تجدد مطالب تشييد ملعب في الناظور

تجددت مطالب تشييد المركب الرياضي الكبير بالنّاظور، مؤخّرًا، من طرف فاعلين جمعويين وسياسيين ومهتمين بالشأن العام بعد إيجاد الوعاء العقاري المناسب الذي كان يُعد أحد أكبر العقبات التي حرمت الناظور من تشييد الملعب الذي شكل حلم الساكنة.

وكانت جماعة العروي بإقليم الناظور قد أعلنت، قبل أيام، عن استعدادها لتخصيص وعاء عقاري محفّظ تبلغ مساحته الإجمالية 90 هكتارًا في التّراب التّابع لنفوذها من أجل تشييد مركّب رياضي كبير، حيث وجّه رئيس الجماعة عبد الله المنصوري إلى الوزير شكيب بنموسى رسالة جاء فيها “إنّنا في جماعة العروي، واعتبارا للعقار الذي تملكه والخالي من أي نزاع، مستعدّون لنضع بين أيديكم العقار اللازم لهذا الملعب، وفق اتفاقية شراكة تجمع بين جماعة العروي أو مع أطراف أخرى إن اقتضى الأمر ذلك”.

جاء ذلك في سياق الدّعوات التي أطلقها فاعلون ومهتمّون بالشأن العام بإقليم النّاظور من أجل تشييد ملعب كبير بمواصفات عالمية لاحتضان مباريات كرة القدم، خاصّة بعد فوز المغرب بتنظيم نهائيات كأس إفريقيا 2025، ونهائيات كأس العالم 2030 إلى جانب إسبانيا والبرتغال.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} وفي هذا الصّدد وجّه رفيق مجعيط، نائب برلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة بالنّاظور، سؤالًا كتابيا إلى وزير التربية الوطنية والتّعليم الأوّلي والرّياضة حول “التّدابير والإجراءات المتّخذة لتسريع بناء الملعب الكبير بالنّاظور”.

وذكر مجعيط في سؤاله “جوابًا عن سؤال كتابي سبق أن توجّهنا به إليكم حول مآل الملعب الكبير بالنّاظور، أعلنت وزارتكم أنها تعذّر عليها الالتزام بتنفيذ هذا المشروع بسبب عدم حصول بلادنا على شرف تنظيم نهائيات كأس العالم، وكذا تسوية الوعاء العقاري الذي اختير لهذا الصّدد”.

وأضاف النّائب البرلماني “لكننا اليوم، وبعد الحراك الجمعوي الذي عرفه إقليم الناظور للدّفاع عن حق المدينة في احتضان إحدى البطولات القارية والدّولية التي سيستضيفها المغرب في السّنوات القادمة، ونعني هنا كأس أمم إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030، أبدت جماعة العروي استعدادها لتخصيص وعاء عقاري محفظ باسمها لاحتضان مشروع ملعب بمواصفات دولية يضمّ 92 هكتارا”.

وقال مجعيط، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن “تخصيص وعاء عقاري لإقامة الملعب الكبير كان أحد أهم التّحديات والعقبات التي تقف في وجه هذا المشروع المهمّ جدًّا بالنسبة لإقليمنا، وقد بذل الفاعلون الجمعويون وكذلك المنتخبون مجهودات كبيرة للدّفاع عن هذا المطلب، الذي استأثر باهتمام الجميع في الآونة الأخيرة، إلى غاية الإعلان عن تخصيص هذا الوعاء العقاري”.

وأضاف أن “جميع الشّروط أصبحت اليوم متوفّرة ليصبح لسكان النّاظور بدورهم ملعب يليق بحجم هذا الإقليم، الذي شهد مؤخّرا إقامة مشاريع كبرى بفضل الالتفاتة الملكية، إضافة إلى ما يتمتّع به من مؤهّلات جغرافية واقتصادية وسياحية، ناهيك عن أنه حقق انطلاقة اقتصادية كبرى ما زالت في طور النمو والتطور، خاصة مع اقتراب انتهاء ميناء الناظور غرب المتوسط وانطلاق أشغاله قريبا، وكذلك تحول الإقليم إلى وجهة سياحية مفضلة في الآونة الأخيرة”.

