بعد حصول باسم خندقجي على البوكر 2024.. أدباء أبدعوا خلف القضبان

لم يتوقع الوسط الأدبي أن تذهب جائزة البوكر للرواية العربية 2024 للأديب الأسير الفلسطيني باسم خندقجي، السجين المحكوم عليه بأن يقضي بقية حياته بين القضبان بسجن ريمون الصحراوي، وعلى غرار قصة «خندقجي» الذي أبدع في ظلمات سجون الاحتلال الإسرائيلي، هناك العديد من المؤلفين خرجت إبداعتهم للنور بعد أن قضوا أيامًا وسنوات في السجن، منهم الكاتب الشهير أيمن العتوم، الذي صُنفت روايته «يا صاحبي السجن» كواحدة من أفضل قصص أدب السجون، ومروان البرغوثي، الذي كتب «ألف يوم في زنزانة العزل الانفرادي»، وغيرهم.

تجربة إبداع أيمن العتوم داخل السجن  في روايته «يا صاحبي السجن»، التي صدرت عام 2012 عن دار نشر المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت، روى الكاتب والشاعر الأردني أيمن العتوم تجربة السجن التي تعرض لها بين عامي 1996 و1997، موضحًا أنه في أثناء حضوره ندوة شعرية اقتادوه إلى السجن دون سابق إنذار، ودون أن يعلم ما هي التهمة الموجهة إليه، ليقضي خلف القبضان 18 شهرًا، كانت سببًا في إبداعه، إذ تغلب على عتمة السجن بالقراءة وكتابة الشعر والأدب.

ألف يوم في زنزانة العزل الانفرادي داخل سجون ، أبدع مروان البرغوثي في رواية ما تعرض له داخل زنزانة العزل الانفرادي، ليظل كتابه شاهدا على جرائم سلطات الاحتلال، إذ حُكم عليه بالبقاء في السجون لخمسة مؤبدات، وهو الحاصل على درجة الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة القدس، وفي العام 2010 حصل على شهادة الطب في الفلسفة.

يحكي البرغوثي، في كتابه: «كانت لدي قناعة إيمان بقدرة شعبنا على الصمود وتحقيق الاستقلال الوطني، ولم تتزعزع هذه القناعة والإيمان للحظة واحدة في حياتي، وكانت سنوات العزلة تزيد لدي هذه القناعة، بأن شعبنا اتخذ قرارا تاريخيا غير قابل للتراجع بإنهاء عبودية الاحتلال والانعتاق ونيل الحرية والعودة والاستقلال، كنت وما زلت مؤمناً أن إسرائيل يمكن أن تهزم جيشاً نظامياً أو دولة ما في المنطقة، ولكنها لا تستطيع مهما كانت قوتها أن تقهر أو تهزم إرادة شعب عظيم مصمم على المقاومة».

باسم خندقجي مفاجأة أما بالنسبة لـ«خندقجي» فقد اعتقل عام 2004 على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، بعد عملية سوق الكرمل، وحكم عليه في 2014 بـ3 مؤبدات بحسب التليفزيون الرسمي الفلسطيني، وأضرب عن الطعام، كما مُنع من زيارة أقاربه، وأصبح الحكم بمثابة السجن مدى الحياة، لكن من وسط المعاناة في سجن المُحتل خرجت موهبة «خندقجي» وكتب العديد من المؤلفات مثل «مِسك الكفاية، طقوس المرة الأولى، أنفاس قصيدة ليلية، خسوف بدر الدين وقناع بلون السماء».

بدأ في كتابة مسودات عاشق وطن، وهي 10 مقالات ينقل فيها تجربة الأسير الفلسطيني داخل السجون، وهمه اليومي، كما سجل ديوان شعر بعنوان «طرق على جدران المكان» و«شبق الورد إكليل العدم».

لماذا «قناع بلون السماء»؟ الرواية التي أذهلت جمهور«البوكر»، بفوزها هذا العام، هي «قناع بلون السماء»، التي تحكي عن الفلسطيني نور، وهو باحث مختص في التاريخ والآثار، يعثر على بطاقة هوية زرقاء لشاب إسرائيلي يدعى «أور شابيرا»، داخل جيب معطف اشتراه من سوق الأغراض المستعملة، فيرتدي قناع المُحتلّ في محاولةٍ لفهم مفردات العقل الصهيونيّ.

ويسرد في روايته، كيف تحول «نور» إلى «أور»، وبعد انضمامه إلى بعثة تنقيبِ إحدى المستوطنات، يكتشف كنيسة سريّة لـ«مريم المجدليّة» داخل كهف، ويعثر فيها على مخطوطات كتبت بالآرامية، ومع تطور الأحداث تعكس الرواية تاريخ فلسطين، وكيف يتخلص نور من الهوية الزرقاء.

مصر      |      المصدر: الوطن نيوز    (منذ: 2 أسابيع | 2 قراءة)
.