تخلي الجيش عن المواطنين بالصورة دي ممكن يكون أفدح خطأ في تاريخ القوات المسلحة

في معارك بيخسرها الجيش بعد ما المرابطين في الميدان يستنفذوا كل الممكن، زي معركة نيالا، وفي معارك زي دي ما بتقدر تلوم القيادة الميدانية بأي شكل لأنهم حاربوا لحدي آخر طلقة وما كان ممكن يواصلوا القتال بأي شكل، ممكن تلقي باللوم على القيادة العامة وهيئة الأركان لسوء إدارة الحرب بس ما بتقدر تلوم القيادة الميدانية.

وفي معارك تانية بيخسرها الجيش بدون تفسير منطقي، بل بدون تفسير أساساً، وآخر معركتين خسرها الجيش بالطريقة دي كانت جبل أولياء ومدني.

أمس الظهر اتواصلت مع واحد من مصادري -من أثق فيهم- كان موجود في الخطوط الأمامية (الدفاعات الشرقية لكبري حنتوب) أكد لي سقوط حامية اللواء القريبة من الكبري وأنه تم الهجوم على الكبري لكن صدوا الهجوم والاوضاع بدت تهدأ، وهو أتعرض لإصابة وتم نقله لداخل المدينة، لكن أكد لي وجود ٣ خطوط دفاع للكبري غير الإنتشار داخل المدينة.

بعدها بساعات قليلة جات أخبار سقوط مدني، اتواصلت مع نفس الزول وأكد لي أنهم في الطريق لسنار وكل الجيش منسحب من الجزيرة بس بدون تفاصيل.

بحاول من أمس اعرف تفاصيل عن الحصل، مافي زول عندو معلومة مؤكدة عن الحصل في شرق الكبري، هل كان في معارك بعد آخر موجة هجوم وحجمها، لكن المؤكد أنه الجيش انسحب وما كان في اي مقاومة عسكرية تذكر من بعد دفاعات شرق الكبري، وكل الاشتباكات الحصلت كانت من مجموعات وأفراد رفضوا أوامر الإنسحاب.

الفرقة الأولى مشاة ما فشلت لأنه الفشل بيتطلب المحاولة، الفرقة الأولى مشاة اتخلت عن المواطنين، نفس المواطنين الطلعوا احتفلوا معاهم وجددوا إيمانهم بيهم، اتخلت الفرقة الأولى مشاة عن الناس ديل بدون أي سبب عسكري، الإسناد والامداد والعتاد كان متوفر وحتى الخسائر في الأيام الفاتت -بحسب علمي- كانت أقل بكثير جداً من أنها تبرر الإنسحاب ناهيك عن المبررات الاخلاقية للاستماتة في المحاولة في معركة زي دي.

تخلي الجيش عن المواطنين بالصورة دي ممكن يكون أفدح خطأ في تاريخ القوات المسلحة، فحتى في الخرطوم بتقدر تلقى مبررات للفشل في حماية المواطن، لكن في مدني وكل عموم ولاية الجزيرة ما كان في أي سبب، بل تخلي -بكل ما تحمل الكلمة- عن المواطنين الوقفوا جنبك.

بالنسبة لبيان القوات المسلحة الأخير حول إجراء تحقيق في سبب الإنسحاب فما عندي تعليق.

نصر الله قوات شعبنا المسلحة وثبت أقدامهم وسدد رميهم.

احمد الخليفة                                      

السودان      |      المصدر: النيلين    (منذ: 4 أشهر | 2 قراءة)
.