وأبرز النّائب البرلماني أن “إقليم النّاظور لا يختلف عن باقي الأقاليم الأخرى التي تمتلك ملعبًا كبيرًا، وهي الآن مؤهّلة لاحتضان نهائيات كأسي إفريقيا والعالم، اللذين نال المغرب شرف احتضانهما، لذلك يجب على الوزارة أن تأخذ هذا الأمر على محمل الجدّ من أجل تسريع إجراءات وتدابير إنزال هذا المشروع على أرض الواقع خدمةً لإقليمنا الناظور ولبلادنا المغرب بشكل عام، وإرضاء للساكنة التي طال انتظارها، وكذلك للجالية المقيمة بالخارج، التي تفاعلت إيجابا مع هذه المبادرة وتتتبعها باستمرار على اعتبار أن عددا كبيرا من أفرادها لهم غيرة كبيرة على الشأن الرياضي بالناظور”.

من جهته، قال محمد زريوح، صحافي وفاعل جمعوي مهتمّ بالشّأن الرياضي بالنّاظور، إن “مبادرة المطالبة بتشييد ملعب كبير بالنّاظور بدأت منذ أزيد من 12 سنة، وبالضّبط عام 2012 حين عقدنا، نحن الفعاليات الرّياضية بالناظور، اجتماعا مع وزير الشباب والرياضية آنذاك، محمد أوزين، الذي وعدنا بأنه سيعمل جدّيا على هذا المطلب، كما اجتمعنا بالنائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية بالناظور نورالدين البركاني للدفاع عن هذا المطلب لدى الحكومة، التي كان يقودها حزب “المصباح” في ذلك الوقت”.

واليوم، يضيف زريوح، أصبح هذا المطلب أكثر إلحاحا على اعتبار أن إقليم الناظور شهد طفرة كبرى على كافة المستويات، مما يجعله جديرا باحتضان ملعب كبير، ونحن لم ندخر أي جهد في التعريف بهذا المطلب والدفاع عنه إعلاميا في الموقع الرياضي “سبورناظور” وعلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، ونريد فعلا أن يبقى هذا المطلب مطلبا شعبيا باعتباره حقا مشروعا لساكنة الناظور، بعيدًا عن أي استغلال سياسي”.

وعن استعداد جماعة العروي لتخصيص وعاء عقاري لتشييد المركب الرياضي الكبير، قال زريوح: “نحن نود تشييد هذا الملعب بمدينة الناظور ليظل قريبا من الساكنة، وكنا ننتظر من مجلس جماعة الناظور أن يقوم بمبادرة لإيجاد وعاء عقاري للملعب، لكن ذلك لم يحدث، ولا أدري إن كانت هناك نية ورغبة أكيدة لدى المجلس للدفاع عن هذا المطلب الذي يشكل أحد أهم مطالب ساكنة الناظور عموما”.

بدوره، قال ربيع الفاضلي، ناشط جمعوي بمدينة العروي، إن “تشييد ملعب كبير بالناظور طالما كان حلمًا حقيقيا بالنسبة للساكنة بعد الوعود الكثيرة التي تلقتها من عدة أشخاص ومؤسسات، إلا أنّه مع مرور الوقت أصبح هذا الحلم مجرد وهم على اعتبار أن المبرر الرّئيسي، الذي كان يُرفض أو يؤجل بسببه هذا المطلب، هو انعدام وجود وعاء عقاري مناسب لبناء هذا الملعب”.

لكن مؤخرا، يضيف الفاضلي، أحرج رئيسُ جماعة العروي الوزارة المعنية بعد أن راسلها رسميا، كاشفا عن استعداد جماعته تخصيص وعاء عقاري محفظ خال من أي نزاعات وبه حوالي 90 هكتارا، ووضعه رهن إشارة الوزارة لتشييد الملعب.

وبهذا يضع اليد على مكمن الخلل، وينتفي المبرر الذي أجّل حلم الساكنة سنوات طويلة”.

وختم المتحدث تصريحه لهسبريس قائلا: “الآن أصبحت الوزارة مطالٓبةً بتفعيل وتسريع أشغال تشييد هذا الملعب، والبدء بتوقيع اتفاقية بين الجماعة ومختلف الشركاء الآخرين لتحقيق حلم ساكنة الناظور والدريوش”.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 2 أسابيع | 6 قراءة)
.