غياب شغف التعلم.. تحدٍّ تواجهه بعض الأسر

غياب شغف التعلم..  تحدٍّ تواجهه بعض الأسر

تحقيق: منى البدوييلاحظ بعض أولياء الأمور فقدان الطلبة أحياناً ولأوقات قد تطول أو تقصر، لشغف التعلم وهو ما يظهر في صورة عدم الرغبة في المذاكرة، أو عدم المثابرة للحصول على درجات مرتفعة، وهو ما يحرض مشاعر الاستياء لولي الأمر الذي قد يتبع أساليب قد تزيد الطين بلة، من دون أن يتكبد عناء البحث عن الأسباب وطرائق العلاج.

أكدت الدكتورة عائشة الجابري، متخصصة في الاضطرابات النفسية والانفعالية في مؤسسة الإمارات للتعليم، أن كل مرحلة من مراحل نمو الطفل فيها تحديات، وهنا يجب أن يكون دور الوعي في التربية لدى الوالدين عالياً جداً.

وفقدان الشغف في التعلم واحد من تلك التحديات التي قد يتعرض لها الطالب، لأسباب متعددة، منها الاستقرار الأسري، ودور المدرسة والمعلم.

وأشارت إلى علاقة الطفل بوالديه ونظامه الصحي والتغذية السليمة، والانتظام بساعات النوم المثالية، جميعها دوافع تزيد حب الطالب للتعليم، ومن ثم يكون لديه شغف وإقبال على المبادرة بأفكار وأنشطة في المدرسة، وإذا كانت هناك تحديات في جميع ما ذكر، للاستقرار الأسري، فمن الطبيعي أن يكون هناك أثر سلبي في نفسية الطالب، ما يشكل تحدياً لإحياء الشغف في التعليم.

الصورة دور المدرسة والمعلموأضافت أن دور المدرسة بشكل عام والمعلم بشكل خاص، لهما أثر إيجابي في إحياء الشغف غير المحدود لدى الطالب في بيئة التعلم، بحيث تكون بيئة جاذبة جداً للطالب، بحسب المراحل العمرية والتعليمية، حيث إن التعليم في المراحل التأسيسية حلقة أولى، إن كانت باللعب فبالتأكيد سيكون له تأثير إيجابي في فهم الطالب وإدراكه، ومن ثم إحياء الشغف، خاصة أن الأطفال في المراحل العمرية التأسيسية يتجاوبون جداً مع التعلم باللعب والمحاكاة والتقليد والأنشطة.

وأضافت: أما المراحل التعليمية التي تأتي بعد المرحلة التأسيسية، فهي استثمار للعقول المتميزة، لأن في هذه المرحلة تكون أفكار مبتكرة للطلاب، ويجب أن نكون حريصين جداً على تنميتها وتوجيهها، بما ينفع المجتمع ويرفع سقف الشغف والعطاء للطالب، وهو ما ينعكس على ثقة الطالب بنفسه.

استراتيجيات حديثةوقالت أروى سيف، أخصائية اجتماعية ومستشارة أسرية، يعد فقدان الشغف أو الرغبة في الدراسة عند بعض الطلبة، أمراً عادياً ولا يوحي بأي مؤشر سلبي، حيث إن أي طالب قد يتعرض لأحوال طارئة تجعله يبتعد عن أي نشاط اجتماعي أو دراسي.

ولكن إذا استمر تأثير هذه الأحوال مدة طويلة، وبدرجة كبيرة، فهذا يعني أن الطالب بحاجة إلى تدخل الأهل أو الأخصائي الاجتماعي لمساعدته على التخلص من هذه الأفكار السلبية واسترجاع رغبته في التعلم، واستكمال السير نحو تحقيق هدفه في الحياة.

وأضافت: تتعدد الأسباب وراء فقدان الرغبة في التعلم، وتختلف من شخص إلى آخر، لكن قد تكون بسبب المرحلة العمرية في المراهقة التي يحصل فيها الكثير من التغيرات الاجتماعية والنفسية، كذلك فإن التعرض للإخفاق في الدراسة في مرحلة ما، يخلق مشاعر سلبية عند الطالب تفقده الرغبة في الدراسة، ومن الأسباب الأخرى، توقعات الأهل غير الواقعية من أبنائهم، التي تخلق لديهم توتراً، وتضعهم في حال تخبط وعدم ثقة بالذات، وخوف من عدم تحقيق رغبتهم.

وأشارت إلى أن تعرض الطلبة للتنمر في المدرسة، يفقدهم شغف الدراسة ويولد لديهم حالاً من الخوف والقلق الدائمين.

ومن أجل مواجهة هذه المشاعر السلبية تجاه الدراسة والتعلم، لا بد من مساعدة الطلبة على الاندماج في بيئة اجتماعية إيجابية تخلق لديهم الدافع نحو التعلم والدراسة والإنجاز.

وأكدت ضرورة إدخال استراتيجيات حديثة في التدريس، على سبيل المثال، التعلم عن طريق اللعب، لاسيما في المرحلة الابتدائية، لخلق الدافعية والرغبة نحو التعلم.

كما يجب على الأهل عدم ممارسة أي شكل من أشكال الضغط أو الشدة والعنف مع الأبناء.

أنشطة لا منهجيةوعن دور المدرسة، قالت يجب تنظيم أنشطة لا منهجية مختلفة، تسهم في زيادة الدافعية ورغبة الطلبة في التعلم، وارتباطهم بالمدرسة.

كما يتطلب الأمر من المسؤولين عن إعداد المناهج الدراسية، مراعاة ربط النظرية بالواقع، والابتعاد عن المادة المجردة الجامدة التي لا يتفاعل معها الطالب، ولا يشعر بالاستفادة واقعياً منها.

مؤكدة أن إعادة شغف التعلم لدى الطلبة مسؤولية الأهل والمدرسة والمناهج، التي يجب أن تتضافر جميعها، لإيجاد أوضاع محفزة للتعلم.

وذكر محمد منصور الشامسي، أخصائي اجتماعي، أن بعض أولياء الأمور في منازلهم، يصرّون على ممارسة أساليب تدريسية تقليدية، تعتمد على التلقين والحفظ فقط، ويلزمون ابنهم على اتباعها، وهو ما يخلق لديه الشعور بالملل والرتابة، خاصة أن المناهج الحديثة أساسها عدم التلقين، والإبداع والابتكار والبحث والتفكير خارج الصندوق، وانتهاج بعض أولياء الأمور لمبدأ المقارنة مع أقرانه من الأهل أو الأقارب أو الأصدقاء، وهو ما يجعل الطالب يشعر بنوع من الإحباط.

اقرأ المزيد التقييمات Select ratingقيّم 1/5قيّم 2/5قيّم 3/5قيّم 4/5قيّم 5/5 Rate

الامارات      |      المصدر: الخليج    (منذ: 1 أشهر | 4 قراءة)
.