الأحمدي: مخيمات الحوثي الصيفية جريمة مكتملة الأركان بحق الآلاف من الأطفال (حوار)

الأحمدي: مخيمات الحوثي الصيفية جريمة مكتملة الأركان بحق الآلاف من الأطفال  (حوار)

الأحمدي: مخيمات الحوثي الصيفية جريمة مكتملة الأركان بحق الآلاف من الأطفال (حوار) الأثنين 06 مايو 2024 09:32 م الصحوة نت - خاص تواصل مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، حشد آلاف الأطفال والشباب في المناطق الخاضعة لسيطرتها إلى مخيماتها الصيفية، وفيها تقوم بتفخيخ عقولهم بالأفكار والمعتقدات المتطرفة، ما يجعل منهم قنابل موقوته تهدد اليمن والمنطقة.

  ومنذ انقلابها وسيطرتها على مؤسسات الدولة، ضاعفت المليشيا الحوثية إقامة المراكز الصيفية وسخرت لها أموالاً ضخمة، وجعلت منها معسكرات طائفية تغذّي الحرب وتحول دون إحلال السلام والتعايش في البلاد.

  ولمناقشة خطورة هذه المراكز على الفرد والمجتمع اليمني، وعلى الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة، أجرى موقع "الصحوة نت" حواراً مستفيضاً مع مستشار مكتب رئاسة الجمهورية الدكتور ثابت الأحمدي.

  قال الأحمدي، في الحوار، إن مخيمات مليشيا الحوثي الصيفية، هي في الواقع مراكز حربية لأسوأ عصابة  مؤدلجة لا تقبل بالآخر.

مضيفاً أن المليشيا تقوم في هذه المخيمات بغسل أدمغة الأطفال بتعاليم خرافية كهنوتية.

  وأشار الأحمدي، إلى أننا أمام جريمة مكتملة الأركان تمارسه مليشيا الحوثي بحق الآلاف من أطفال اليمن.

  فإلى نص الحوار: ــ نبدأ الحوار حول المراكز الصيفية الحوثية، ماذا تريد مليشيا الحوثي من هذه المراكز؟ أهلا وسهلا أخي العزيز، ومرحبا بك، والشكر موصول لزملائنا ورفاقنا الأعزاء في الصّحوة، للدور الوطني الكبير الذي يبذلونه على صعيد الجبهة الثقافية والإعلامية.

  بداية أقترح أن نسميَ الأمورَ بمسمياتها، ليس هناك شيء اسمه مراكز صيفية حوثية، أنا تربوي سابق، وأعي تمامًا ماهية المراكز الصيفية، وبرامجها وأهدافها وأنشطتها؛ بل لقد كنتُ أحد طلابها يوما ما، وهي تختلف جذريا عما يجري اليوم، اليوم هناك معسكرات حربية صيفية، لا مراكز ثقافية صيفية، حسبما يروج الحوثي، هذا أولا، وعليه يكون السؤال: ما ذا تريد مليشيا الحوثي من هذه المعسكرات؟ ما تريده المليشيا من تلك المعسكرات مثلها مثل أي جماعة أو عصابة تريد من هذه المعسكرات في استقطاب الشباب وتحويلهم إلى مقاتلين.

ودعنا نعود سنوات للوراء، هذه المراكز كانت تُقام سابقًا في صعدة وعمران، وبعض المناطق في محافظة صنعاء، وحجة، وذمار، واستطاعت أن تغرر على كثير من الشباب الذين تم إعلان الانقلاب الأول على الدولة بهم في يونيو 2004، الذي قاده الصريع حسين الحوثي آنذاك، كما واصل والده وأخوه وقيادة الجماعة بعد ذلك هذا التمرد في ستة حروب استنزفت الطلبة الذين تمت أدلجتهم في الأربطة والحوزات منذ تأسس ما عُرف بـاتحاد "الشباب المؤمن"، فـ"منتدى الشباب المؤمن"، فـ"تنظيم الشباب المؤمن"، ومعظم قيادات الصف الأول اليوم من الجماعة من خريجي هذه الحوزات والأربطة والمعسكرات الصيفية.

