الأخت سند وتضحية.. آيات تولت رعاية شقيقتها من ذوي الهمم| صور

الأخت سند وتضحية.. آيات تولت رعاية شقيقتها من ذوي الهمم| صور

علاقة الأخوة هي من أسمى وأجمل العلاقات فهي علاقة فريدة من نوعها يربطها الدم والعائلة، وعندما نتحدث عنها يجب ألا ننسى الأخت الكبرى، التي تُعد بمثابة أم بديلة فدائما ما نجد الشقيقة الكبرى تلعب عدة أدوار في آن واحد فهي الصديقة والأخت والأم الثانية التي تساعد في التربية والتوجيه ويملأ قلبها الحب غير المشروط.

فاليوم نتحدث عن قصة شقيقتين إحداهما لعبت دور الأم والأخت معًا لكي تساعد شقيقتها المصابة بمتلازمة داون.

قصة "آية" و"أسماء"، شقيقتان بلا حدود في حبهما وتفانيهما، لقد واجهت أسماء الشقيقة الصغرى العديد من التحديات نتيجة لظروفها الصحية، حيث إنها إحدى مصابي متلازمة داون ومع ذلك، لم تتخل آية يومًا عن دورها كشقيقة كبيرة داعمة ومحبة ومسئولة بل إنها ضحت بالكثير لكي تساند شقيقتها وتوفر لها حياة هادئة وتساعدها لكي تحقق أحلامها وبرغم من أنها أم وزوجة ولديها الكثير من المسئوليات إلا أنها تضع شقيقتها واحتياجاتها في المقام الأول دائما.

"أختي هي حياتي والنفس اللي بتنفسه ومش بس كده عندي كمان بنتي وحبيبتي أنا مختارتش إني أساندها لأنها هي كل حاجة حلوة في حياتي ومقدرش استغنى عن أحلى ما عندي".

بهذه الكلمات المليئة بالحب والدفء بدأت آيات تحكي لـ«بوابة نيوز» عن قصتها هي وأختها المصابة بمتلازمة داون والتحديات التي واجهتها في رحلتها معها والسعادة والحب أيضا الذي ساعدهما كثيرًا على تخطي مصاعب الحياة معًا.

وتقول "آيات أحمد" البالغة من العمر ٤٧ عاما: "ربنا رزقنا بأختي أسماء وأنا عندي ٦ سنوات واكتشفنا أنها ولدت بعيب خلقي بالقلب وتم إجراء عملية لها وعلمنا أنها أصبحت أحد مصابي متلازمة داون، وبعد ذلك انضمت لمدرسة تنمية فكرية لفترة كبيرة ولكنهم في هذا الوقت لم يهتموا بها بالقدر الكافي؛ ونظرًا لصغر عمرها وظروف عمل والدتي التي كانت تعمل ضابط بالقوات المسلحة أصبحت أنا الأم البديلة ورغم أنى كنت صغيرة ولكن توليت تربية أختي ورعايتها والاهتمام بها بصفة شبه دائمة، وقد كانت أسماء هي السبب الرئيسي في زواجي فعندما شاهد زوجي اهتمامي بها وطريقة معاملتي معها وحبي لها قرر أن يتزوجني".

وأضافت: "طوال الوقت وأنا أشعر بالمسئولية تجاه أسماء وعمري ما فكرت أشتغل عشان أقدر أتفرغ لرعايتها هي وأولادي وحقيقي أنا بحس إن وجودها في حياتي أكبر نعمة من ربنا وحياتي معناها كلها إيجابيات ورغم أنى تزوجت وأصبح لدى ٣ أولاد لكن بحس دائما أنها هي بنتي الكبيرة وأنى محتجاها دايما جنبي ومعاديا ".

وأشارت إلى أنها لا تعتبر تقديم الرعاية والدعم لشقيقتها تضحية، بل تعتبرها جزءا من حياتها ومصدرا للسعادة والإثراء وفي كل يوم تقضيه معها، تجد طعما جديدا للحياة، ودرسا في العطاء والمحبة.

وأوضحت أنه على الرغم من المواقف الصعبة التي مرت عليهما، بداية من عدم تقبل المجتمع لاختلاف أسماء وقلة المعرفة بكيفية التعامل مع ذوي الهمم في هذا الوقت إلى وفاة والدهم ووالدتهم ومحاولتها لمساعدة شقيقتها على التأقلم وتقبل الأمر وتقديم الدعم النفسي لها، إلا أنها لم تفقد الأمل أبدا ولم تستلم.

وأكملت حديثها قائلة: "بعد وفاة بابا وماما جت أسماء تعيش معايا بشكل كامل أنا وزوجي وأولادي لأني مقدرش أسيبها لوحدها فهي جزء مهم في حياتي بل هي كل حياتي، وقد ساعدني زوجي وأولادي كثيرًا في رعاية أسماء".

وقالت: أنا فخورة جدا باللي أسماء وصلاله، زمان كنت بحلم أنها تتعلم وتعرف تقرأ وتكتب بس، وتقدر تخرج للناس وتعرف تتعامل مسعاهم ويتقبلوها وتكون مبسوطة ومرتاحة ولكن الحقيقة إن ربنا حقلي أحلام أكتر من كده بكثير جدا".

وأكدت أنها سعيدة جدًا بتقدم أسماء وحصولها على محو الأمية واستكمال دراستها، وأنها تمكنت من تطوير مواهبها في الرسم والطبخ والمشغولات اليدوية، مما جعلها تحقق إنجازات رائعة، بما في ذلك تكريمها في الملتقى الدولي للفنون، وللفوز بالمركز الثاني في مسابقة الرسم على مستوى أمريكا.

وعن أسعد لحظات حياتها قالت:" كل لحظة بتمر عليا وأنا جنب أسماء وبساعدها ويشاركها خطواتها وتقدمها ونجاحها بتكون سعيدة ولكن السعادة الأكبر عندما تم تكريمي كأم بديلة مثالية وقتها حسيت إنى فخورة ببنتي وأختي اللي نجاحها كان سببًا في أني أتكرم.

مصر      |      المصدر: البوابة نيوز    (منذ: 2 أسابيع | 3 قراءة)
.