سبب الاحتفال بعيد الأم في مصر والعالم.. الفكرة بدأت بوفاة سيدة

في خضمّ انشغالات الحياة، يطلّ علينا عيد الأم كشعاع دافئ يملأ قلوبنا بالامتنان والتقدير لأمهاتنا، إذ يُعدّ عيد الأم احتفالًا سنويًا يختلف تاريخه من دولة إلى أخرى فهناك دول تحتفل به في مارس وأخرى خلال شهر مايو، وتتعدد مظاهر الاحتفال بهذا اليوم، من تقديم بطاقات المعايدة والزهور والهدايا، إلى الزيارات العائلية واللقاءات الودّية، في حين لا يعلم الكثيرون سبب الاحتفال بعيد الأم وتاريخه.

سبب الاحتفال بعيد الأم وعلى الرغم من أنّ الاحتفال به كل عام، فإنّ البعض لا يعرفون سبب الاحتفال بعيد الأم، إذ نشأ عيد الأم في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1908، وتعود فكرة الاحتفال بعيد الأم إلى آنا جارفيس، التي نظّمت أول احتفال لتكريم والدتها عام 1908، ثم بدأت بعدها بحملة لجعل معترفًا به في الولايات المتحدة، بحسب «BBC».

ولدت آنا جارفيس عام 1864، وكانت والدتها، آن ريفز جارفيس، تُردّد باستمرار عبارة «في وقتٍ ما، وفي مكانٍ ما، سينادي شخص ما بفكرة الاحتفال بعيد الأم»، وعندما تُوفيت عام 1905، شعرت «آنا» بمسؤولية كبيرة لتحقيق رغبتها في إحياء عيد الأم، فبدأت بحملة دؤوبة لنشر هذه الفكرة، وكتبت العديد من المقالات، وخطبت في الندوات، وناشدت الشخصيات المؤثرة لدعمها.

وبعد سنواتٍ من العمل الدؤوب، أثمرت جهود «آنا» عام 1914، عندما أعلن الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون عيد الأم عطلة رسمية في الولايات المتحدة، وعلى الرغم من النجاح الكبير الذي حقّقته، واجهت خيبة أملٍ كبيرةٍ عام 1920 عندما اتّهمها البعض بأنّها سعت وراء إحياء لأسبابٍ تجارية بحتة، لكنّها واصلت جهودها لنشر ثقافة الاحتفال بعيد الأم.

وبمرور الوقت، اعتمدت العديد من المدن عيد جارفيس، وانتشر الاحتفال به في جميع أنحاء العالم، وأصبح هذا التقليد رمزًا للتقدير والامتنان للأمهات، حيث يُقدّم كلّ فرد هدية أو بطاقة أو ذكرى للأمهات والجدّات.

الاحتفال بعيد الأم في مصر  أمذا في مصر، وفي زمن كان الاحتفال بالأمهات غير شائع في العالم العربي، برز صوتٌ جريء يدعو إلى تكريمهنّ وتقديرهنّ، وهو صوت الصحفي المصري الراحل علي أمين، الذي طرح في مقاله اليومي «فكرة» عام 1927 فكرة الاحتفال بعيد الأم قائلاً: «لماذا لا نتفق على يومٍ من أيام السنة نُطلق عليه يوم الأم، ونجعله عيدًا قوميًا في بلادنا وبلاد الشرق؟».

وفي أحد الأيام، زارت إحدى الأمهات مصطفى أمين في مكتبه، وقصّت عليه قصتها المؤثرة، التي دفعت مصطفى أمين، ليكتب عنها هو وشقيقه علي أمين في عمودهما الشهير «فكرة» واقترحا تخصيص يومٍ للأم يكون بمثابة يوم لردّ الجميل والتذكير بفضلها، وانهالت الخطابات على الأخوين أمين تشجيعًا للفكرة، واقترح البعض أن يخصص أسبوع للأم وليس مجرد يوم واحد، بينما رفض آخرون الفكرة بحجة أنّ كلّ أيام السنة للأم وليس يومًا واحدًا فقط، لكنّ أغلبية القراء وافقوا على فكرة تخصيص يوم واحد، واختير يوم 21 مارس، وهو أول أيام فصل الربيع، ليكون عيدًا للأم.

مصر      |      المصدر: الوطن نيوز    (منذ: 1 أشهر | 4 قراءة)
.