عقوبات غربية تستهدف المسيّرات الإيرانية.. هل تغير المعادلات في المنطقة؟

طهران- أعلنت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا، الخميس الماضي، فرض عقوبات جديدة على إيران، تستهدف صناعتها للطائرات المسيرة وبعض الشركات والأفراد، ردا على التي شنتها طهران مؤخرا على إسرائيل.

وجاءت هذه العقوبات بعد إعلان رئيس السياسة الخارجية الأوروبية ، الأسبوع الماضي، عن قرار وزراء خارجية "توسيع العقوبات الدفاعية ضد إيران".

وأضاف بوريل بعد اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد في لوكسمبورغ "توصلنا إلى اتفاق سياسي يهدف لزيادة وتوسيع نظام العقوبات الحالي للطائرات المسيرة حتى يشمل الصواريخ ونقلها المحتمل إلى روسيا" مشيرا إلى أنه سيتم توسيع العقوبات أيضا إلى ما هو أبعد من روسيا لتشمل كذلك تسليم طائرات مسيرة وصواريخ إلى وكلاء إيران في المنطقة.

في المقابل، عبر وزير الخارجية الإيراني عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس" عن أسفه.

وقال "إنه من المؤسف أن يتخذ الاتحاد الأوروبي قرارا سريعا بفرض المزيد من القيود غير القانونية على إيران، فقط لأن لإيران الحق بالدفاع عن نفسها ضد الاعتداءات الوقحة للنظام الإسرائيلي".

الباحث دهقاندار يرى أن العقوبات لن تؤثر على تحركات حلفاء إيران (الجزيرة) أثر العقوبات وعن أسباب استهداف المسيرات بالعقوبات الجديدة، رأى الباحث في الأمن الدولي عارف دهقاندار أن أحد أهداف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي -من فرض عقوبات على المسيّرات والصواريخ الإيرانية- هو التأثير على المعادلات الإقليمية لصالح إسرائيل.

وأوضح أنه في 13 أبريل/نيسان الحالي، وعندما ردت إيران على هجوم إسرائيل على القنصلية الإيرانية في دمشق، تمكنت الصواريخ الإيرانية من المرور عبر أنظمة الدفاع الإسرائيلية متعددة الطبقات بإطلاق ما يقرب من 300 صاروخ وطائرة بدون طيار من أراضيها على إسرائيل، وأسقطت عددا من صواريخها الباليستية في القواعد العسكرية والأمنية الإسرائيلية.

وأضاف -في حديثه للجزيرة نت- أنه خلال ما يقرب من 7 أشهر، استهدف حلفاء إيران الإقليميون مثل حزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن، بشكل متكرر مواقع إسرائيل، من خلال الصواريخ والطائرات بدون طيار، وهو ما شكل ضغطا على إسرائيل، فقامت حكومتا الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بفرض "حظر ذكي" على صناعات الصواريخ والطائرات بدون طيار الإيرانية، لتخفيف الضغط الإيراني ومحاولة التأثير على المعادلات الإقليمية، وهو ما استبعده الباحث.

وتابع الباحث أنه بموجب الاتفاق السياسي الذي توصل إليه زعماء الاتحاد الأوروبي في اجتماعهم الأخير، فإنهم يريدون الحد من تصدير الأجزاء المصنوعة في أوروبا إلى إيران، والتي تستخدم في إنتاج الطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية، وحظر السفر لأفراد الكيانات المرتبطة ببرنامج التصنيع، ومصادرة أصولهم ووضعها على القائمة السوداء، من أجل عرقلة إنتاج الطائرات بدون طيار في إيران.

وأوضح أن الولايات المتحدة وإنجلترا وكندا فرضوا أيضا عقوبات على عدد من الأفراد والمؤسسات المرتبطة ببرنامج الطائرات بدون طيار الإيرانية.

وكما يظهر في بيان الخارجية الأميركية، فقد فُرضت عقوبات على إحدى الشركات التابعة لوزارة الدفاع والقوات المسلحة التي تلعب دورا رئيسيا في الدعم والتصميم والإنتاج والتطوير في إيران.

