تطبيع عسكري سعودي مع الكيان الصهيوني

تطبيع عسكري سعودي مع الكيان الصهيوني 29 نيسان/أبريل 2024 الزيارات: 530 في مشهد يجسد أبشع صور السقوط الأخلاقي والقيمي للنظام السعودي وانحطاطه السافر تجاه القضية الفلسطينية أكد ذلك النظام العميل المنسلخ عن جسد العروبة والمتجرد من قيم الانتماء للدين الإسلامي حقيقة دعمه لكيان الاحتلال الصهيوني ومشاركته الفاعلة والمسؤولة عن كل الفظائع والجرائم التي ارتكبها ذلك الكيان الصهيوني الإجرامي وقطعانه وداعموه الأمريكان بحق أبناء غزة والشعب الفلسطيني منذ ال 7 من أكتوبر 2023م .

ضمن تحالف يضم دولاً عربية وإسلامية أعلن النظام السعودي حد وصفه عن تنفيذ أول مناورة عسكرية مشتركة بين السعودية وإسرائيل.

وأفادت مصادر دبلوماسية أن المناورة أطلق عليها اسم "علم الصحراء 9" تجري في قاعدة الظفرة بدولة الإمارات العربية بمشاركة دول عربية وإسلامية وغربية من بينها تركيا والكويت وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وكوريا الجنوبية .

  سياسة خيانية المناورة التي تعد الأولى منذ انطلاق طوفان الأقصى في أكتوبر الماضي كشفت وعرت نظام آل سعود ومحاولات تزييفه السياسي والإعلامي للوعي العربي من خلال خطاب وسائل إعلامه المتكرر وسياسته الخيانية المخادعة والكاذبة التي تجلت أبرز مظاهرها على سبيل المثال فقط في بيان وزارة الخارجية السعودية الصادر في شهر فبراير الماضي والذي جاء فيه " لن تكون هناك علاقات دبلوماسية مع إسرائيل ما لم يتمّ الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلّة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وإيقاف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وانسحاب كافة أفراد قوات الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة".

يشار إلى أن وسائل إعلام النظام السعودي وناشطيها وذبابها الإلكتروني على مواقع التواصل الاجتماعي قد كثفت في ذلك الحين الحديث عن بيان وزارة الخارجية السعودية التي انتقدت فيه الرياض تصريحات لمسؤول في البيت الأبيض أشار فيها إلى مناقشات "إيجابية" بهدف تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل على الرّغم من الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.

  انحطاط إعلامي وبقدر ما عرت وكشفت هذه المناورة علاقة الرياض بتل أبيب فقد كان لها دورها الفاعل في اتساع قاعدة الوعي العربي لا سيما في أوساط الشريحة الأكثر تعلقا بمشايخ وعلماء البلاط السعودي وكشفت أيضا مدى انحطاط الخطاب الإعلامي في وسائل إعلام النظام السعودي ووسائل مرتزقته ومحاولات تحشيدهم البائس للرأي العام من خلال تصوير حركات المقاومة الفلسطينية كما لو أنها قد باتت في الرمق الأخير وتقديمها كمسؤولة عن كل شيء دون الإشارة حتى إلى مسؤولية إسرائيل وقطعانها عن كل الفظائع والجرائم التي ارتكبت وترتكب في غزة وكذلك ما يتعلق بحرب البحر الأحمر والتصدي اليمني الكبير للسفن والأساطيل والمدمرات العالمية التي تساند الكيان الصهيوني.

  تصريحات إسرائيلية وتجدر الإشارة هنا إلى ما تداوله نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي من مقاطع فيديو لتصريحات أدلى بها الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هيرتسوغ حول تطبيع العلاقات مع المملكة العربية السعودية وما سيعنيه ذلك في أواخر فبراير 2024م .

من تلك المقاطع مقطع الفيديو المتداول لهيرتسوغ خلال مشاركته بمؤتمر ميونخ الأمني 2024، حيث قال: "المضي قدما مع السعودية سيكون بوضوح فوزا على ما فعلته حماس ولهذا أؤمن حقا أن المضي قدما بالتطبيع والقيام بأي جهود يمكن القيام بها ستكون فرصة تاريخية مهمة".

يذكر أن وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، سبق وأخبر فريد زكريا، المحلل السياسي ومقدم برنامج GPS بشبكة CNN في جزء من مقابلة، أن المملكة العربية السعودية منفتحة على تطبيع العلاقات مع إسرائيل فقط إذا كانت هناك عملية لا رجعة فيها لإنشاء دولة فلسطينية.

وفي سؤال من زكريا عن إذا لم يكن هناك مسار موثوق ولا رجعة فيه لدولة فلسطينية، فلن يكون هناك تطبيع للعلاقات بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل؟ أجاب وزير الخارجية السعودي: "هذه هي الطريقة الوحيدة التي سنحصل بها على فائدة.

لذا، نعم، لأننا بحاجة إلى الاستقرار، وسيأتي الاستقرار فقط من خلال حل القضية الفلسطينية".

  تصريحات أمريكية وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، قد قال مطلع الشهر الجاري إن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان أكد له أن المملكة العربية السعودية لا يزال لديها "اهتمام قوي" بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، لكنه أوضح أن الحرب في غزة يجب أن تنتهي ويجب أن تكون هناك "تسوية واضحة وذات مصداقية ومسار محدد زمنيًا لإقامة دولة فلسطينية"، حسبما قال كبير الدبلوماسيين الأمريكيين.

وتابع: "ماذا قامت به إدارة بايدن في العام الماضي؟ حاولت البناء على صفقة القرن لترامب والدفع نحو التطبيع بين السعودية وإسرائيل ولماذا؟ لأنه في خلفية ذهن إدارة بايدن وحكومة نتنياهو، التطبيع مع السعودية يعني نهاية الصراع العربي الإسرائيلي.

.

" وأضاف: "بعقلية نتنياهو والحكومة الإسرائيلية هو أن الفلسطينيين يمكن التعامل معهم والسيطرة عليهم فلماذا نستثمر في عملية سلمية؟".

  مناورة تطبيع على النقيض من كل ذلك جاءت مناورة التطبيع العسكري السعودي بالتزامن مع مفاوضات جارية في الرياض تتعلق بالتطبيع لتؤكد أنها تأتي ضمن الترتيبات لإعلان تحالف عسكري جديد في المنطقة .

.

وفي هذا السياق أشاد رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية تشارلز كيو خلال تدشين المناورة بمن وصفهم بالحلفاء في التصدي لما أسماه الهجمات الإيرانية.

ومما يؤكد حقيقة التطبيع العسكري السعودي مع الكيان الصهيوني أن المناورة جاءت عقب حراك أمريكي سعودي برز بنقل سرب طائرات مقاتلة من نوع إف 16 إضافة إلى وصول رئيس القوات الجوية الأمريكية ومسؤولين عسكريين آخرين في إطار التنفيذ على ما يبدو لمهمة ترتيب جديدة في المنطقة تقودها الولايات المتحدة لما بعد العدوان على غزة وتهدف من خلالها أمريكا لإشراك إسرائيل في المجتمع العربي والإسلامي عبر التطبيع مع النظام السعودي.

26 سبتمبر   تقييمات (0)

اليمن      |      المصدر: 26 سبتمبر    (منذ: 2 أسابيع | 5 قراءة)
.