رد فعل فاتر بالأسواق على تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل

رد فعل  فاتر بالأسواق على تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل

في خضم التوترات المتصاعدة بين إيران وإسرائيل، تظهر الأسواق المالية استجابة خافتة، تختلف عن مخاوف خبراء الأمن القومي.

ويكشف محمد العريان، رئيس كلية كوينز في كامبريدج، في مقاله بفاينانشال تايمز، الآثار المترتبة على هذا التفاوت وتأثيره المحتمل على الاستقرار الاقتصادي العالمي.

تصاعد التوترات: يمثل تبادل الأعمال العدائية الأخير بين إيران وإسرائيل خروجًا كبيرًا عن الصراعات السابقة، حيث تستهدف الدولتان بعضهما البعض بشكل مباشر بدلاً من الاعتماد على الوكلاء.

إن الهجوم الكبير الذي شنته إيران بالصواريخ والطائرات بدون طيار رداً على الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في سوريا يسلط الضوء على خطورة الوضع.

رد فعل السوق: على الرغم من خطورة الوضع، أبدت الأسواق المالية استجابة ضعيفة نسبيا، مع عودة أسعار الأصول بسرعة إلى مستويات ما قبل التصعيد.

ومن الجدير بالذكر أن أسعار النفط، وهي مؤشر رئيسي للمخاطر الجيوسياسية، فشلت في الحفاظ على ارتفاعها الأولي، مما يعكس شكوك السوق بشأن استمرارية الصراع.

هشاشة الاقتصاد العالمي: يسلط رد فعل السوق الضعيف الضوء على المخاوف الأوسع نطاقا بشأن هشاشة الاقتصاد العالمي.

وقد سلط صندوق النقد الدولي الضوء على التحديات الرئيسية، بما في ذلك عدم كفاية النمو، والتضخم الثابت، ومحدودية مرونة السياسات، وتزايد التباعد الاقتصادي بين الدول.

العواقب المحتملة: قد يؤدي المزيد من التصعيد في التوترات بين إيران وإسرائيل إلى تفاقم نقاط الضعف الاقتصادية القائمة، مما يؤدي إلى تباطؤ النمو وارتفاع التضخم وزيادة الضغط على السلطات المالية والنقدية.

علاوة على ذلك، فإن توزيع الصدمات الاقتصادية من شأنه أن يؤدي إلى تضخيم الفوارق القائمة بين الدول، مما يفرض تحديات إضافية على الاستقرار العالمي.

التحول في الديناميكيات: تشير الأعمال العدائية الأخيرة إلى تحول ملحوظ في الديناميكيات بين إيران وإسرائيل، والانتقال من توازن مستقر نسبيًا إلى سيناريو غير مستقر وغير قابل للتنبؤ به.

ورغم أنه تم تجنب وقوع أضرار بشرية ومادية كبيرة حتى الآن، إلا أن احتمال حدوث المزيد من التصعيد لا يزال مصدر قلق.

ويقارن العريان بين رد فعل السوق وقصة الضفدع في الماء المغلي، مما يشير إلى أن المستثمرين ربما يقللون من خطورة الوضع.

وعلى الرغم من تجاوز العديد من الخطوط الحمراء، تبدو الأسواق راضية عن نفسها، وربما تتجاهل مخاطر الاضطرابات الاقتصادية والمالية الكبيرة.

مع استمرار تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل، فإن التفاوت بين معنويات السوق وتحليلات الخبراء يثير المخاوف بشأن مدى كفاية تقييمات المخاطر الحالية.

وفي حين قد تظهر الأسواق المالية مرونة في مواجهة الاضطرابات الجيوسياسية، فإن الهشاشة الأساسية التي يعاني منها الاقتصاد العالمي تستدعي دراسة متأنية للمخاطر ونقاط الضعف المحتملة.

مصر      |      المصدر: البوابة نيوز    (منذ: 2 أسابيع | 3 قراءة)
.