في رحاب صعيد مصر، تزدهر حرفة تقليدية عريقة تعرف باسم «التلي» وهي بمثابة لوحة فنية ترسم بخيوط ذهبية وفضية على قطعة من القماش، لتضفي عليها لمسة من الفخامة والجمال، وقد بدأت هذه الحرفة في الصعيد تحديدًا في جنوب محافظة سوهاج في قرية شندويل، وعمل المجلس القومي للمرأة على تشجيع السيدات العاملات في هذه الحرفة وتطوير مهارتهن إلى أن تم تسجيل أول حرفة تراثية تحمل علامة تجارية جماعية في مصر (التلّي السوهاجي) تلّي شندويل.

حرفة التلى الصعيدي  قالت الدكتورة رانيا يحيى، رئيس لجنة الفنون والآداب في، في تصريح خاص لـ«الوطن» إن صناعة التلي يستعمل بها خيوط ذهبية وفضية بأنواعها المختلفة، مثل خيوط السّحب وخيوط الشّبك وخيوط التّرش، لتضفي على القطعة بريقًا أخّاذًا، ولكن الآن أصبحت تستعمل من خيوط عادية وليست معدنية.

وأضافت أن هناك إبرة خاصة ذات رأس عريض تستخدم لثقب القماش وغرز الخيوط، بينما يستخدم نول خاص لنسج شبكات التلي المعقدة، وتتنوع تصاميم التلي ما بين النقوش الشرقية المُعقدة والنقوش الغربية البسيطة، وصولًا إلى النقوش الإسلامية المُتميزة، لتجسد إبداع الحرفيين ومهاراتهم.

أنواع التلى المختلفة  وأشارت إلى أن رحلة التلي تبدأ برسم التصميم المراد تنفيذه على قطعة من القماش، بخطوط دقيقة تحدد مسار الخيوط ثم تثقب الإبرة القماش بدقة على طول خطوط التصميم، لتصبح بوابات لعبور خيوط الذهب والفضة، وبحركات ماهرة، تنسج إبرة الحرفيّ خيوط التلي في الثقوب، تاركة وراءها شبكات معقدة تحاكي لوحة فنية بديعة.

وبعد اكتمال النسيج، تقصّ أيّ خيوط زائدة، وتثبّت القطعة على القماش، لتكتمل التحفة الفنية بكلّ رونقها، وهناك أنواع مختلفة من التلى، منها التلى الشرقي وهو يتميز بنقوشه المعقدة والمتكررة، ويستخدم في تزيين الملابس النسائية بشكل خاص، والتلى الغربي وهو يتميز بنقوشه البسيطة والهندسية، ويستخدم في تزيين الملابس الرجالية والأثاث، وهناك أيضا التلى الإسلامي يتميز بنقوشه العربية والإسلامية، ويستخدم في تزيين المساجد والمصاحف.

وقالت عضو القومي للمرأة: «حرفة من مكونات التراث الثقافي المصري العريق، والحفاظ عليها يساهم في الحفاظ على الهوية الوطنية، كما أنها تساهم في دعم الاقتصاد المحلي، من خلال توفير فرص عمل للحرفيين، وتعد منتجات التلي من أهمّ الهدايا التذكارية التي يقبل عليها السيّاح، ممّا يساهم في تعزيز السياحة في مصر».

مصر      |      المصدر: الوطن نيوز   2024-04-20 05:41:05 (منذ: 2 أسابيع | 3 قراءة)