تعنت الجزائر في التعامل مع "نهضة بركان" يعري سلطوية العسكر أمام العالم

باحتجاز فريق نهضة بركان لكرة القدم ومصادرة أمتعة اللاعبين والفريق التقني في مطار الهواري بومدين لساعات، يكون العسكر الجزائري قد ارتكب “الإثم الرياضي” الثالث في حق كرة القدم المغربية، بعد اعتداء لاعبي المنتخب الجزائري على لاعبي المنتخب الوطني المغربي لأقل من 17 سنة، سنة 2022 عقب المباراة التي جمعت الغريمين في نهائي كأس العرب للناشئين، وبعد صعوبة مشاركة المنتخب الوطني المغربي تحت 23 سنة لكرة القدم في بطولة كأس إفريقيا للمحليين في يناير 2023.

تراكمات “تتوسل الرياضة لغايات غير رياضية”، وتواصل المزيد من إعلان “العقد من الجار المغربي” الذي لم يكن يوما مستعدا لإحراج الجهة الجزائرية في أي فرصة؛ وهو ما دفع متتبعين ومحللين إلى تكوين يقين أن “السجل الرياضي الجزائري بحكم هذه التصرفات أصبح مدنسا بالكثير من السياسة التي تعارض منطق الرياضة في ظل وجود هيئات دولية وصية على هذه الرياضة”.

“رصاصة أخيرة” البراق شادي عبد السلام، خبير دولي في إدارة الأزمات وتحليل الصراع وتدبير المخاطر، اعتبر أن “ما قامت به السلطات الجزائرية لا يمكن لأيّ سياسي يتمتع بمنطق سليم وعقل سوي وتحليل رصين وفهم دقيق أن يرتكبها حفاظا على سمعة بلاده والتزامها بالقانون الدولي”، عادّا ذلك “فضيحة عالمية يتورط فيها نظام جنرالات العشرية الدموية بغباء شديد، قصد التأثير على معنويات فريق مغربي”.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} وشدد البراق، في تواصله مع هسبريس، على أن “هذا السلوك هو الرصاصة الأخيرة التي يطلقها نظام شنقريحة على نفسه في انتحار رياضي مباشر أمام القارة الإفريقية والمنتظم الرياضي الدولي، حيث يؤكد هذا النظام على استعداده لتحويل المستطيل الأخضر إلى ساحة حرب من أجل إظهار التفوق الجزائري والتلاعب بنفسية اللاعبين المغاربة”، مشيرا إلى أن “هذا النظام ارتكب خطأ جسيما في حق الكرة الإفريقية عن طريق التمسك بمبررات شوفينية شمولية وبخطاب قريب لقاموس الحرب”.

وأوضح قائلاً: “هذه السلوكات المتكررة تضعف الموقف الجزائري في التنافس مستقبلا بشكل كبير جدا، وتؤكد أن هذه الدولة لا تمتلك المرونة السياسية والكياسة الدبلوماسية المطلوبة لتنظيم أحداث كروية قادرة على تحقيق إشعاع حضاري وثقافي وسياحي”، مبرزا أن “النظام العسكرتاري الجزائري يشتغل بمقاربة كلاسيكية لربط الانتصارات الرياضية وبشكل خاص انتصارات كرة القدم بكرامة المواطن الجزائري ومشاركة المنتخب وانتصاراته بسيادة الوطن”.

وزاد خاتما: “بسبب الضعف البنيوي للنظام، فإنه يعتبر أي انتصار للمنتخب الجزائري وأي إنجاز رياضي هو تفوق للجيش والدولة وتثبيت لوهم القوة الإقليمية الضاربة، وهذا هو المسمار الأخير في نعش شيء يسمى الرياضة في بلد يؤمن بعقيدة العداء ابتداء، وأكثر من أي شيء آخر: الجزائر”.

“نقطة سوداء” عزيز بلبودالي، باحث في الشأن الرياضي، اعتبر “تحركات الجزائر في المنحى الرياضي تجاه المغرب تبرز نقاطا سوداء في السجل الرياضي الجزائري، وهذا ما سيكون من شأنه تدمير الثقة كليّا في الجارة الشرقية للمملكة في الشأن الكروي”، مسجلاً أن “هذا من الممكن جدا أن يؤدي إلى استبعاد هذه الدولة المغاربية من شرف تنظيم تظاهرات كروية، مخافة إلباسها رداء السياسة بهذا الشكل الشنيع مرة أخرى”.

وأشار بلبودالي، في تصريحه لهسبريس، إلى أن المغرب بتحركاته الدبلوماسية كل مرة وتفاعله الرصين والهادئ يحرج النظام العسكري الحاكم في الجزائر، ويجعل المغرب يسجل أهدافا في مرمى هذا البلد الذي أصبح يخرج بالجلد المدور عن غاياته الأصلية، وهي الرياضة أولا”، معتبرا أن “الأمر تعدى حدود المنطق باحتجاز فريق نهضة بركان، وتجاوز كل السلوكات السوية، وستدفع الجزائر ثمنه غاليا في سوق الرياضة”.

وأكد المتحدث ذاته أن “ما يتعلق بالرياضة هو من اختصاص الهيئات الدولية التي تنظر في الموضوع وليس السلط السياسية بدولة معينة، إلا إذا كان لذلك بعد أمني، وهو غير مطروح؛ وما يؤكد هذا الطرح هو قرار “الكاف” الذي انتصر لقميص الفريق المغربي”، مؤكدا أنه “حان الوقت بعد هذه الواقعة لمقاطعة أي نشاط رياضي فوق أراضٍ لا تكن للمغرب سوى العداء التام، وقرارنا اليوم يجب أن يكون حاسما في هذا الصدد”.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 2 أسابيع | 4 قراءة)
.