المنتجات المجالية تغزو معرض مكناس .. ووكالة التنمية الفلاحية تدعم التعاونيات

يشكل قطب المنتجات المجالية أحد أهم الأقطاب ضمن المعرض الدولي للفلاحة بمكناس “سيام” كمّا وكيفا، إذ انتقلت مساحته هذه السنة إلى حوالي 16 ألف متر مربع وبات يحتضن المئات من التعاونيات الفلاحية المشاركة والممثّلة لمختلف جهات المملكة، باختلاف عدد أعضائها والمنتجات المحلية التي تسهر على تقديمها للمستهلك.

يرتبط هذا القطب في شموليته بفكرة الدعم الوطني للمجهودات الذاتية في مجالات الفلاحة، خصوصا في إعداد المنتجات المجالية، وذلك عبر خلق خطط تمكن من تسويق هذه المنتجات والانفتاح على الأسواق بشتى أصنافها، مع محاولة ضمان استدامة الإنتاج في عالم يشهد تقلبا مناخيا استثنائيا.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} أرقام قياسية لمعرفة ما يكتسيه قطب المنتجات المجالية بالمعرض من أهمية، توجهت هسبريس بالسؤال إلى المهدي الريفي، رئيس وكالة التنمية الفلاحية، الذي أفاد بأنه “جرى هذه السنة تحقيق أرقام قياسية، من خلال مساحة عرض وصلت إلى 16 ألف متر مربع ومشاركة حوالي 500 عارض يمثلون التعاونيات والمجموعات ذات النفع الاقتصادي”.

ووفقا للأرقام التفصيلية التي أدلى بها الريفي، فإن “حوالي 800 تعاونية تشارك ضمن المعرض بما يمثل حوالي 16 ألف منتج ومنتجة، نصفهم تقريبا من النساء، فضلا عن وجود أكثر من 100 تعاونية تشارك ضمن فعاليات المعرض لأول مرة، مع وجود 46 تعاونية أتت من المناطق التي مسها الزلزال الماضي”.

وأبرز المسؤول نفسه أن “العارضين يقدمون حوالي 5 آلاف منتوج تقريبا، بما يمثل 25 سلسلة إنتاج كبرى، إذ استفاد هؤلاء العارضون من البرامج التي تقدمها الوكالة فيما يخص التأهيل والبناء والتجهيز والمواكبة في التسويق كذلك، إلى درجة أن باتت لدينا تعاونيات تسوق منتوجاتها بالأسواق الكبرى والمتوسطة والتضامنية وبالخارج كذلك، وهي منتوجات ذات جودة عالية، في وقت يتم فيه العمل على دمج هؤلاء العارضين ضمن الطبقة الوسطى الفلاحية”.

تجارب يافعة بشكل ميداني ومباشر، أخذت هسبريس في التوسع داخل قطب المنتجات الفلاحية، حيث تختلف المنتجات المعروضة وتختلف معها أصولها ما بين منتجات مجالية جرى إنتاجها ضمن أوساط صحراوية وجافة، ومنتجات وجدت نفسها بين أحضان مناطق ترابية ذات طقس معتدل، وأخرى وليدة مناطق ذات مناخ بارد نسبيا، ليبقى القاسم المشترك بينها التواجدُ بمعرض الفلاحة وتحدي الاستدامة.

فاطمة كرمون، رئيسة تعاونية “أغصان تطوان للمنتجات الفلاحية” المشاركة في المعرض ضمن قطب المنتوجات الفلاحية، قالت إن “التعاونية تشتغل على الأعشاب الطبية والعطرية”، مبرزة أن “سلسلة الإنتاج تمر من الزراعة بالضيعة التابعة للتعاونية إلى مرحلة العناية بالمنتوج، ثم يتم العمل على تقطير الأعشاب المجنية واستخلاص الزيوت الأساسية والماء المقطر منها لاستعماله خلال السنة ككل”.

ومن بين المواد التي تنتجها التعاونية، وفقا لفاطمة كرمون، “الصابون البلدي، السالمية، مرددوش، البابونج، الزعتر، فضلا عن بعض المُقشرات الطبيعية؛ وكلها منتجات يتم العمل على إعدادها بحب وبأياد نسوية”.

وشددت رئيسة تعاونية “أغصان تطوان” على أن “معرض الفلاحة يشكل ملتقى لتبادل التجارب والخبرات، والالتقاء بالزبائن، وتسويق المنتوجات المحلية كذلك”، موضحة أنه “جرى تحقيق تقدم كبير في مسار التعاونية، خصوصا فيما يتعلق بتوفير فرص الشغل، وهو ما يعود الفضل فيه بشكل أساسي لوكالة التنمية الفلاحية التي تسهر على المساعدة في مجالات التجهيز والمواكبة والدعم والتثمين وتسويق المنتوجات المجالية، ليكون ما وصلنا إليه اليوم مجرد حلم في وقت سابق”.

إنتاج العسل على رأس الخيارات إلى جانب منتجات الزعفران والتمور وزيت الزيتون والأعشاب العطرية ومختلف الأصناف الأخرى، يظهر كذلك نشاط العسل كواحد من أبرز الأنشطة التي باتت تقوم بها التعاونيات الفلاحية، ومن بينها التعاونيات التي تشارك في المعرض الدولي للفلاحة سواء للمرة الأولى أو لدورات متتالية.

