الباحث الرطيطبي يكتب "في رحاب وزان"

صدر للدكتور الشريف الرطيطبي، الباحث في التاريخ المعاصر وفي التراث، مؤلف جديد بعنوان “في رحاب وزان.

.

رجال عرفتهم عن قرب”.

الكتاب يعد سفرا عبر الزمن في رحاب وزان لتقصي خصوصياتها التاريخية والروحية، والتذكير بأدوارها السياسية والاجتماعية منذ تأسيس زاوية الشرفاء اليملاحيين بها على يد الشيخ مولاي عبد الله الشريف اليملاحي، مرورا بمرحلة الأوج على عهد حفيديه مولاي التهامي ومولاي الطيب، وما عرفته الزاوية من انعطاف تاريخي خطير على عهد شيخها الثامن سيدي الحاج عبد السلام بلعربي الوزاني، وصولا إلى الوضع الراهن، واستشراف آفاق المستقبل القريب.

ويرنو الكاتب إلى استرجاع جزء من صدى حياة في مدينة كانت لها سمعتها، التي عمت أرجاء المعمور في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر وبداية القرن العشرين، إلى حين دخول القوات الفرنسية إليها سنة 1920.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} ويهدف الرطيطبي من إصدار هذا المؤلف إلى تذكير الأجيال الحالية وتعريفها بالتاريخ التليد للمدينة، وبما كانت تعرفه من زخم اجتماعي وثقافي، والجهود المبذولة للتغلب على تحديات الواقع، اعتمادا على خصوصياتها الحضارية وكفاءاتها البشرية ومميزاتها الجغرافية بهدف الانطلاق نحو آفاق المستقبل الرحبة.

ويبقى الخيط الرابط بين مواضيع وفصول هذا المؤلف، التي كتبت بلغة عربية سلسة وتلقائية، أنها ليست سيرة ذاتية فقط، ورواية تاريخية، ومونوغرافية تراثية، بل عملا علميا وأدبيا مزج من خلاله المؤلف بين التاريخ والجغرافيا، وبين ما هو سيكولوجي واجتماعي بوصف وتحقيق وتدقيق.

وقد بذل الكاتب جهدا كبيرا للوصول إلى هذا الهدف، بوصفه باحثا عن المعلومة والتأكد من مصداقيتها، قبل إشراك الآخرين في التعرف عليها.

وما يزيد الاهتمام بما كتبه هو أن هذا التدقيق في الوصف والإخبار والتعليق يجعل محتوى هذا المؤلف يدفع إلى الكثير من التشويق.

وزيادة على ذلك فإن الكاتب بث في منجزه مواضيع عديدة تستوقف القارئ بمحتواها وصدق مشاعرها، وعمق إشاراتها وإيحاءاتها، وانسياب وصفها في الزمان والمكان، مع قاسم مشترك هو دفع الوعي بالماضي بقيمته الاجتماعية وعلاقاته الإنسانية ليكون إحدى أدوات وميكانيزمات النهوض بالحاضر واستشراف وبناء المستقبل.

إن حنين الدكتور الشريف الرطيطبي إلى الماضي في هذا الكتاب لا يتطابق أبدا مع مقولة “ليس بالإمكان أحسن مما كان”، بل هو نظرة تأملية بحسن نية، يراهن به الكاتب على تعزيز المكتبة المحلية والوطنية.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 3 أسابيع | 2 قراءة)
.