هل سينعكس تراجع تأييد الأميركيين حرب غزة على الانتخابات؟ محللان يجيبان

اعتبر محللان سياسيان أن تراجع تأييد الشعب الأميركي على -الذي أظهره استطلاع مؤسسة غالوب الأميركية- "تاريخي وغير مسبوق"، لكنهما يريان كذلك أنه لن يؤثر كثيرا في الانتخابات المرتقبة.

فرغم ما فرضته وسائل إعلام أميركية من ستار كثيف على تجاوزات إسرائيل وانتهاكاتها في حربها على غزة، وكذلك الحماية التي وفرتها الإدارة الأميركية للاحتلال وتجاوزاته فإن التأييد الشعبي في أميركا للحرب على غزة تراجع بصورة ملحوظة، فقد غيّر نحو 10% من الأميركيين وجهة نظرهم من داعمين للحرب إلى معارضين لها وفق الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة غالوب هذا الشهر، وخلص إلى أن نسبة من باتوا يعارضون الحرب ارتفعت إلى 55% مقارنة بـ45% ممن شملهم استطلاع سابق في نوفمبر/تشرين الثاني.

وقال خالد ترعاني الخبير في الشؤون الأميركية والعلاقات الدولية إن هذا التراجع يعكس فشل الاحتلال في تسويق حربه الإجرامية، حيث بات الكثير يراها حرب إبادة جماعية رغم انحياز الإعلام الأميركي إلى الرواية الإسرائيلية بأن الحرب ضد حركة المقاومة الإسلامية () وليست ضد الشعب الفلسطيني.

تراجع تاريخي لكن ترعاني أضاف خلال مشاركته في برنامج "غزة.

.

ماذا بعد؟" أن التراجع وإن كان "تاريخيا" فإنه لا بد من عدم المبالغة في تقدير مآلاته وتأثيراته، حيث إن قضية الحرب ليست ضمن أولويات الناخبين الأميركيين، وبالتالي لا يتوقع تأثيرها على خياراتهم بشكل كبير في الانتخابات، سواء الرئاسية أو حتى انتخابات الكونغرس.

ويرى ترعاني أن التأثير مرتبط أكثر بنشاط الجاليتين العربية والإسلامية والنشطاء المعارضين للحرب على غزة، والذي من الممكن أن يستثمر هذا التراجع في تحقيق هدفه بإسقاط ، وربط هذا السقوط بموقفه الداعم للاحتلال وعدم رفضه بشكل مؤثر الإبادة الجماعية في قطاع غزة.

وفي هذا السياق، أشار إلى أنه على مدى 45 سنة يصوت المسلمون للديمقراطيين، لكنهم في النهاية حصلوا على هذه الإبادة الجماعية، وبالتالي من المهم أن يكون لهم تحرك مؤثر ليصبح صوتهم مسموعا، وذلك عبر رسالة قوية بإسقاط من يدعم الإبادة الجماعية.

ولا يرى ترعاني أن هناك اختلافا حقيقيا بين موقف الإدارة الأميركية الحالي وموقف الاحتلال، وإنما هو اختلاف على الوسائل لا على الأهداف، حيث لا تزال ثلثا القنابل التي يلقيها الاحتلال على غزة مصدرها الولايات المتحدة الأميركية.

وبشأن التخويف من أن عودة للرئاسة ستكون أسوأ من استمرار بايدن، قال الخبير في الشؤون الأميركية إنه لا يتصور وضعا أسوأ مما عليه الحال الآن، ومن ثم فالأهم هو إيصال رسالة الرفض وتحميل الإدارة الحالية تبعات دعمها لإسرائيل.

فرصة للتصحيح وبشأن ما إذا كان هناك مجال أمام بايدن لتصحيح موقفه، يرى ترعاني أن الفرصة لا تزال قائمة، إذ باستطاعته إنهاء الحرب في ساعة من خلال تفعيل قانونين، أحدهما يمنع دعم أي دولة تحول دون إيصال المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها، والآخر يقطع الدعم العسكري لمن يستخدمه في ارتكاب جرائم الحرب.

من جهته، يرى الدكتور وليام لورانس الدبلوماسي الأميركي السابق أن هذا التحول يعد أكبر تغيير في الموقف من الحرب على غزة، وهو لافت ودال كونه حدث رغم عدم تغطية وسائل الإعلام المحلية الوضع في قطاع غزة بالشكل المطلوب.

وأوضح أن وسائل التواصل الاجتماعي لعبت دورا كبيرا ومهما في توفير المعلومات والمشاهد الحية الداعمة للفلسطينيين، وهي تزداد يوما بعد يوم، كما أشار إلى تغيير الكثير من المؤثرين عبر منصات التواصل مواقفهم لصالح رفض استمرار الحرب على قطاع غزة.

ومع ذلك، يرى لورانس أن ذلك التغيير ليس بالسرعة اللازمة التي من شأنها أن تؤثر على الواقع السياسي في الولايات المتحدة، لكن استمرار تصاعدها سينعكس في المستقبل على سياسات أميركا.

ويرى أن هذا المنحنى في التغيير بدأ منذ عام 2008، وهو مستمر وسيظل مستمرا لصالح الدولة الفلسطينية، لكنه أشار إلى أنه في حال عاد ترامب إلى السلطة فإن ذلك سيحدث تحولا كارثيا في اتجاه معاكس لن يصب في صالح العرب والمسلمين.

الوكالات      |      المصدر: الجزيرة    (منذ: 4 أسابيع | 5 قراءة)
.