سياسيون: «30 يونيو» أنهت مشروع «الإخوان» الوهمي وقضت على دورهم السياسي نهائيا

سطَّرت ثورة 30 يونيو شهادة وفاة جماعة الإخوان الإرهابية، وأنهت مشروع الـ«80 سنة سياسة» بإرادة شعبية، إذ خرج الشعب للتعبير عن رفضه اختطاف هويته وأخونة الدولة، خاصة بعد أن سيطرت الجماعة على كافة مقاليد الحكم، ما دفع المصريين للمطالبة بتصحيح مسار الدولة واستردادها، وكانت الثورة بمثابة طوق النجاة لانتشال مصر من الضياع، بعد أن عمدت الجماعة إلى تفكيك مفاصلها وتهديد أمنها القومى.

واعتبر خبراء وسياسيون أن وصول جماعة الإخوان الإرهابية إلى الحكم قد وضع المسمار الأخير فى نعشها، إذ عمدت الجماعة لبث الفتنة والتفرقة بين المصريين، وحاولت تفتيت الوحدة الوطنية، وفرض أفكارها المتطرفة على الشعب بالقوة، فخرج الجميع لاستعادة الوطن رافضين بلطحة الإخوان، فاستطاعت الثورة بفضل أبنائها الخروج بمصر من النفق المظلم الذى دخلت إليه فى عهد التنظيم الإرهابى.

«بدر الدين»: الإخوان لو استمروا فى حكم مصر كانت الدولة ستفقد هويتها ويرى الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن ثورة 30 يونيو أحدثت تغييرات كبيرة ومحورية فى النظام السياسى المصرى، سواء فى السياسة الخارجية أو الاقتصاد أو هوية الدولة، وهى نقطة مهمة للغاية، فعلى المستوى الداخلى أنهت الثورة فكرة سيطرة الجماعة الواحدة «الإخوان» على مقدّرات الوطن لصالحها، وأصبحت السياسة توجَّه لمصلحة الشعب ككل، أما السياسة الخارجية، وهى بُعد مهم فى التغيرات والسياسات التى أحدثتها ثورة 30 يونيو، فبدأت مصر تتبع سياسة خارجية تتسم بالتوزان والمرونة والاستقلالية، وحوّلت الوطن من سيطرة القلة التى تعمل على تحقيق أهدافها إلى العمل على المصلحة العامة للوطن والشعب كافة، وأنهت مشروعهم الوهمى.

وأضاف «بدر الدين» أن جماعة الإخوان لو كانت استمرت فى حكم مصر، كانت الدولة ستفقد الهوية المصرية، وتنتشر الفوضى والجرائم، ما يؤدى إلى أن تكون حدود الوطن فى خطر، مؤكداً أن «30 يونيو» قبرت جماعة الإخوان الإرهابية وكتبت السطر الأخير فى تاريخها، فعلى مدار الـ80 سنة كانت الجماعة تأخد نمط المعارضة لكافة الأنظمة، وكان ذلك يُكسبهم نوعاً من التعاطف، وكانت دائما تلجأ للعنف، وخلال حكم الجماعة سيطرت على البرلمان والرئاسة ومؤسسات الدولة ككل، ولأول مرة يتغير وضع الإخوان من موقف التعاطف بعد أن أصبحوا فى موقف قوة كشفهم أمام الناس وظهر الوجه الحقيقى لهم.

«سلامة»: خلعت قناع المظلومية الذى ادعته الجماعة فى مواجهة الأنظمة السابقة ومن جانبه قال الخبير السياسى جمال سلامة، عميد كلية السياسة والاقتصاد بجامعة السويس، إن ثورة 30 يونيو أنهت تاريخ جماعة الإخوان بعد أن أصبح الإخوان فى مواجهة الشعب، وخلعت قناع المظلومية التى ادعتها مع النظم الحاكمة السابقة، إذ كانت تدّعى أن الحكومات السابقة هى التى تعاديها، بداية من حكومات ما قبل 1952 ثم حكومات عبدالناصر والسادات وحتى مبارك، وسرعان ما انكشف الوجه الحقيقى لهم بوصولهم إلى الحكم، فخلال سنة واحدة من حكمها حاولت الجماعة السيطرة على وعى الشعب المصرى، ولكنها وجدت نفسها فى مواجهة مع الشعب ومؤسسات الدولة كافة، وبالتالى لفظها الشعب، وكانت النتيجة خروج جموع الشعب المصرى فى 30 يونيو.

