كتاب جديد يوثق مسار ثريا جبران .. مبدعة تبصر العالم من "عين المسرح"

أمام قاعة ممتلئة، جلوسا وقياما، قُدِّم كتاب جديد يكرّم مسار المسرحية وزيرة الثقافة سابقا ثريا جبران، يضم أزيد من 115 شهادة ودراسة مغربية وعربية.

الكتاب الذي نسق مواده حسن النفالي وعبد الجبران الخمران، وقدمه محمد بهجاجي وحسن نجمي، صدر عن وزارة الشباب والثقافة والتواصل، وقال الوزير محمد المهدي بنسعيد في تقديمه خلال فعاليات المعرض الدولي للكتاب بالرباط إن الفقيدة “فنانة مناضلة ووزيرة”، قامت بـ”الدور الإنساني والاجتماعي الذي ينبغي”، و”تركت أخلاقا وصداقة في الوزارة مع الأطر، تجعل ولايتها مرت في حالة إنسانية شبه عائلية”، كما تركت “إرثا” يراكم عليه وعلى نهجه الوزراء المتعاقبون.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} المسرحي حسن النفالي قال إن هذا العمل قد صدر عن منشورات وزارة الثقافة اعتبارا لمكانة ثريا جبران داخل الوطن، بمساهمات تعدت المائة من سياسيين وشعراء ومسرحيين وكُتّاب وأصدقاء، تكريما لسيّدة “كانت تؤمن بالمغرب وطنا شامخا، والوطن العربي أفقا للحلم، والعالم وطنا واسعا للعيش المشترك”.

المسرحي عبد الجبران الخمران وصف بدوره العمل بكونه “لقاء كبيرا” مع الفقيدة “من خلال عيون أصدقائها ومحبيها”، ضاما “مواقف إنسانية كثيرة في الكتاب منذ طفولتها”، ومقرّبا من مسار وعطاء جبران التي “ترى العالم من عين المسرح”.

الشاعر حسن نجمي تذكّر من جهته “فنانة مغربية كبيرة، منفتحة على الجميع ومحبة للجميع، لم نرها إلا مفتوحة الذراعين تحتضن الجميع، وتعتبر نفسها مسؤولة أخلاقيا واجتماعيا عن كثير من إخوتها وأصدقائها وزملائها”.

وقال: “هذا الكتاب ثمرة عمل جماعي، والجهد الأكبر لحسن النفالي وعبد الجبار الخمران، في ملاحقة من استكتبوا ليدلوا بشهاداتهم ومقالاتهم وكتاباتهم، مستحضرين حضورها المتعددة فوق الخشبات والساحات العامة والمجال العمومي”، متذكرين “أختا صديقة عزيزة وممثلة كبيرة قديرة، وواحدة من الفاعلين في الحقل الحقوقي، فهي ممن أسسوا المنظمة المغربية لحقوق الإنسان، وممن تحملوا مسؤولية مجلسها الوطني، قبل أن يناديها الواجب على رأس وزارة الثقافة”.

وبعد الوقوف على لحظات قرح، ولحظات تضحية وتكليف ملكيّ، تابع نجمي: “في وزارة الثقافة، كانت ملهمة لزملائها وزميلاتها، قادرة على التعلم كل اليوم، وعلى التفاعل باستمرار، ودعم كل المبادرات، واحتضان الجميع؛ ففتحت باب الوزارة لكل الفنانات والفنانين (…) كانت إنسانا ناعما مرهفا، عظيمة في أخلاقها”.

الناقد محمد بهجاجي حمّل الكتاب مقصد “تخليد ذكرى الراحلة” بمتن متعدد متنوع “أعطى قوة وفرادة للكتاب”، الذي يتناول مسار ثريا جبران التي “عاشت حياة كبيرة، وكانت تقبل على الحياة بحب وزهد، وكانت تحب النكتة والمشاريع والوطن، والمستقبل، وكانت لازمتها: [الله يخرّج سربيسنا على خير]، وكذلك كان، بفعل الإجماع اليوم على اسمها.

” ومن الحي الذي جمعهما طفلين، إلى وزارة الثقافة التي كانت تجعلها تنتقل إلى ورش تشييد المكتبة الوطنية على الساعة الرابعة والخامسة صباحا، وتقديم ورود “اليوم العالمي للمرأة” بيدها، رسم بهجاجي صورة “سيدة إنسانة”، قال إن أصدقاءها لم يتغلبوا بعد على آثار فقدانها.

زوج الفقيدة ثريا جبران عبد الواحد عُزري قال من جهته إنه لا يستطيع الحديث عنها علنا، شاكرا مبادرة الكتاب وحضور تقديمه.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 11 أشهر | 2 قراءة)
.