مسؤول فلسطيني يتبرأ من تصريحات داعمة للانفصال في الصحراء المغربية

في وقت يخرج المغاربة إلى الشوارع بشكل شبه يومي تضامنا مع الشعب الفلسطيني وتنديدا باستمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة، مدعومين بالموقف الرسمي الداعم بدوره للقضية الفلسطينية، خرج سياسي فلسطيني، ممثل عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في الجزائر، العضو في منظمة التحرير الفلسطينية، بتصريحات معادية للوحدة الترابية للمملكة ومساندة للمشروع الانفصالي في الصحراء.

ووفق ما أوردته ما تسمى “وكالة الأنباء الصحراوية” فقد ألقى علي أبو هلال، نائب ممثل الجبهة الشعبية في الجزائر، محاضرة على هامش مشاركته في ما أطلق عليها “الندوة الدولية العربية للتضامن مع الشعب الصحراوي”، المنعقدة في مخيمات الرابوني في الـ17 و18 من الشهر الجاري، شبه من خلالها أهداف الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية مع ما وصفه بـ”الاحتلال المغربي للصحراء”، مسجلا حسب المصدر ذاته أن “كليهما يتنكران للأعراف والقرارات والدولية ويمارسان القمع والتنكيل على المناضلين والمدنيين العزل”، بتعبيره.

تصريحات معادية للمغرب احتفى بها زعيم الجبهة الانفصالية التي تتخذ من جزء من التراب الجزائري مقرا لها، إذ أثنى على محاضرات وكلمات كل المشاركين في هذه الندوة، مشددا على ما وصفها بـ”ضرورة تمكين الشعبين الفلسطيني والصحراوي من ممارسة حقهما في تقرير المصير”، دون أن يفوته شكر أولياء نعمته في الجزائر التي قال إنها “تحمل مشعل المرافعة عن القضايا العادلة في مجلس الأمن، وفي مقدمتها القضيتان الفلسطينية والصحراوية، وهو ما ينسجم مع تاريخها العريق وثورتها المجيدة”، بتعبيره دائما.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} من جهته علق مصدر فلسطيني مسؤول، مقرب من منظمة التحرير الفلسطينية، على هذه التصريحات المستفزة من ممثل الجبهة الشعبية في الجزائر، بالقول إن “الفلسطينيين يرفضون أي تجزئة أو ضرب للوحدة الترابية للدول العربية، بما فيها المملكة المغربية الشقيقة”، مؤكدا في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية أن “مغربية الصحراء مسألة محسومة ولا نقاش فيها”.

وأضاف مصدر هسبريس أن “أي تصريحات من هذا القبيل، يُراد بها زرع الفتنة والتفرقة ما بين الشعوب والدول العربية، مرفوضة رفضا باتا، خاصة في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ النضال الفلسطيني التي تتطلب تكثيف الجهود العربية لنصرة فلسطين”، مؤكدا أن “هذا النوع من التصريحات لا يخدم أبدا القضية الفلسطينية، في وقت يجب التركيز على ضمان وحدة الصف والموقف العربيين لمواجهة جرائم الاحتلال الإسرائيلي في حق الشعب الفلسطيني الأعزل”.

وليست هذه هي المرة الأولى التي يطلق فيها مسؤولون فلسطينيون في الجزائر تصريحات استفزازية من هذا النوع، إذ سبق للسفير الفلسطيني الأسبق في هذا البلد، أمين مقبول، أن عبر عن دعمه لـ”إجراء استفتاء لتقرير المصير في الصحراء، سواء من خلال الحكم الذاتي أو تأسيس جمهورية مستقلة”.

من جهته كان جبريل الرجوب، أمين سر اللجنة المركزية لحركة “فتح”، أثنى خلال لقاء مع وسائل إعلام جزائرية، العام الماضي، على الموقف الجزائري من قضية الصحراء الذي يدعو إلى “الاستفتاء”، وهو ما رفضه السفير الفلسطيني المعتمد في المغرب، في تصريح سابق لهسبريس، معتبرا أن “تصريح الرجوب ربما فهم بشكل خاطئ”، مؤكدا أن بلاده ترفض تشكيل أي تنظيمات مسلحة خارج نطاق الدول القائمة.

ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في السابع من أكتوبر الماضي عبرت المملكة المغربية، على المستويين الشعبي والرسمي، عن مواقف مساندة لنضالات الشعب الفلسطيني ولحقه في إقامته دولته المستقلة على حدود 1967.

كما اتخذت الرباط عديد المبادرات لدعم فلسطين، إذ أرسلت في الشهر الماضي مساعدات إغاثية أدخلتها إلى قطاع غزة المحاصر عبر طريق بري، لتكون بذلك أول دولة في العالم تنجح في إدخال المساعدات عبر هذا الطريق، إضافة إلى تخصيص منح إضافية للطلبة الفلسطينيين في المغرب.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 2 أسابيع | 2 قراءة)
.