلة «قدح»، حينما استطاعت الوصول إلى مكان منزلها، إذ وجدته عبارة عن ركام بعد تدميره من قبل قوات الاحتلال عقب إجبارهم على النزوح في الأيام الأولى للحرب على في أكتوبر الماضي: «كنا مشينا مجبرين وسيبنا بيتنا وتركنا كل حالنا، ولما عدنا ما لقينا منزل، لقينا ركام وأطلال، لكن راضيين وراح نعمر هاد البيت ونتجمع مرة تانية بعد انتهاء الحرب اللي قضت على الأخضر واليابس».

معاناة النازحين في غزة على أطلال منزله وقف الرباعى غايش، البالغ من العمر 58 عاما، حاملا «مرّتبة»، بالكاد استطاع تدبيرها في رحلة نزوحه إلى الجنوب، ينظر إلى ما تبقى من البيت الذى عاش فيه عمره كله في وسط ، بعدما استطاع تحقيق حلم العودة: «هون عيشت طفولتي وشبابي وربيت ولادي، وهون استشهدت أمي وإخواتي وابني، وبعد 200 يوم حلمنا بالعودة إلى هون رغم الدمار الهائل، لم يعد متبقى من المنزل سوى ركام، قلنا راح نفرش وننام عليها، إلى انتهاء الحرب وعودة التعمير».

رافعا علم فلسطين فوق أطلال منزله، هكذا وقف الطفل محمود الرباعى بعدما تمكن من العودة مع والدته إيمان أحمد بعد رحلة سير على الأقدام استمرت 5 أيام: «لما قالوا لنا إن قوات الاحتلال سمحت للنساء والأطفال بالعودة، قلت لماما راح أرجع وأرفع علم بلدى على أطلال منزلنا اللى استشهد فيه بابا وإخواتى، وأول ما وصلنا دورت على علم ورفعته على بيتى، كنا بنحلم نرجع رغم الألم والمصير المجهول، والحمد لله تحقق الحلم».

مصر      |      المصدر: الوطن نيوز    (منذ: 2 أسابيع | 4 قراءة)
.