من هنا ستكون البداية لأجمل حكاية؟ المغرب ـ تنزانيا

إستهلال طافح بالآمال لكومندو المونديال  نطفئ "الطايفا ستار" لنوقد حلما نصف قرن من الإنتظار بالنية وليد هيأ خطة الإنتصار وعمروش عازم على الثأر يستهل الفريق الوطني مشوار الألف ميل بخطوة.

.

.

وأول الغيث كما يقولون قطرة وبعدها قطرات الخير تأتي تباعا.

.

كسر نحس البدايات التي ناذرا ما ابتسمت بوجه الأسود في هذا العرس الأفريقي، والتوقيع على انطلاقة واعدة تقودنا بفيض من الآمال لتعقب آثار هذا الجيل الملحمي بقية مشواره في بلاد « الأكوابا»، حيث الأعناق مثلما هي العيون مشرئبة ومتعلقة ثم متحلقة بما سيأتيه الأسود.

.

نزال تنزانيا هو فاتح المشوار، نزال سيخبرنا بما سيكون عليه الوضع وبما قد يتمخض عنه من انطباعات، من خلاصات ومن قراءات حتى.

.

البدايات الخادعة هكذا تقول روايات الإفتتاحيات المونديالية وفي التظاهرات المجمعة، ألم يخسر الأرجنتين من السعودية في نسخة قطر وتوجوا بعدها أبطالا؟ ألم تخسر إسبانيا من سويسرا في 2010 وبعدها أعلن لاروخا ملوكا للعالم؟ ألم تخسر الأرجنتين نفسها في مونديال إيطاليا 1990 من الكامرون وبعدها حلقت للنهائي أمام الألمان؟ لكن ماذا عنا نحن؟ ألم نربح ناميبيا بالخمسة في أكرا بغانا 2008 وبعدها عدنا أدراجنا من دور المجموعات؟  ومع ذلك في هذه الدورة تحديدا تعلقنا كبير بهذه البدايات ولو كانت خادعة، كي تنفض عنا غبار غبن آخر الإفتتاحيات التي كانت موحشة، فقد خسرنا في مصر وتعادلنا في جنوب إفريقيا وخسرنا في الغابون 2013 وعدنا لنخسر في الغابون 2017، وتعذبنا لننتصر بهدف في نسختي مصر والكامرون أمام ناميبيا وغانا من نيران صديقة وضربة جزاء سددها بوفال، هذه المرة طموحنا كبير في أن يكون الإفتتاح مقنعا لا موجعا.

"الطايفا" نعرفها وتعرفنا نعرفها وقد تواجهنا بالعناصر الأساسية والرسمية في تصفيات المونديال قبل شهر في دار السلام، وعدنا بقلادة النصر المقنع مع الرأفة، ونعرفها عبر سيمبا الذي واجه الوداد موسمين تواليا في عصبة الأبطال، وقبلها واجه الرجاء في نفس المسابقة وواجه نهضة بركان في الكونفدرالية، سيمبا ويونغ أفريكان، ثم نادي عزام وهم سواعد الكرة التنزانية الغليظين ورافدا "الطايفا" من الدوليين.

تعرفنا "الطايفا" وقد راقبتنا في نزال دار السلام، لكن قبلها تابعنا عمروش في المونديال واعترف أنه يستظهر عن ظهر خاطر، كل لاعب من لاعبي الفريق الوطني ويعلم جيدا أدق احصائياتهم.

لذلك لا غموض ولا لبس في هذا النزال، وقد تعرت الأوراق في نزال مكابا بينجامان، مثلما عرت في نزالهم بالقاهرة أمام الفراعنة، مثلما عراها الحبشي وقد تعقب بالفيديو والرصد الإحصائي مبارياتهم في تصفيات كأس العالم.

كومندو لا يهاب الأمواج بين كافة منتخبات الكان، لو دعيت لاستظهار تشكيل منتخب معروض على الجميع من قفازات حارسه حتى رأس حربته، فإنهم سيستظهرون عليك فريقنا الوطني، لا لشيء سوى لأن الركراكي وفي ظاهرة غير مسبوقة الوحيد بين مدربي العالم من حافظ على نفس الكومندو الذي كان شاهدا على أروع فتح كروي في العالم في قطر، ليظهر به في الكان.

فقد أصر الناخب الوطني عبر ودية سيراليون ولو في ملمحها التجريبي على إبراق عديد الرسائل، منها أنه يتحدى نظريات الكرة والمدربين، ليمنطق نظريته بالظهور بنفس الكومندو المونديالي ولو مع درجة المخاطر العالية التي رافقت النزال، إعتزازا بهذه التركيبة ثقة فيها وتجسيدا لما تعنيه له وللمغاربة وللخصوم على حد سواء، كونه وإن كان  كومندو على المكشوف إلا أنه لا يهاب الرياح القوية ولا الأمواج العاتية وجاهز لأمهات المعارك الضارية.

الصدارة تحسم افتتاحا بعد الإطلاع على تشكيل المنتخب التنزاني والذي لم يختلف عن الذي واجهنا قبل شهر في  دار السلام إلا ببضعة روتوشات لا تتعدى 6 لاعبين بأدوار ثانوية، بينما المنتخب الرسمي نعرفه مثلما تعرفنا عليه في ودية الفراعنة بالقاهرة، فإن حسابات عمروش تجسدت بقوله «لا نكون  لقمة أمام منتخبات المجموعة ولم نحضر لسان بيدرو لنلتقط السليفيات مع نجوم المغرب».

.

لذلك هو نزال على المكشوف بين مدربين وبين منتخبين تعرفا بما يكفي على بعضهما البعض في معقل "الطايفا" في تصفيات المونديال وحسم الأطلسيون الرهان لمصلحتهم، لكن سياقات "الكان" وخصوصيات "الكان" المتفردة تختلف عن باقي التظاهرات وقد جربنا الوضع بشر المعاناة أمام ناميبيا المتواضعة على ملعب السلام بالقاهرة مع رونار، وقد كنا في نفس وضعنا الحالي «موندياليون مبهرون بروسيا»، لذلك في الإفتتاحات عادة لا نتوقع أداء مبهرا، والبقاء في سان بيدرو بمشعل الصدارة ينطلق قطعا بإطفاء "الطايفا" .

.

.

على بركة الله.

.

.

< البرنامج • الأربعاء 17 يناير 2024 ملعب لوران بوكو: س18: المغرب ـ تنزانيا (المجموعة 6)

المغرب      |      المصدر: جريدة المنتخب    (منذ: 4 أشهر | 4 قراءة)
.