مؤلف يلامس "الهامش" في تاريخ المغرب

اهتمام بحثي بـ”الهامش في تاريخ المغرب” يحضر في مؤلف جماعي جديد صدر عن منشورات المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وشارك فيه ما يقرب من أربعين باحثا، بتنسيق ضمّ الوافي نوحي، وعلي بنطالب، والحسين بوضيلب.

ومن بين المواضيع التي يعالجها المنشور الجديد: التاريخ القديم للهوامش الصحراوية المغربية من خلال معطيات الفن الصخري، تاريخ الهامش والمهمشين بالمغرب الأقصى الوسيط، والهوامش والأطراف المغربية في الأرشيف التاريخي، وعلاقة السلطة بالمجال، والولاية والصلاح بالريف، والأسر العلمية في تافيلالت، والخزانة الحمزاوية بجبل العياشي، والإشعاع العلمي والروحي للمدارس العلمية العتيقة بإيداوتنان، وزاوية بوجدين بريف المغرب الشرقي.

كما يهتم الكتاب بقضايا مثل: عبيد البوادي، يهود حواضر المجالات الهامشية، الخصائص العرقية والأعراف بقبائل الأطلس المتوسط الشرقي، دور الهوامش في بناء الشخصية السياسية للمغرب في العصر الوسيط، إنتاج الهامش للنخبة في المغرب والأندلس، الهوامش الواحاتية ودورها في إنتاج النخب الفقهية في العصر الوسيط، تاريخ التنظيم الاجتماعي للماء بالمجالات الهامشية، مكانة السوس الأقصى وأدواره في تاريخ المغرب الوسيط، سوس تارودانت وممهدات الانتقال من دولة القبيلة إلى دولة السعديين.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} ويسلط المؤلف الجماعي الضوء أيضا على زعامات هوامش المغرب، ساحل الريف خلال القرن التاسع عشر، مقاومة الهامش في السياق التاريخي، تدبير الجوائح وأزمات الأقوات بهوامش بلاد المغرب، تدبير المرأة ببادية سوس للأزمات، مؤسسات تدبير المراعي الجماعية في الأطلس الكبير الأوسط قبل الحماية الفرنسية، والمجاعات في الصحراء المغربية المعاصرة.

ويغني هذا الكتاب نقاش قضايا “الهامش” في تاريخ المغرب، ويقف عند “مكانة المناطق الهامشية، وأدوارها التاريخية”، وهو “ثمرة لجهود جماعية ساهمت فيها طائفة من المهتمين من حقول العلوم الإنسانية والاجتماعية، فكانت المشاركات مجالا تفاعلت فيه مقاربات مختلفة، سمحت بفهم أكثر شمولا لجملة الظواهر المدروسة”، وفق المنشور الجديد.

ويذكر العمل الجديد أن من الثنائيات التي بصمت تاريخ المغرب، وكان لها كبير الأثر على المجال والمجتمع، ثنائية “المركز” و”الهامش”، قاصدا بهذا الأخير “المجالات البعيدة عن السلطة المركزية، التي قامت بدور أساسي على المستويين التاريخي والسياسي، وساهمت في الحفاظ على الثقافات المحلية والذاكرة الجماعية”.

وتابع المنشور: “كان للهوامش دور كبير في مجمل الأحداث التي شهدها المغرب عبر تاريخه، فدولة المرابطين صعدت من الصحراء، وانبعثت الحركة الموحدية من الأطلس الكبير، ومن سوس كان ظهور السعديين، وكانت تافيلالت مهد انطلاق الدولة العلوية، ومن الأطراف أيضا كانت شرارة المقاومة المغربية ضد الاستعمار الأجنبي”.

علما أن المناطق الهامشية شهدت أيضا “بروز نخبة مثقفة من علماء وشيوخ وزوايا وفقهاء وقضاة ومفتين، كما احتضنت خزاناتها مخطوطات قيمة ونادرة.

وأسهم الهامش بقوة في إثراء التنوع الثقافي بالمغرب، مستمدا ذلك من انفتاحه جنوبا على الثقافات الإفريقية، من خلال الواحات والصحراء، وشمالا على الثقافات المتوسطية”، وفق المصدر ذاته.

وتحضر في هذه الأبحاث أسماء كل من الباحثين والباحثات: المحفوظ أسمهري، يوسف بوكبوط، الحسين ليتوس، محمد العساوي، علي بنطالب، محمد رزقي، المصطفى أيت يدر، صباح علاش، سعيد واحيحي، حسن امحرزي، محمد أبيدار، الحنافي روصافي، مراد جدي، محمد غاشي، هشام مرزوق، الحسان أنوزلا، عبد الرزاق لكريط.

كما ترد أسماء كل من: عبد الرزاق السعيدي، المحجوب قدار، إلياس حاج عيسى، محمد السهلي، الوافي نوحي، أحمد الصديقي، إبراهيم أكرضان، مبارك أيت عدي، محمد أحميان، إدريس أقبوش، الحسن حديدي، إدريس بلعابد، مبارك رحال، كمال أحشوش، سمير أيت أمغار، كريم العرجاوي، لوبنى زبير، عبد المجيد الزيتوني، عادل بن محمد جاهل، والمكي الذهبي.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 4 أسابيع | 6 قراءة)
.