  ــ من خلال متابعتك لتلك المراكز المغلقة، ما هي المناهج أو الدروس التي تُعطى وتُعلم للأطفال؟ هذا هو سؤال الأسئلة حقًا، وبداية علينا أن ندرك أن أي عصابة حربية مؤدلجة هي نافية للآخر بطبيعتها، تستعدي كل من عداها.

والحوثي النموذج الأسوأ لأي عصابة حربية مؤدلجة لا تقبل بالآخر، ويتم في هذه المراكز غسل أدمغة الأطفال بتعاليم خرافية كهنوتية، تم تغليفها بالدين، وقد تنطلي تلك الأساطير والخرافات على أطفال بهذا العمر، ليس لديهم من الثقافة الوطنية ما يحصنهم من هذه الخرافات، كما يتم في تلك المراكز تكريس مفاهيم غريبة على المجتمع اليمني، مثل مفاهيم بما يسمى "الاصطفاء"، و"الولاية"، و"آل البيت"، و"الوصي"، و"العلم"، كعقيدة دينية يتم حشو أدمغة الطلبة بها، إلى جانب ذلك تتقمص هذه الجماعة مظلومية تاريخية، ما يسمونها مظلومية "آل البيت"، فتتنشأ نفوس حاقدة على كل من عداها، ينظر للآخر على أنه ظالم، مغتصب، وكل اليمنيين في نظر هذه السلالة ظالمون مغتصبون لما يُسمى بحق "آل البيت"، وحقهم هو "الحُكم" أولا وأخير.

  ــ وهل هي مناسبة لسنهم؟ في الواقع نحن أمام جريمة مكتملة الأركان، جريمة تضليل تاريخية لآلاف الشباب اليمني الذين يتم التغرير عليهم، لا في هذه المعسكرات الحربية فقط، ولكن في المدارس أيضًا، وفي الخطاب المسجدي، بما ينطوي عليه من قداسة وروحانية، وأيضًا من خلال منصات التواصل الاجتماعي والإعلام بكافة أنساقه.

  ــ ما خطورة هذه المراكز على الملتحقين بها؟ وأيضا خطورتها على المجتمع؟ هنا بدأنا نتحول من المقدمات إلى النتائج، خطر هذه المراكز/ المعسكرات، هو خطر الورم الخبيث على الجسد تمامًا، ولك أن تتخيل ما الذي يفعله السرطان بالجسد، الأمر ببساطة خلق شخصية مشوهة منحرفة، تحمل ثقافة غير ثقافتها، وعقيدة غير عقيدتها.

  خطورتها خلق شخصية حربية كل عنصر في هذه الجماعة يتحول من مواطن صالح إلى عنصر حربي مقاتل، هو خطر على نفسه وخطر على الآخرين.

كل عنصر في هذه الجماعة هو مشروع قاتل أو مقتول.

لهذا رأينا أن بعضا منهم قد عاد من هذه المعسكرات أو الدورات المكثفة إلى قريته وقتل أباه أو أمه، أو صديقه أو قريبه، ظاهرة شهيرة في أماكن كثيرة، لا مجرد حالات فردية.

وهذه هي الخطورة على الذات، والخطورة على المجتمع أيضا.

  ــ ما هي مخاطر هذه المراكز على الهوية الوطنية والنسيج الاجتماعي؟   لا شكّ أن لها مخاطر ثقافية، ومخاطر دينية، ولها كذلك مخاطر اجتماعية.

  ــ كيف؟ التعاليم الحوثية هي تعاليم فارسية خمينية بالمقام الأول، تنتمي لحضارة غير حضارتنا، وهوية غير هويتنا، وعلى الصعيد الديني، فهي عقيدة محرفة، كما هي عقيدة الهادوية الإمامية التي أضيف إليها مؤخرا التكتيك الخميني، بمعنى أن عبدالملك الحوثي قد خالف حتى أسلافه السابقين من الأئمة في بعض المسائل السياسية التي اكتسبها من الخمينية، وإن كان امتدادًا عقديا لهم.

