مكي المغربي: لنفترض!

لنفترض أن اللواء ركن أحمد الطيب هو من أمر بالانسحاب .

.

بدون تعليمات وبدون إذن بتقدير الموقف من هيئة الأركان، أو القيادة، وهذا لا يتسق منطقيا مع سيرته المهنية ورتبته المتقدمة.

1- التعامل بالطيران من عدمه مع المليشيا التي ارتكزت في شارع النيل وغيره، برضو هل يأمر بيه اللواء أحمد سلاح الجو فيطيعه؟ وهو السبب في عدم التعامل مع 25 عربية؟2- لنفترض أنه انسحب دون تعليمات، هل انسحب دون إخطار، دون إشارة، هل خرج الجنود في الطريق أمام الاستطلاع الجوي وتجاهلهم، واستقبلتهم مواقع عسكرية أخرى دون أن يتم إخطارها من القيادة أن التشكيلات كذا كذا انسحبت وفي طريقها إليكم، وفي حالة إخطار اللواء أحمد عمر الجهة الأعلى بالانسحاب أليس لديها حق في الأمر بالبقاء؟ بتعليمات (كما كنت)؟! أم هي لديها علم بالإذن بالانسحاب؟ أم هي من أصدرت الأمر؟ كل هذا يخص الجيش وتحقيقه وننتظر ٱطلاعهم لنا لأنهم وعدوا في ذات القرار نصا (تمليك الحقائق للرأي العام)، وهذا يعني إقرارا بوجود أزمة في الرأي العام المساند للجيش، سببها غياب الحقائق.

الذي أعرفه جيدا أن هنالك طرفا خارجيا طلب صراحة من الجيش عدم الاشتباك مع المليشيا الإجرامية إذا تقدمت نحو مدني (يعني سلموها ليهم!)، وهذا يطابق ما حدث على أرض الواقع، وهو الانسحاب!وهو الطرف الذي تحدث عن بداية النزوح الجماعي من مدني وهو لم يحدث، لأنه يتحدث بما يريد ويخطط لوقوعه وليس بما يحدث على أرض الواقع.

التطابق وحده لا ينهض دليلا أن نقول أن الجيش أو قائده البرهان أطاع الخارج في تحركات جيشه.

لنقل أنه قد حدث التطابق لتقديرات تخص الجيش أو قائد الجيش ونحن لا نعلمها، ودون مستوى علمها كما يقولون دائما، ولكن في كل الأحوال (التطابق حدث وثبت شرعا!)، والنفي العملي له هو باشتباك الجيش مع المليشيا الإجرامية في مدني إلى أن يستردها، وأن يعد العدة ويسلح المستنفرين ويعيد المنسقيات، أكرر ويعيد المنسقيات أو أجسام مشابهة لها، ويجهز الارتكازات في كل المواقع المهددة حتى لا تتكرر مأساة مدني نسخ لصق.

موضوع التقليل من عدد المليشيا داخل مدني، لا أهتم به كثيرا، لأن التجنيد المحلي بالأموال المنهوبة محليا أدى إلى تكاثر أميبي المليشيا في مناطق لم تكن توجد فيها.

أيضا، أنوه إلى أن التعامل مع الخارج بناء على هاجس الخوف والارتعاد من العقوبات أو مجرد التلويح بها، يعني أنك ستنفذ لهم كل ما يريدونه وفي النهاية سيركلونك بعد تحطيم بلدك واستباحتها وضربها بالفوضى، في هذه الحالة العقوبات أفضل.

البشير كان معاقبا من الخارج، ولكنه كان يستطيع أن يمشي في مدن السودان على قدمية ويحضر العزاء وينزل يحفر القبر ويجي طالع معتمدا على كتف مواطن لا يعرفه أساسا.

كان مطلوبا من (الجنائية الأوربية) ولكنه يستطيع أن يغمس رغيف الخبز الحاف مطمئنا في طعام أي مواطن سوداني ويغسل يده بالابريق ويذهب.

لكن إن أطعت الخارج بما يضر شعبك ويستبيحه .

.

لن تأمن ما يحدث لك.

يوجد خلل في التعامل مع الخارج، وفي الملف الأمريكي بالذات، وقد كتبنا ذلك وشرحنا كثيرا.

ولكن لا يوجد خلل في الجيش من نفسه ومن جنده.

الخلل في القرار السياسي والتنفيذي وليس القوة المقاتلة على الأرض.

مكي المغربي                                      

السودان      |      المصدر: النيلين    (منذ: 4 أشهر | 3 قراءة)
.