باحث: العنف «عقيدة الإخوان» منذ حسن البنا.. وفكرهم يتنافى مع الوطن لقيامه على السمع والطاعة

سامح فايز: لم يعد هناك مستقبل لـ«الإرهابية».

.

ومصر كانت ستتحول إلى ولاية لو استمر حكمها قال سامح فايز، الباحث فى شئون الإسلام السياسى، إن تنظيم الإخوان الإرهابى يتنافى مع فكرة الوطن شكلاً وموضوعاً، لأنهم يسعون طوال الوقت إلى تحقيق مصالحهم الشخصية ومصالح الجماعة، وإن كانت على حساب الوطن.

.

وإلى نص الحوار: ما أهم ملامح المشروع الوهمى للجماعة الإرهابية؟ - ادّعى تنظيم الإخوان كذباً أنه يحمل الخير لمصر، وأطلق على مشروعه للتحديث اسم «النهضة»، وثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنه مجرد مسمى أجوف لم يحمل من النهضة سوى الاسم فقط، لكن المشروع الحقيقى لـ«التنظيم» كان تحويل مصر إلى مجرد ولاية ضمن خريطة جديدة للشرق الأوسط، تحقّق الحلم المريض للمؤسس حسن البنا بأستاذية العالم.

مبادئ الإخوان التى تتنافى مع فكرة الوطن.

.

حدّثنا عنها.

- فكرة تنظيم الإخوان فى حد ذاتها تتنافى شكلاً وموضوعاً مع فكرة الوطن، فهى جماعة يبدأ العضو خطواته داخلها بالبيعة على السمع والطاعة، والولاء المطلق لها والبراء مما سواها، وهى مسألة تتعارض مع فكرة الوطن الذى نحمل الولاء والانتماء له، أضف إلى ذلك فكرة الأممية الدينية التى يروج لها تنظيم الإخوان، والتى تحول الأوطان إلى مجرد ولايات تابعة لدولة الخلافة المزعومة، مما يُسقط عن الأوطان فكرة السيادة للدولة، فلا حدود ولا أرض ولا وطن.

أدرك «التنظيم» مع سقوط «داعش» الإرهابى فى سيناء أن المواجهة المسلحة مع الدولة أصبحت بلا فائدة كيف يحاول الإخوان تمرير فكرة المصالحة من آن إلى آخر؟ - أدرك الإخوان بداية من عام 2017 مع سقوط تنظيم داعش فى سيناء، نتيجة الضربات القوية من الجيش المصرى، أن المواجهة المسلحة مع الدولة أصبحت خياراً لا فائدة منه، فى تلك اللحظة بدأت المساعى الخبيثة للضغط على مصر فى قبول مسألة المصالحة، وأخطرها كان الدعوات التى أطلقها القائم بأعمال المرشد السابق إبراهيم منير، وهى محاولات تسبّبت فى انشقاقات زلزلت تنظيم الإخوان حرفياً؛ بين رافض ومؤيد، زلزال ضرب «التنظيم» دون أن تدرك القيادات التاريخية للتنظيم أن الدولة المصرية لا تتصالح مع تنظيمات إرهابية، وللأسف محاولات تمرير فكرة المصالحة يسعى الإخوان للتكريس لها بشكل كبير من خلال استغلال الضغوط الاقتصادية التى يعيشها العالم أجمع، نتيجة الوباء والحرب، ولا يمر يوم تقريباً منذ عام 2020 وحتى الآن، دون لقاء أو حوار أو بيان لقادة الإخوان يضغط فيه «التنظيم» فى طريق إيهام الناس بأنه يسعى للصلح، وأنه مستعد لتقديم جميع التنازلات، ولا نعرف ما هى التنازلات الكافية حتى يستعيد الشعب المصرى دماء أبنائه، التى سالت على مدار سنوات برصاص اللجان النوعية التابعة للتنظيم، مثل «حسم - لواء الثورة».

كيف انهزم «التنظيم»؟ - الهزيمة الأكبر لـ«التنظيم» كانت فى خسارته الشارع المصرى بنزول الملايين إلى الميدان مطالبين برحيل الإخوان عن حكم مصر، ثم توالت الخسائر بعد فشل مخطط «الإرهابية» فى المواجهة المسلحة، التى استمرت منذ عام 2013 وحتى 2019، ولم تتوقف الخسائر عند ذلك الحد، بل خسر الإخوان التعاطف الدولى الذى حاولوا التكريس له بعد أحداث اعتصام رابعة الإرهابى، تلك الخسارة نتج عنها تقييد عمل الجماعة فى الكثير من الدول التى لجأت إليها عقب ثورة 30 يونيو 2013.

حدّثنا عن العنف فى عقيدة الإخوان.

- تنظيم الإخوان تأسس منذ اللحظة الأولى على عقيدة العنف، ولا تخلو كتبهم من التقدير والاحتفاء بقيادات النظام الخاص، الجناح المسلح للجماعة، الذى تأسس فى حياة حسن البنا نفسه، وحاول «التنظيم» ربط فكرة العنف لديه بعقيدة الإسلام والادعاء كذباً أنهم مجاهدون فى سبيل الله، وهم أبعد ما يكونون عن الجهاد، إلى جانب أن الدول الحديثة تعرف الجيوش وليس الميليشيات المأجورة أو المرتزقة، فالقتال بين صفوف الجيش دفاعاً عن الأرض والعرض والأوطان يسمى جهاداً، أما غير ذلك فهو ارتزاق وخيانة للوطن والأهل.

كيف ترى مستقبل الجماعة؟ - لم يعد هناك أدنى مستقبل لـ«التنظيم» داخل مصر حتى قبل أى تفاهمات سياسية مع أى دولة دعمت سابقاً تنظيم الإخوان أو حتى تلك الدول التى ما زالت تدعمه علانية أو فى السر، لكن إخوان الغرب أو من أطلق عليهم الإخوان المسلمون الجدد فى الغرب هم من يجب أن ننتبه إليهم وإلى تحركاتهم المسمومة لوضع قدم لهم داخل مصر من جديد.

الوصول للحكم على حساب دماء الأبرياء انقلب الإخوان على الجميع فى اللحظة التى تلاعب فيها «التنظيم» بجموع الشارع المصرى، أو ظنوا أنهم يستطيعون ذلك فى يناير 2011، فقط سعى «التنظيم» إلى مصلحة الجماعة، وإلى شق طريقه للسلطة على حساب دماء الناس فى الميادين، ثم استمرت تباعاً بخذلان الشارع المصرى فى الاستحقاقات الانتخابية المتتالية والوقوف ضدهم فى التغيير، ثم المجاهرة بالعنف وقتل الأبرياء من خلال الخلايا المسلحة.

مصر      |      المصدر: الوطن نيوز    (منذ: 11 أشهر | 1 قراءة)
.