إيداع المتهم باغتصاب "طفلة سيدي سليمان" السجن.. وأمه تطالب بالخبرة

في آخر مستجدات قضية اغتصاب الطفلة ذات السنوات الثلاث بمدينة سيدي سليمان جرى اليوم الخميس عرض المتهم الشاب على أنظار الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالقنيطرة، الذي قرر إحالته على قاضي التحقيق بعد الاستماع إلى الضحية وأسرتها.

وباشر قاضي التحقيق مسطرة استنطاق المتهم والاستماع إلى الضحية، ليقرر متابعة المعني بـ”جريمة هتك عرض قاصر مع استعمال العنف”، استنادا إلى مقتضيات الفصل 485 من القانون الجنائي.

كما قرر قاضي التحقيق إيداع المتهم سجن الرماني في إطار الاعتقال الاحتياطي، وحدد الرابع من يوليوز المقبل موعدا لعقد جلسة لتعميق البحث في القضية التي هزت الرأي العام المحلي والوطني.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} في السياق ذاته، دافعت أم المتهم بالاغتصاب عن براءة ابنها من التهم الموجهة إليه، مقرة بأن الطفلة الصغيرة كانت تأتي إلى منزل أسرتها، ونافية أن تكون أي علاقة عداوة تربط بين الأسرتين.

وطالبت أم المتهم بإجراء الخبرة الطبية لإثبات التهم الموجهة إلى ابنها، معتبرة أنه إذا كان مذنبا فستؤيد معاقبته طبقا للقانون، ومشددة على براءته بشهادة الجيران، الذين قالت إنهم سيدلون بشهادتهم أمام المحكمة في الموضوع.

من جهتها، جددت أم الضحية المطالبة بأخذ حق ابنتها الصغيرة، مبرزة أنها تعاني من مشاكل سترافقها طيلة السنوات القادمة، إذ أكد لها الأطباء أن العملية التي يجب أن تجرى لها لا يمكن أن تتم إلا إذا بلغت سن الـ18.

يشار إلى أم الطفلة الصغيرة، المتحدرة من مدينة سيدي سليمان، كانت قد أعلنت عبر هسبريس أن ابنتها تعرضت للاغتصاب من طرف “ابن الجيران الذي عبث بها من دون رحمة ولا شفقة”، مؤكدة أن الواقعة تعود إلى شهر فبراير الماضي.

وحكت الأم المكلومة، وهي تغالب دموعها أمام مستشفى السويسي بالرباط، قائلة: “فوجئت بشكوى طفلتي من ألم شديد في جهازها التناسلي، حتى إنها أصبحت لا تطيق ارتداء الحفاظات من شدة الألم”، وأضافت: “قلنا ربما وقع لها تعفن أو شيء من هذا القبيل، فعرضتها على قسم المستعجلات، حيث صدموا من هول ما رأوا، ودعوني إلى التوجه إلى طبيب اختصاصي في الأطفال”.

وتوجهت الأم إلى طبيب في مدينة القنيطرة، اكتشف الأمر وصدمها بالحقيقة المؤلمة، وعن ذلك قالت: “سألني من معكم في المنزل، وقال: ‘البنت شي واحد قايسها’، فدارت بي الدنيا وأغشي علي من هول الصدمة”.

وأضافت المتحدثة باكية: “قال لي سأبلغ الأمن بالقضية، وإلا بلغي أنت، فرجوته وتوسلت إليه ألا يفعل حتى نخبر أباها، كي لا يصدم ويحدث له مكروه”، وأكدت أنها استشارت أم زوجها التي حثتها على الهدوء أملا في علاج الطفلة، و”طي القضية بدون فضائح” حسب تقديرها.

غير أن حالة الطفلة زادت سوءا، قبل أن تضطر الأم لعرضها مرة أخرى على طبيب آخر في المدينة، اكتشف أن الطفلة “تعرضت للاغتصاب مرات متكررة من طرف شخص بالغ”، وأكد لها أنه سيبلغ الشرطة بالموضوع، وذلك ما حصل؛ قبل أن تنادي على والدي زوجها للحضور، لتبدأ صفحة جديدة من المعاناة.

وأكدت أم الضحية أن الطفلة “صرحت لرجال الأمن بأن الشخص المتهم باغتصابها هو ابن الجيران الذي كان يمارس عليها نزواته مرات متكررة”، معبرة عن استغرابها إطلاق سراحه وعدم متابعته.

وطالبت الأم المكلومة بمحاسبة مغتصب ابنتها وأخذ حقها منه، مشددة على أن طفلتها الصغيرة باتت تعاني مجموعة من الاضطرابات بسبب ما تعرضت له من استغلال وحشي، إذ لم يثر جسمها الصغير أي ذرة شفقة لدى الجاني.

في غضون ذلك، دعا حسن المرابط، رئيس رابطة الأمل للطفولة المغربية التي تتبنى الملف وتواكب الضحية وأمها، السلطات القضائية إلى الحزم في التعاطي مع الظاهرة والقضايا من هذا النوع، معتبرا أن قصة طفلة سيدي سليمان “مؤلمة وقاسية وتسائل الجميع”.

وأكد المرابط أن الجمعية تتوفر على “صورة واضحة بالأدلة الدامغة على أن الطفلة ضحية اغتصاب بشع يستوجب العقاب”، داعيا المجتمع المدني ووسائل الإعلام إلى تكثيف الجهود من أجل محاصرة الظاهرة المخيفة في المجتمع.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 10 أشهر | 2 قراءة)
.