متخصصون يستعرضون التاريخ المشترك بين المكون اليهودي والهوية المغربية

بزيجات عبرية شعبية، غنتها سوزان هاروش، الفنانة المغربية الإسرائيلية، انطلقت ندوة “المكون اليهودي في الهوية المغربية”، بتنظيم من مجلس الجالية المغربية بالخارج، الخميس، ضمن فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط.

ثقافة قديمة نقاش “التلاقح” و”التشابك الثقافي” الذي يجمع اليهود المغاربة مع المجتمع المحلي رصدته زهور رحيحل، المتخصصة في التراث اليهودي المغربي، إذ قالت إن “المكون العبري اليهودي هو كسائر مكونات المجتمع المغربي، الذي يتميز بروافد متنوعة، أهمها اليهودي الذي يمتد لقرون قديمة”.

وأضافت رحيحل، في معرض مداخلتها، أن “التلاقح اليهودي في المغرب بدأ أساسا عند الأمازيغ المغاربة، الذين انسجموا مع هذه الثقافة الغنية، وشكلوا معها علاقات اقتصادية ومجتمعية”.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} وأوردت المتخصصة في التراث اليهودي المغربي أن “المملكة المغربية لها إرث عبري غني للغاية، أنتجته أساسا الحضارة الإسلامية والأمازيغية، الأمر الذي جعل العلاقة بين اليهود والمسلمين والأمازيغ بالمغرب في توافق تام، وتعايش قل نظيره بربوع العالم العربي الإسلامي”.

“في الوقت الحالي المجتمع المغربي أصبح يناقش باستفاضة عمقه اليهودي، ويطرح تساؤلات إيجابية عن تاريخ الثقافة اليهودية”، تتابع المتحدثة عينها، قبل أن تستدرك بأن “اليهودية المغربية لها خصوصية عن نظيراتها العالمية، وتتفرد بمعطيات ثقافية ومجتمعية شكلت نموذجا ثقافيا ذا خصوصية هامة”.

وواصلت رحيحيل النبش في الهوية اليهودية المغربية، مستدلة بمقولة الراحل الحسن الثاني: “حينما يهاجر مواطن يهودي مغربي نخسر مواطنا لكننا نربح سفيرا”، موردة أن “اليهود المغاربة بالخارج حريصون على تمثيل بلدهم الأصلي المغرب، وتشريفه في كل التظاهرات، والافتخار بشكل متواصل بهويتهم المغربية”.

وشددت المتدخلة التي ترأس المتحف اليهودي بالدار البيضاء على أن “اليهود المغاربة الذين فضلوا البقاء في المغرب ساهموا في تنمية بلدهم بحب، مع الإبقاء على هويتهم اليهودية، وممارسة شعائرهم الدينية بكل حرية وطلاقة”، مؤكدة في الوقت عينه أن “المغرب يشكل استثناء في المنطقة العربية بالنسبة لممارسة الشعائر الدينية اليهودية”.

المطبخ المغربي اليهودي المطبخ المغربي اليهودي كان له نصيب من اللقاء، إذ أبرز صلاح شاقور، الكاتب والمختص في المطبخ المغربي، أن “الغذاء المغربي الأصيل له جذور عميقة في الثقافة اليهودية والأمازيغية”.

وأضاف شاقور أن “المطبخ المغربي انطلق أساسا من الهوية الأمازيغية، لينتقل بعدها إلى اليهودية، الأمر الذي نتج عنه مستقبلا تنوع كبير، فهو مطبخ سافر وارتحل في شتى بقاع العالم، وبقي في الأخير وفيا للعمق الأمازيغي اليهودي”.

وتابع المتحدث عينه، الذي خبر أسرار المائدة المغربية، بأن “الجالية المغربية اليهودية حافظت بشكل كبير على ثقافة أكل بلدها الأصلي، وجعلته السفير الدبلوماسي الذي عزز من صورة المغرب أمام يهود العالم”.

هوية لا يجب فصلها سوزان هاروش، الفنانة المغربية اليهودية، بينت أن “الهوية المغربية لا يجب فصلها بالأساس عن الهوية اليهودية، بحكم أنهما معا يعيشان في انسجام”.

وأضافت هاروش خلال مداخلتها أن “المغاربة يتبنون عادات يهودية، تجسيدا لحبهم وفخرهم بهذا المكون”، مستدلة بذلك بعادة “ميمونة”، التي هي بحسبها “نموذج حقيقي على التعايش الذي يجمع المغاربة اليهود والمسلمين”.

وتابعت المتحدثة في إبرازها نماذج التعايش والتلاقح في الهويتين المغربية واليهودية بأن “الثقافة اليهودية المغربية تتميز بخصائص متميزة، من بينها طرق ذبح الأغنام التي تخضع لقواعد خاصة لا يمكن تجاوزها، وهي نتاج توارث مغربي يهودي قديم”.

وشددت الفنانة المغربية الإسرائيلية على أن “الكسكس المغربي الذي يجمع المغاربة يوم الجمعة تماثله وجبة السخينة اليهودية، التي هي تجسيد لوجود تناغم فكري ومجتمعي ثقافي بليغ بين المغاربة واليهود”.

وفي السياق عينه أجمع المتدخلون على “أهمية تعزيز النقاش الفكري والثقافي حول الهوية المغربية اليهودية، ومواصلة سياسة الصيانة التي يرعاها العاهل المغربي، محمد السادس، باعتباره الضامن الأول لاستمرارية هذا التلاقح والتعاون”.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 11 أشهر | 2 قراءة)
.