ناقد يلتقط "الروائي" في "أيام الصيف"

تشارك المخرجة الإيطالية لورا لوتشيني ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان سينما البحر الأبيض المتوسط بتطوان، بشريطها السينمائي الطويل “أيام الصيف”، الذي عرف مشاركات دولية عديدة قبل أن يحط رحاله في تظاهرة مغربية.

وقال الناقد السينمائي المغربي عبد الكريم واكريم: “نتابع في فيلم ‘أيام الصيف” للمخرجة الإيطالية لورا لوتشيتي شخصيتين لفتاتين شابتين أواسط ثلاثينيات القرن الماضي، تنشأ بينهما نوع من العلاقة الملتبسة، الأولى تعرض جسدها للفنانين التشكيليين كي يرسموها عارية والثانية تشتغل في دار للخياطة والأزياء وتظهر تفوقا وموهبة في عملها، تجعل مشغلتها تفضلها وتجعلها تتكلف بألبسة أفضل زبوناتها؛ لكن كل هذا سيتغير بعد دخول الفتاة البريئة، التي ليست لديها تجارب عاطفية في عوالم صديقتها التي تعرفها إلى معارفها، ومن بينهم فنان تشكيلي شاب مستهتر، لتنقلب حياتها رأسا على عقب”.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} وأبرز المتحدث ذاته أن “مخرجة الشريط استطاعت التقاط أجواء الثلاثينيات من القرن الماضي في إيطاليا، إذ طغت على الفيلم أجواء رومانسية تتماشى مع طبيعة الشخصية الرئيسية التي تتابع الأحداث من وجهة نظرها البريئة، رغم أن عوالم صديقتها تتناقض نهائيا مع هذه البراءة وتخدشها، وتجرها إلى عوالم مناقضة لما تعودت عليه في قريتها النائية، حيث تبدو الصديقة أقرب ما تكون إلى عاهرة متعددة العلاقات الجنسية، الأمر الذي سيجعلها تصاب بمرض الزهري”.

وأشاد الناقد المغربي بالشريط الذي اعتبر أن النفس الروائي كان حاضرا فيه، “لكونه مقتبسا من رواية للكاتب الإيطالي المعروف سيزاري بافيزي”، مضيفا أن “الأزياء كانت معبرة عن الفترة التاريخية وعن طبيعة الشخصيات، إضافة إلى أن الديكور أغلبه كان داخل الأستوديو، ونفذ بإتقان وإبداع، بحيث أعطى الانطباع والإيحاء بأن المشاهد خارجية”.

وعن تشخيص بطلتي الشريط أبرز واكريم أنه “كان جيدا، إذ عبرتا عن طبيعة الشخصيتين المتناقضتين لكن المنجذبتين لبعضهما البعض، وكأن كل واحدة منهما تبحث عند الأخرى عما ينقصها”.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 3 أسابيع | 6 قراءة)
.