وأضاف «سلامة» أن الجماعة روّجت لمشروعها الوهمى، وسعت لتنفيذ المخططات الخارجية، واستعادة عهد الخلافة، وحاولت استعادة منطلقات الفكر القديم، وعادت مؤسسات الدولة كافة، وعمدت إلى تحطيم التراث الفكرى الإنسانى الذى قامت عليه الدولة المصرية وشكل هويتها، وهو ما أدركه الشعب المصرى سريعاً وخرج عليه، فكانت الجماعة ضد أى مشروع نهضوى تنموى، وفكر السمع والطاعة، حيث كانت تدير أعضاء الجماعة كأدوات، ساهم أيضاً فى صنع نهاية الإخوان فى مصر.

وأكد أن الجماعة الإرهابية لم يكن لديها ما تقدمه، فظلت على مدار تاريخها تخطط كيف تصل للحكم دون أن تخطط كيف تحكم، فإدارة دولة بحجم مصر ليست كإدارة تنظيم تربى على السمع والطاعة، مؤكداً أن الجماعة فشلت حتى فى إدارة هذا التنظيم وأتوا به على الأنقاض بعد 80 سنة من تأسيسيه.

وأوضح أن العام الذى تولت فيه جماعة الإخوان مقاليد الحكم فى مصر كان كاشفاً، تمخضت عنه استفاقة كشفت عن زيف هذه الجماعة التى دفنت نفسها وفضحت نواياها، فأصبحت فى عداء أبدى مع الشعب المصرى.

وقال «سلامة» إن 30 يونيو سطرت تاريخاً جديداً لمصر، لأنها كانت مرحلة فاصلة ما بين الفوضى وديكتاتورية الجماعة الظلامية التى لا تعبّر عن عموم الشعب وبداية الاستقرار والانطلاق نحو آفاق أوسع من العمل الوطنى الذى يجسد رغبات وآمال الشعب المصرى، ويتسق مع تطلعاته وقيمه وتاريخه العريق، واسطاعت الثورة إعادة الوطن إلى مساره الطبيعى وجنَّبته شرور الانقسام الداخلى وخرجت به من دوائر الإحباط إلى شواطئ الأمل.

وتابع: المشهد السياسى شهد طفرة كبيرة بعد الثورة، وجرى وقف المد الإخوانى، حيث كانت بعض الدول تدعم تيار الإسلام السياسى، كما دمرت مصر مشروعاً إسرائيلياً فى عام 2010 لما يسمى بصفقة القرن، وتغيرت بوصلة المشهد، كما نجحت «30 يونيو» فى إجهاض مخطط تدمير الجيوش، مشدداً على أن القوات المسلحة تحمى الأمن القومى المصرى وتحمى مقدَّرات ومكتسبات وحياة الشعب فى أكثر من مجال.

«سعيد»: أهم حدث سياسى فى تاريخ مصر المعاصر وأنقذت البلد من مصير أسود يقوده مكتب الإرشاد وسطوة المرشد العام ومن جانبه قال الدكتور عبدالمنعم سعيد، المفكر السياسى، إن «30 يونيو» أهم حدث فى تاريخ مصر المعاصر، إذ أنقذت مصر من مصير أسود، لأنها نقلتنا من نقطة كادت مصر تصل فيها لمصير إيران، إلى نقطة يمكن أن تصل مصر فيها إلى موقع كوريا الجنوبية، والفارق كبير جداً بين المستويين، فقد دخلت مصر منذ يناير 2011-2013 فى نفق يختلف تماماً عن مسيرتها خلال الـ200 عام الماضية، منذ بناء مصر الحديثة فى عهد محمد على التى كانت قائمة على فكرة التحديث، وما حدث فى ثورة يونيو 2013 هو خروج جماهيرى جبار رافض لممارسات الجماعة التى كانت ستأخذ مصر إلى طريق مسدود، والبداية كانت تهديدات الإخوان فى 21 يونيو، ووجودهم فى الشوارع مسلحين، فى استعداد لمجزرة، وكانت التهديدات علنية، ما استدعى صدور بيان القوات المسلحة يوم 23 يونيو، مؤكدة أنه لن يتم السماح بانزلاق مصر فى صراع دموى.

وأضاف المفكر السياسى أنه لولا 30 يونيو لكانت مصر محكومة بمكتب إرشاد ولها مرشد عام ورئيس جمهورية مجرد شكل تأتيه القرارات من مكتب الإرشاد، ولذلك فإن ثورة 30 يونيو هى نقطة تحول لأننا كنا قريبين جداً من الجحيم، مؤكداً أنه فى عام حكم الإخوان كنا نشعر أننا نسير فى طريق مسدود، والدولة تحملت الكثير من أعمال الإرهاب عقب الثورة، لكن تمكنت تدريجياً من الانتصار على الإرهاب ووقف التحريض، ومن وجهة نظره فإن «30 يونيو» هى نقطة تحول فى مسار الإسلام الراديكالى فى المنطقة بأكملها.

مصر      |      المصدر: الوطن نيوز    (منذ: 11 أشهر | 1 قراءة)
.