الرطيطبي يسترجع صدى رجالات وزان

بنغمات تمزج أصالة الفن وعراقة الطرب نطقت آلات “المعلمين” وصدحت أصوات شجية بقصائد عذبة أمتعت جمهور مدينة وزان خلال حفل تقديم وتوقيع كتاب “في رحاب وزان رجالات عرفتهم عن قرب” لمؤلفه الشريف الرطيطبي، الباحث في التاريخ الحديث والمعاصر والتراث.

الحفل، الذي عرف حضور إعلاميين وأكاديميين وفعاليات جمعوية وأخرى سياسية، شكل فرصة للجمهور المتذوق والشغوف لمعانقة طرب الآلة والتعرف على الإصدار الأدبي والعلمي؛ وهو الموعد الذي يسعى من خلاله المنظمون إلى إحياء الفعل الثقافي وتعزيزه إلى جانب تكريس ثقافة الاعتراف والامتنان وتشجيع فعل الكتابة والتأليف.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} محمد فهد الباش، عن الجهة المنظمة، قال إن هذا الحفل يأتي في إطار الأنشطة الثقافية التي يحرص المنتدى على تنظيمها بين الفينة والأخرى من أجل الحرص على التعريف برجالات وزان للأجيال الحالية والمقبلة وتكريس ثقافة الاعتراف.

وأضاف الباش أن الموعد الثقافي يشكل لمة وزانية خالصة قصد فتح نقاش جدي ومسؤول مع الكفاءات الوزانية بخصوص واقع التنمية بالمدينة في أفق تحريك عجلتها ثقافيا والنهوض بأوضاعها.

من جانبه، قال الدكتور الشريف الرطيطبي، صاحب الكتاب المحتفى به، إن الإصدار يعد وثيقة تاريخية وسيرة فكرية لأعلام من وزان يستحضر خصوصية المدينة تاريخيا واجتماعيا وثقافيا لوزان أيام زمان، بهدف تذكير الأجيال الحالية والمستقبلية بالأدوار الطلائعية التي لعبتها هذه الحاضرة.

وأضاف الباحث في التاريخ الحديث والمعاصر والتراث أن الكتاب يمكن اعتباره من الأدب الإلكتروني على اعتبار أن جزءا يسيرا منه سبح في اليم الإلكتروني وعلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي قبل أن يتم إخراجه في نسخة ورقية بطلب وإلحاح من متابعيه ومعارفه، في إشارة إلى أن الورقي أزلي الجمال والخلود.

وأوضح المتحدث ذاته أن الموعد يشكل فرصة للنقاش والحوار وتبادل الأفكار مع النخبة المثقفة من الجيلين السابق والحالي، ودفعة للعمل الثقافي والجمعوي وصفحة جديدة على مختلف الأصعدة ومناحي الحياة.

ويرنو الكاتب الرطيطبي من خلال مؤلفه إلى استرجاع جزء من صدى حياة في مدينة كانت لها سمعتها، التي عمت أرجاء المعمور في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر وبداية القرن العشرين، إلى حين دخول القوات الفرنسية إليها سنة 1920.

ويهدف هذا المؤلف إلى تذكير الأجيال الحالية وتعريفها بالتاريخ التليد للمدينة، وبما كانت تعرفه من زخم اجتماعي وثقافي، والجهود المبذولة للتغلب على تحديات الواقع، اعتمادا على خصوصياتها الحضارية وكفاءاتها البشرية ومميزاتها الجغرافية بهدف الانطلاق نحو آفاق المستقبل الرحبة.

وقد بذل الكاتب جهدا كبيرا للوصول إلى هذا الهدف، بوصفه باحثا عن المعلومة والتأكد من مصداقيتها، قبل إشراك الآخرين في التعرف عليها.

وما يزيد الاهتمام بما كتبه هو أن هذا التدقيق في الوصف والإخبار والتعليق يجعل محتوى هذا المؤلف يدفع إلى الكثير من التشويق.

وزيادة على ذلك فإن الكاتب بث في منجزه مواضيع عديدة تستوقف القارئ بمحتواها وصدق مشاعرها، وعمق إشاراتها وإيحاءاتها، وانسياب وصفها في الزمان والمكان، مع قاسم مشترك هو دفع الوعي بالماضي بقيمته الاجتماعية وعلاقاته الإنسانية ليكون إحدى أدوات وميكانيزمات النهوض بالحاضر واستشراف وبناء المستقبل.

إن حنين الدكتور الشريف الرطيطبي إلى الماضي في هذا الكتاب لا يتطابق أبدا مع مقولة “ليس بالإمكان أحسن مما كان”، بل هو نظرة تأملية بحسن نية، يراهن به الكاتب على تعزيز المكتبة المحلية والوطنية.

يشار إلى أن الحفل رأى النور بشراكة بين المديرية الإقليمية للثقافة بتطوان ومنتدى الشباب للألفية الثالثة، وشارك في تنشيط فعالياته الإعلامي والصحافي سعيد كوبريت والبروفيسور المكي التهامي، تخللته فقرات تكريم إلى جانب تقديم شهادات وإشادات بالكتاب المحتفى به ومؤلفه.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 3 أسابيع | 3 قراءة)
.