  ــ مثل ماذا ؟ مسألة الاحتجاب عن الناس مثلا، هذه عادة خمينية اثنى عشرية، اكتسبها عبدالملك الحوثي من الخميني وخامنئي وحسن نصر الله.

 الأئمة سابقا لم يكونوا يحتجبون عن الناس، بل لقد كان الإمام يحيى يخرج إلى السوق بصورة شبه يومية ويمارس هواية الشعوذة وكتابة الحروز للناس حسبما ذكر الدكتور مصطفى الشكعة في كتابه المهم: "مغامرات مصري في مجاهل اليمن"، وأدعو القراء الكرام لقراءة هذه الكتاب.

الأئمة من قبله كانوا كذلك؛ خلاف الحوثي اليوم المتأثر بالخمينية الإيرانية المعاصرة، يحاول أن يضفي على نفسه هالة من القداسة، فيصعب اللقاء به من قبل أي أحد إلا للحاشية المقربة منه تماما، وهذه هي الخمينية.

  ــ هل تقتصر مليشيا الحوثي في مركزها على الحشو الفكري فقط؟ طبعًا لا، ثمة أنشطة مصاحبة أيضا للتعاليم النظرية الخرافية، الأناشيد والزوامل الحربية، التدريب على استخدام السلاح، والتحريض على العنف داخل هذه المعسكرات/ المراكز، واستقطاب بعض الشباب وإرسالهم إلى دورات خاصة في صعدة، خاصة من الشباب النابهين، وأيضا الشباب الذين يظهر لديهم استعداد فطري لارتكاب الجريمة.

  إضافة إلى هذا أيضًا ابتعاث البعض منهم إلى للدراسة في لبنان وإيران، أكثر من ذلك أيضا كما رأينا ظاهرة المخدرات التي يتعاطاها البعض منهم.

وهذه جريمة بحد ذاتها.

  ــ هل تقتصر خطورة مخرجات هذه المراكز على اليمن؟ أم أنها تتجاوز اليمن لدول الجوار والعالم؟   سؤال مهم حقا.

.

قبل 20 عاما على سبيل المثال حين كانت هذه المعسكرات الصيفية تقام في ضواحي صعدة، لم يكن الكثير يتنبأ بأنها ستشكل خطرا على الجمهورية والدولة وعلى القصر الجمهوري ووزارة الدفاع والداخلية، والمؤسسات السيادية للدولة، بمعنى.

.

كانت هذه المعسكرات تُقام وعينها على صنعاء، اليوم أصبحت هذه المعسكرات تقام داخل صنعاء، وبالملايين بدلا عن الآلاف، فيا ترى.

.

إلى أين تمتد عيناها؟!   بالمثال يتضح المقال.

.

حين بدأت النازية تنتشر إبان الرايخ الثالث في أماكن محدودة جدا من ألمانيا سكت عنها البعض، وفجأة أصبحت تهدد ألمانيا كاملة، ليس ذلك فحسب؛ بل أصبحت تهدد أوروبا بكلها؛ وتسببت في كارثة إنسانية وفي حرب عالمية، أكلت الأخضر واليابس، ودمرت عشرات الملايين من البشر، ناهيك عن الخسائر المادية الأخرى، لولا أن الأوروبيين تداركوا الأمر مؤخرا، وجعلوها أثرا بعد عين.

   وتخيل لو ترك الأوروبيون النازية وجنونها لكانت دمرت العالم، وليس أوروبا فقط، اليوم جماعة الحوثي لم تعد تمثل خطرا على اليمن فحسب؛ ولكن على الجزيرة العربية، بل وعلى المنطقة العربية والأمن العالمي، وقد رأينا ذلك في أحداث البحر الأحمر الأخيرة، وسيتمدد أذاها أكثر إذا لم يتم وضع حد حاسم لها.

