البعوض يقض مضاجع ساكنة مدن مغربية

تشهد مجموعة من مدن المغرب، في الآونة الأخيرة، انتشارًا ملحوظًا للبعوض، ما أثار قلقًا بين السكان والسلطات المحلية، بالنظر إلى الإزعاج الذي يتسبب فيه والمخاوف من انتشار الأمراض المنقولة عبره.

وعاينت هسبريس منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي داعية إلى التصدي لظاهرة انتشار البعوض واتخاذ التدابير الوقائية اللازمة، وتكثيف حملات رش المبيدات وباقي التدخلات ذات الصلة.

ووفق المعطيات المتوفرة لدى هسبريس فقد شرع مكتب حفظ الصحة التابع لجماعة طنجة، بتنسيق مع السلطات المحلية، خلال الأسبوع الجاري، في تنفيذ عملية واسعة لمحاربة النواقل عبر مجموعة من التدخلات في البؤر (المنشأ)، كبرك المياه الراكدة.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} في هذا السياق قال أيوب كرير، رئيس جمعية أوكسجين للبيئة والصحة، إن ظاهرة انتشار أسراب البعوض والحشرات تعاني منها أغلب مدن المملكة مع بداية ارتفاع درجة الحرارة واقتراب فصل الصيف، “ما يشكّل هاجساً صحياً ونفسياً” لدى ساكنة هذه المدن.

وأضاف كرير، ضمن تصريح لهسبريس، أن البرك الآسنة والمستنقعات ومياه الصرف الصحي المكشوفة والوديان الملوثة تعد حاضنات للبعوض الذي يجد الظروف مواتية للتكاثر والانتشار، مستفيداً أيضاَ من “غياب سياسة واضحة المعالم ومحكمة للاستدامة والتتبع من طرف الجهات الوصية، كالجماعات الترابية”.

وأشار الخبير البيئي ذاته إلى أنه ما يُلاحظ في التدخلات المنفذة لمحاربة الحشرات والنواقل أنها “تتم بعد تفاقم المشكل، بينما محاصرة هذه الظاهرة تقتضي تتبعاً مستمراً طيلة أشهر السنة”، منبّهاً إلى أن “ميزانيات مهمة تخصص لهذا الغرض لكنها غير كافية وغير ذات جدوى”.

ويرى رئيس جمعية أوكسجين للبيئة والصحة أن علاج هذا المشكل البيئي يقتضي “معالجة المنبع”، وذلك عبر تنقية الوديان وجمع النفايات وإدارة المكبات العشوائية ومياه الصرف الصحي، وغيرها من حاضنات مختلف أنواع الحشرات التي من بينها البعوض.

محمد بنعطا، منسق التجمع البيئي لشمال المغرب، نبّه إلى أن المبيدات المستعملة في محاربة البعوض “لا تقل ضرراً عن الحشرة ذاتها على البيئة”، مشيراً في حديث لهسبريس إلى أنه عند رش هذه المواد، خاصة عند استعمال الطائرات، فإنها تفتك بمجموعة واسعة من الحشرات والطيور التي يحتاجها التوازن البيئي.

بدلا من ذلك، يقترح الخبير البيئي ذاته، الاعتماد على تدخلات بيولوجية لمحاربة انتشار البعوض وتكاثره، متمثلة في نشر نوع من الأسماك التي تتغذى على بيض الحشرة في الوديان والبرك الآسنة، ثم نوع من الطيور التي تتغذى على البعوض في الجو، وهي التدخلات التي سبق أن استعملت، وفقه، في إقليم بركان بجهة الشرق.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 2 أسابيع | 5 قراءة)
.