الوطن أولاً وأخيراً

الوطن أولاً وأخيراً

مبارك الرصاصي كثيرة هي الأقوال والمفردات اللغوية التي نحفظها عن ظهر قلب، من عبارات الانتماء والولاء والتضحية وحب الوطن المقدم على كل شيء، ولكن حينما يصل الأمر إلى الأفعال والبراهين والتطبيق على أرض الواقع، قد نتناسى بعض الشيء ونقدم حبنا لذواتنا، ونتغاضى عن الأولويات في سبيل تحقيق رغباتنا الشخصية والآنية.

حب الوطن ليس ادعاء إنما واجبات وتضحيات وتكاليف، نعمل على ترجمتها لأفعال حقيقية ومساهمات، فلا انتماء ولا ولاء أعلى وأغلى من الانتماء للوطن مهما كانت العقبات والخسائر.

عديدة هي الشعارات البراقة التي يصدح بها الرياضيون ويرددونها على مسامعنا، بأن تمثيل المنتخب شرف كبير وواجب ومهمة وطنية، ولا يمكننا أن نتخلف عن ميدانه والالتحاق بركبه، وفخر لنا أن نحمل قميص المنتخب ونرفع شعاره، ومع ذلك نجد بعض اللاعبين يتخلفون ويتباطأون عن الانضمام لمعسكرات منتخباتهم، ويقدمون الأعذار الوهمية الواهية، أو تمنعهم أنديتهم عن تلبية الواجب، ويرفضون مشاركتهم في البطولات الدولية والبقاء لأسباب مختلفة، مما قد يؤدي بالبعض إلى الحرمان ويعرضهم للعقوبات الصارمة.

حين يصدر اتحاد الكرة بياناً يعرب فيه عن أسفه الشديد، من قرارات بعض الأندية لامتناعها عن السماح للاعبيها بالمشاركة مع المنتخبات الوطنية وتفضيل البطولات المحلية، هنا تكمن المصيبة والتناقضات، بأن نرى الجهات الإدارية المسؤولة والمعولّ عليها غرس القيم والمفاهيم التربوية والوطنية في نفوس الأبناء، هم من يتنافسون للإخلال بالشروط والواجبات الوطنية، وهم من يتركون الأثر السلبي الناتج عن الإفراط في الدلال والحماية للاعبين، من أجل أولوياتهم وكسب رضاهم، ويقودونهم غالباً إلى الشعور بعدم المسؤولية تجاه أنفسهم وتجاه مجتمعهم ووطنهم.

مسألة تمثيل المنتخبات شرف كبير ومسؤولية، وفي الوقت ذاته نحن في حاجة للتوسع، في فرض اللوائح والضوابط التي تحكم تنظيم هذه العلاقة، ومواجهة سلبياتها بالوعي والتعمق في المعالجة لتحقيق الصالح العام، وأن يبذل الاتحاد كل السبل تجاه توفير مناخ مناسب للاعبين للقيام بهذا الدور، بعيداً عن الفوضى والعشوائية في القرارات، لأن الوطن أولاً وأخيراً وقبل سواه من الخيارات.

التقييمات Select ratingقيّم 1/5قيّم 2/5قيّم 3/5قيّم 4/5قيّم 5/5 Rate

الامارات      |      المصدر: الخليج    (منذ: 2 أسابيع | 2 قراءة)
.