    ــ هل تقتصر مليشيا الحوثي على المراكزِ الصيفية فقط؟ أم لها أنشطة أخرى؟   ذكرنا سابقا أن ثمة أنشطة أخرى مصاحبة، وأن ثمة مدخلات أخرى أيضا مصاحبة إلى جانب التعليم الصفي، هناك مدخلات المسجد والإعلام، والإعلام الجديد "السوشال ميديا"، والصحف والمجلات والإذاعات إلى آخر هذه المنظومة، وبالتأكيد هذه مدخلات شديدة "السُّمية"، وأشد خطرا من خطر المبيدات السامة التي تتبع تاجرهم "دغسان".

  ــ ما هو دور الحكومة في الحد من هذه المراكز؟ لا شك أن ثمة جهودا كبيرة تقودها حكومة الشرعية بقيادة رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي، يحفظه الله، وأيضا وزارة الأوقاف والإرشاد؛ حيث يبذل معالي الوزير الدكتور محمد عيضة شبيبة، جهودًا استثنائية متميزة، إلى حد أنه قد قام بمهام بعض الوزارات الأخرى التي قصرت ربما في عملها، فطبع الكتب، وأقام الندوات الفكرية والثقافية، ونشط ميدانيًا، وأغتنم الفرصة هنا لأقدم له الشكر بصورة خاصة، نظرا لجهوده الوطنية الاستثنائية.

  إلى جانب ما تلعبه النخبة الثقافية والإعلامية اليمنية من دورٍ كبير في هذا الجانب؛ بل من جبهة وعي مستقلة وكبيرة، وبجهود شخصية أيضا.

  ــ ننتقل إلى تعديل المناهج التعليمة بما يتوافق مع سياسة جماعة الحوثي الكهنوتية، كيف تنظر إلى هذا التعديل وكيف يمكن مواجهته؟ هذا تعدٍ خطيرٌ فعلا على هوية وثقافة وعقيدة شعب بكامله، وإن شئت قل أمة برمتها، باعتبارنا جزءًا من الأمة العربية، والحوثية بما تقوم به تخدم إيران عدوة العرب وعدوة المسلمين.

وفي الحقيقة لا نستطيع القول أنّ لدينا مناهج تعليمية وطنية اليوم بقدر ما لدينا من تعاليم كهنوتية تمثل لونًا محددا لا غير، وتريد فرض هذه التعاليم الكهنوتية على الجميع، تريد تطييف المجتمع وجره نحو الهاوية بهذه التعاليم الخرافية.

  ــ ما هي الخطوات العملية التي يمكن أن تقوم بها الجهات الرسمية، لمواجهة التجريف الفكري التي تقوم به جماعة الحوثي الكهنوتية؟ العمل جارٍ في هذا الإطار، وإن كان غير كافٍ في الحقيقة، لأنه لن يكتمل إلا بالقضاء على الحوثي نهائيا، والقضاء على الحوثي عسكريا هو الحل الأنجع بكل تأكيد، وكما ذكرت قبل قليل، لدينا اليوم جبهة ثقافية وإعلامية كبيرة ولدينا جمهورٌ متلقٍ، يتناقل هذه الأدبيات بصورة يومية.

لدينا علماء أحرار، مثقفون ملتزمون، إعلاميون مناضلون، جبهة متكاملة من الوعي.

  ــ ما هو دور أولياء الأمور في هذه المعركة؟ على الجميع مسؤولية كبيرة لحماية أبنائنا من خطر هذه الجائحة السرطانية التي تدمر العقل، وتدمر العقيدة، وتدمر الثقافة، والدور تكاملي بين الحكومة من جهة، وبين أولياء الأمور من جهة أخرى، في الاهتمام بأولادهم وعدم الزج بهم إلى أتون هذه المحارق الفكرية، ومن ثم إلى الجبهات.

اليمن      |      المصدر: الصحوة نت    (منذ: 2 أسابيع | 2 قراءة)
.