الشركات الأمنية دمرت التجارة كما دمر الدعامة العمارات والمباني

سوق أم درمان … أنا مشتاق ليك … سوق أم درمان القديم به شارع العناقريب وكان به أمهر المنجدين لمراتب ومخدات القطن وفي زنك الجزارين أمهر الجزارين ومنهم من ورث طاولته أبا عن جد من زمن برمبل ، وفي زنك السوق سوق النسوان بياعات الطواقي والمقاشيس والفسيخ ومفيش أطعم من فسيخ سوق أم درمان وفيه خدرجية متخصصين ومنهم متخصصين في الليمون فقط وفي سوق أم درمان سوق العدة والأواني المنزلية وفيه بائعات الهبابات والقرنجالات وشارع الصاغة به صياغ ورثوا المهنة وأسرارها أبا عن جد ، أما سوق التشاشة فهو قبلة الناس استعدادا لرمضان والمناسبات.

التجارة في أم درمان تخصصات وهناك أسرة حدوب كانت متخصصة في تجارة وتصدير الخرفان ، وهناك أسرة كانت متخصصة في تجارة وصادر الجلود ، كلهم عصاميون بنوا أنفسهم قبل 56وقبل أربع سنوات جمعتني جلسة أنس مع شاب من شباب أسرة أم درمانية تجارية حكى لي معاناتهم مع شركات الأجهزة الأمنية التي دخلت في مجالهم ونافستهم ولم تستطع لأن جدودهم دخلوا هذا المجال من سنة 1905م وأخبرني أن مستورديهم الأوربيين أخبروا الشركة الأمنية أنهم لن يفتحوا إعتمادات إلا للبيوت التجارية التي ظلوا يتعاملون معها لأكثر من مائة عام ، كما أن غالبية مورديهم في دارفور وكردفان رفضوا التوريد للشركة الأمنية ولو بسعر أعلى وذلك من باب الوفاء والعشرة.

مسكينة أم درمان ومساكين جلابة أم درمان المكافحين فقد ظلمتهم الحرب الهمجية باعتبارهم من النخبة وظلمتهم الإنقاذ بشركاتها الأمنية المتعجرفة حين ضايقتهم وسعت لسحب البساط من تحت أرجلهم.

حين تتحرر أم درمان إن شاء الله يجب أن تصحح الأخطاء ويتم حل الشركات الأمنية فقد دمرت التجارة كما دمر الدعامة العمارات والمباني فلا فرق بينهما.

#كمال_حامد 👓                                      

السودان      |      المصدر: النيلين    (منذ: 3 أشهر | 10 قراءة)
.