من بين هذه التعاونيات، نجد التعاونية الفلاحية “الشهدة”، التي جرى تأسيسها سنة 2012 وقطعت أشواطا مهمة في التموقع وطنيا، مما مكنها من الحصول على التراخيص الصحية سنة 2016 والاستفادة من مختلف البرامج التي تطلقها وزارة الفلاحة والمؤسسات التابعة لها، وفقا لرئيسها عبد الكريم صبحي.

صبحي صرح لهسبريس بأن “الهدف الأساسي للتعاونية كان محاولة ابتكار أنماط جديدة لاستهلاك العسل، خصوصا فيما يتعلق بالمشروبات عوضا عن السكر، وذلك عبر توفير فئات من منتوج العسل معبأة بقياسات دقيقة، أو من خلال طرح أمزجة جديدة للفواكه الجافة مع العسل”.

وسجل المتحدث أن “التعاونية تمكنت من اقتحام عدد من الأسواق الوطنية، في وقت يجري البحث عن أسواق جديدة للتعريف بالمنتوج والتواصل مع الزبائن المحتملين للتعامل معهم سواء على المستوى الوطني أو حتى الدولي”، موردا أن المعرض الدولي للفلاحة بات منصة سنوية مهمة لملاقاة الزبائن والشركاء، وهي أهمية تتجلى في نسب الإقبال على فضاءات المعرض”.

من العيون إلى مكناس غير بعيد عن فاطمة وعبد الكريم، تعرض تعاونية “سنام الجمل ومشتقاته” منتجاتها ضمن إحدى الأروقة داخل قطب المنتوجات المجالية، وتنشط هذه التعاونية، التي ترأسها العلوة فاطمة، في توفير المنتوجات المتعلقة بالإبل، وذلك محاولة منها للاستجابة للطلب القائم على مثل هذه المنتوجات التي تغْني الرصيد الوطني من الإنتاج الفلاحي.

بلهجتها الحسانية، قالت فاطْمة لهسبريس: “نعمل أساسا ضمن تعاونيتنا هذه على توفير المنتوجات المجالية ذات العلاقة بتربية الإبل، بما فيها خليع الإبل، خليع الإبل بزيت الزيتون، خليع الأبقار، إلى جانب مراهم من ذُرْوة الإبل ومنتوجات ذروة المورينغا، وهي منتوجات لها عشاقها وزبائنها بطبيعة الحال”، متابعة: “يا وني بيكم في رواقنا بمكناس!”.

وفي حديثها لهسبريس، أبرزت فاطمة أن “التعاونية عرفت توسعا جد مهم، خصوصا بعد مشاركاتها المتواترة ضمن معارض وطنية، في وقت ساهمت فيه وكالة التنمية الفلاحية من جهتها في تذليل الصعوبات لتي كانت تواجه التعاونيات، وذلك عبر تقديم المساعدة فيما يخص عراقيل الترميز والتيكيطاج والتعليب والتسويق”.

وأوردت المتعاونة ذاتها أن التعاونية التي ترأسها “استفادت من البرامج الأخرى التي وفرتها الوكالة، بما فيها التأطير والتسويق والمواكبة، مما مكن من تجاوز مشاكل لم نكن نجد حلولا لها”، خاتمة بأن “معرض الفلاحة لهذه السنة منظم بكيفية مهمة، مما وفر مساحة مريحة للعارضين للاشتغال، في وقت نرى فيه كذلك إقبالا مهما من الزوار”.

أيادٍ ممدودة للفعل التعاوني كإضاءة منه حول قطب “المنتوجات المجالية”، أفاد علاء الكوم، رئيس مصلحة مواكبة المجموعات المنتجة للمنتجات المحلية، بأن “التعاونيات هذه السنة بصمت على تجربة متميزة وبينت التنوع الذي يعرفه المغرب فيما يخص المنتوجات الفلاحية، وهو ما يشكل انعكاسا للمجهودات التي قادتها وكالة التنمية الفلاحية ووزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات بهدف تطوير القطاع”.

وأكد الكوم، في تصريح لهسبريس، أن “هذه التعاونيات استفادت من عدد من البرامج، بما فيها برنامج المواكبة من أجل الرفع من مهنية التعاونيات، برنامج دعم التسويق ودعم دخول المجموعات المنتجة إلى الأسواق والمتاجر الكبرى والمتوسطة والمنتظمة، إلى جانب الانفتاح على الأسواق”، لافتا إلى أن “التعاونيات من حظها كذلك المشاركة في معارض وطنية ودولية، مما يسمح لها بالانفتاح على السوق الخارجية”.

وبيّن المتحدث أن التعاونيات “تستفيد باستمرار من أوراش وتكوينات تسهل مأمورية تموقعها داخل السوق، خصوصا مع كون عدد منها مدرجا ضمن المنصة الرقمية [ماغوك تيغواغ] التي خلقتها وكالة التنمية الفلاحية لمواكبة هذه التعاونيات في مسلسل تطوير استراتيجياتها التسويقية بالاعتماد على التقنيات الرقمية”.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 1 أسابيع | 0 قراءة)
.