"سماء بلا حدود".. أيام علمية تبسط علوم الفضاء وترصد البحث الفلكي بالمغرب

أنشطة علمية وثقافية مهمة تلك التي يحتضنها مركز الاستقبال والندوات التابع لمؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين إلى غاية السبت المقبل، حيث سيكون المركز خلال هذه المدة ورشا مفتوحا للتعرف عن كثب على مختلف المعارف المتعلقة بالفضاء والأجرام السماوية، سيرا على عنوان التظاهرة “سماء بلا حدود”.

وجرى، اليوم الخميس، افتتاح فعاليات “الأيام العلمية للفلك”، بحضور أفواج مهمة من الطلبة وتلاميذ المؤسسات التعليمية، حيث استفادوا من الورشات الأربع التي جرى تنظيمها برحاب مركز الاستقبال المذكور، والتي أشرف عليها مؤطرون متخصصون وباحثون في مجال علوم الفلك، بشراكة مع “المركز الثقافي إكليل”.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} وبِعدد أيام الفعاليات، يجري الخوض في ثلاثة مواضيع؛ علم الفلك والمغرب، السماء والأرض، إلى جانب الفلك والكون، إذ سيكون زوار المركز على موعد مع باحثين في الفيزياء الفلكية والكمية وفيزياء الطاقات العالية، مع الانخراط بشكل مستمر في ورشات لمراقبة النجوم باستخدام التلسكوب الليلي.

وفي هذا الصدد، قال رضوان مراعي، رئيس قسم التنشيط الثقافي بالمؤسسة، إن “الأيام العلمية للفلك تهدف أساسا إلى تقريب علم الأجرام السماوية من مختلف الفئات السنية التي تود التعرف أكثر على خبايا هذا العلم الذي يُقال عنه عادة إنه مُعقد أو يصعب فهمه؛ فإزالة الحجاب أو الستار بين الأفراد وما يحيط بالكون هو الهدف الأساس المسطر”.

وأضاف المُراعي، في تصريحه لهسبريس، أن “ما يعطي أهمية لهذه التظاهرات هي كونها تعرف انخراط باحثين ومختصين وأساتذة بجامعات وطنية ودولية مختصين في علم الفلم والكواكب والأجرام السماوية التي تحيط بالأرض؛ ذلك أن الهدف كذلك هو إبراز مدى العلاقة الوطيدة للحياة اليومية للمواطنين بعلم الفلك”.

وبيّن المتحدث أن “هذه الفعاليات تظل من بين النقاط السنوية التي تشتغل عليها المؤسسة وتجعلها ورشا مفتوحا لفائدة الذين يتوفرون على فضول حول علم الفلك والراغبين في الاطلاع عليه عن كثب، خصوصا أنه جرى تحضير ورشات خاصة بالمراقبة الليلة للفضاء”.

وبخصوص الورشات الأربع التي يحتضنها المركز؛ فتتعلق الأولى منها باستكشاف الكون عبر برمجيات الذكاء الاصطناعي، والثانية ترتبط باستكشاف الفضاء عبر ربوتات مبرمجة، في حين أن الثالثة تهُم السفر بين النجوم عبر الكيمياء والفلك، بينما يتمحور موضوع الورشة الرابعة حول وجود الماء خارج الأرض.

وعلى هذا النحو، أفاد عماد حسيسو، مهندس ومؤطر ورشات، بأن “مختلف الأنشطة المبرمجة على مستوى هذه الأيام العلمية تصب في اتجاه تبسيط العلوم للأطفال والفئات الصغرى تحديدا، والكبرى كذلك، حيث تجري المزاوجة بين الروبوتيك والبرمجة وتقنيات دراسة علم الفلك”.

وباعتباره مشتغلا في هذا الميدان منذ مدة، سجل حسيسو “ارتفاع نسب الاهتمام لدى المغاربة بعلم الفلك، حيث باتت عدد من الأسر تواظب على دفع أبنائها نحو الاستفادة من مختلف الأوراش التي تهم هذا الصدد، خصوصا أن الغالبية منها تريد ان تخلق متنفسا لأبنائها بعيدا عن ضغط المدارس”.

وذكر المهندس ذاته، في تصريح لهسبريس، أن “ما يميز كذلك هذه التجربة هي اعتماد المنظمين على ورشة ميدانية خاصة بالتليسكوب، إذ يتم تجريب النظر إلى الفضاء باستعماله خلال الفترات الليلة؛ وهو ما من شأنه وضع التلاميذ والطلبة كذلك أمام ممارسة فعلية لجانب من جوانب علم الفلك”.

ومن بين الكفاءات العلمية الحاضرة ضمن الأيام العلمية ذاتها، نجد مصطفى بوسدر، باحث في الفيزياء الفلكية ومشرف على القبة الفلكية بجامعة محمد الخامس بالرباط، والذي أكد أن “أهمية الملتقى العلمي والثقافي تكمن في كونه يساهم في تقريب علم الفلك الذي يبدو معقدا نوعا ما لفائدة كل الزوار، باختلاف مستوياتهم العلمية وأعمارهم”.

وأوضح عضو المشروع الدولي لصناعة أكبر تليسكوب أن “الملتقى يمثل فرصة للقاء بين الباحثين في مجال الفلك وهواة استكشاف الأجرام السماوية، إلى جانب الاطلاع على جميع الأبحاث العلمية التي أنجزها الباحثون المغاربة، سواء على المستوى الوطني أو على المستوى الدولي، خصوصا أن المحاضرين بالملتقى يدرّسون علم الفلك بجامعات أجنبية”.

ولفت المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، إلى أن “الأنشطة المبرمجة ضمن أيام الفعاليات العلمية تبتغي إتاحة الفرصة للناشئة من أجل التعرف على الفضاء الخارجي للأرض، من خلال تطبيقات علمية ومجسمات مفصلة وبرمجيات من شأنها إنهاء التصور الرائج بخصوص كون هذا العلم معقدا وصعب الفهم”.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 2 أسابيع | 3 قراءة)
.