لكن بالنظر إلى العلم والتقنية المحلية لتصنيع الطائرات بدون طيار في إيران، وفضلاً عن القدرة التي اكتسبتها طهران السنوات الأخيرة بالتحايل على العقوبات وتحييدها، فقد تكون فاعلية هذه العقوبات محدودة للغاية على المدى المتوسط ​​والطويل.

لكن على المدى القصير، يمكن أن تسبب مشاكل في إنتاج الطائرات بدون طيار في إيران، بحسب رأي الباحث.

تأثر حلفاء إيران وأشار الباحث بالأمن الدولي إلى أن الاتحاد الأوروبي يعتقد أن إيران هي التي توفر الأسلحة لجماعات مثل و و، بعد أن تكرر استهداف تلك الجماعات للمواقع الإسرائيلية باستخدام هذه الأسلحة.

ولذلك، فإن الاتحاد الأوروبي ينوي من خلال فرض هذه العقوبات منع تسليم إيران هذه الأسلحة إلى منطقة الشرق الأوسط بأكملها والبحر الأحمر.

وأردف أنه خلال السنوات الأخيرة، وبالإضافة لتوفير الأسلحة، قامت إيران أيضا بنقل العلم والتقنية الخاصة بإنتاج هذه الأسلحة إلى حلفائها، والآن يقوم حزب الله والحوثيون بتطوير صناعات الصواريخ والطائرات بدون طيار الخاصة بهم، ويعملون على تطوير بياناتها ودقتها ومداها وفقا لأهدافهم المقصودة، وقد أثبتت فعاليتها في الهجمات السابقة.

لذلك، يرى الباحث أنه وبالنظر إلى هذا العلم والتقنية المحلية، وكذلك الشبكة المالية المعقدة بين إيران وشركائها الإقليميين، فإن هذه العقوبات لن تكون قادرة على منع تصرفات هذه الجماعات ضد المواقف الإسرائيلية، وفق رأيه.

كما اعتبر أن هذه العقوبات -في الغالب- رمزية، ولعل الاتحاد الأوروبي يسعى من خلال فرضها إلى إيصال رسالة للإسرائيليين أن دعمهم سيكون دبلوماسيا.

ومن ناحية أخرى، برأيه، تسعى إلى إيصال رسالة لإيران بأنها إذا كررت أفعالها ووسعت أيضا برنامجها النووي بشكل أكبر، فعليها انتظار الإجماع المتجدد بين الولايات المتحدة وأوروبا، فضلا عن "تفعيل آلية الزناد".

وقال "علينا أن ننتظر الإجراءات التالية للاتحاد الأوروبي، للحصول على تحليل أكثر تفصيلا".

المسيّرات الإيرانية ومن جانبه، أشار خبير الشؤون العسكرية مهدي بختيارين إلى أن الغرب ركز السنوات الأخيرة على المسيرات الإيرانية، وهذا يظهر أنهم أصبحوا يعون أهمية وقدرة المسيرات الإيرانية، حيث أنها -إلى جانب الصواريخ- تشكل جزءا مهما في سياسة الردع الإيرانية.

ورأى في حديثه للجزيرة نت، أن الغرب يسعى أن يُظهر المسيّرات الإيرانية أنها تستهدف الاستقرار في المنطقة، وبهذا يشكل خوفا لدى الدول الإقليمية تجاه إيران.

وأضاف أنه منذ 45 سنة وإيران تخضع للعقوبات "ورغم كل هذا إيران لها تأثير ونفوذ قوي في المنطقة، وحلفاء إيران أقوياء، والحرب على غزة أثبتت ذلك".

وقال الخبير العسكري إن هذه العقوبات قد تتسبب ببعض التحديات لإيران وحلفائها في صناعة المسيّرات، لكنه اعتبر أنها "لن تنجح كثيرا" لأن إيران خلال هذه السنوات وصلت إلى نسبة كبيرة من الاكتفاء الذاتي في تصنيع المسيرات، كما أنها تعمل بذكاء في الالتفاف على العقوبات، وهذا يقلل من أثرها.

الوكالات      |      المصدر: الجزيرة    (منذ: 2 أسابيع | 6 قراءة)
.