العلوم الإنسانية تواجه "الكراهية والتدمير"

بشراكة مع جامعة السوربون، وكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط، نظمت “الجمعية المغربية للأخصائيين النفسانيين الإكلينيكيين”، الخميس، لقاء دراسيا تحت عنوان “حوار العلوم الإنسانية حول الكراهية والتدمير”.

الرسالي حسين، أخصائي نفسي إكلينيكي نائب رئيسة الجمعية المغربية للأخصائيين النفسانيين الإكلينيكيين، قال إن “هذا اللقاء الذي يجمع ما بين المهنيين النفسانيين والأساتذة الباحثين يهدف إلى انفتاح الأخصائي النفسي المهني على البحث العلمي الوطني والأجنبي، في إطار الحوار الدائر حول خطاب العنف والكراهية”.

وأورد المتحدث ذاته أن “تنامي خطاب العنف والكراهية يستوجب الاطلاع على المستجدات التي جاءت بها العلوم الإنسانية، على غرار التحليل النفسي والسوسيولوجيا والفلسفة، للبحث عن أدوات منهجية وتحليلية لفهم هذا الخطاب وبنياته النفسية والثقافية والاجتماعية”.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} وأكد الرسالي على دور الأخصائيين النفسانيين، والباحثين في العلوم الإنسانية بصفة عامة، في “رصد الخطابات المتطرفة والعوامل المتداخلة في صنعها، وكذا عوامل الهشاشة النفسية التي تؤدي بدورها إلى تحويل خطاب الكراهية والتطرف إلى شتى أنواع الفعل العنيف، التي تصيب استقرار وأمن وسلامة الأفراد والجماعات”.

جمال الدين الهاني، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط، قال إن “العلوم الإنسانية مجبرة على التعاطي مع هذه المواضيع وإيجاد تفسير لخطاب التطرف الذي عانت منه عدد من الدول، على غرار سوريا ودول الساحل، ويستهدف أساسا الفئات الهشة في المجتمعات”.

وأضاف المتحدث ذاته أن “مسألة إعادة إدماج الأشخاص الذين تعودوا على مشاهد الدمار والعنف تطرح عدة مشاكل نفسية فردية، إضافة إلى مشاكل اجتماعية واقتصادية، يجب على العلوم الإنسانية هي الأخرى التعاطي معها”.

من جهتها قدمت حورية عبد الواحد، أستاذة علم النفس بجامعة السوربون بفرنسا، عرضا لأبرز مضامين كتاب لها تحت عنوان: “في مواجهة التدمير، التحليل النفسي في زمن الحرب”، وثقت من خلاله سلسلة جلسات ومقابلات أجرتها مع ناجين من الحرب في سوريا، وشهود على الأحداث المأساوية التي عرفتها إبان انتشار الفكر المتطرف إثر سيطرة تنظيم “داعش” وتنظيمات إرهابية أخرى على جزء من الأراضي السورية.

كما تناولت الكاتبة عينها قضية الأطفال الذين كانوا شهودا على هذه الحرب (أشبال داعش)، إضافة إلى تسليطها الضوء على الوضعية النفسية للنساء اللواتي تعرضن للاغتصاب خلال هذه الأحداث، مؤكدة أن “المسألة تتجاوز اغتصاب الجسد لتشمل اغتصاب الروح أيضا”.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 10 أشهر | 2 قراءة)
.