جثث وجرحى تحت الركام وصراخ وبكاء في انهيار مبنى شركة بالدار البيضاء

بكاء وحزن وإغماءات؛ نساء لم يتمالكن أنفسهن وهن يتابعن عناصر الوقاية المدنية تحاول انتشال أقاربهن من تحت ركام شركة متخصصة في النسيج.

بالحي الصناعي لتيط مليل، عاصمة إقليم مديونة، استفاقت الساكنة على وقع انهيار جزئي لبناية شركة متخصصة في النسيج.

انهيار استنفر مختلف السلطات وعجل بتنقل عامل الإقليم، سالم الشكاف، إلى عين المكان.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} لحظة الانهيار من نواحي أزيلال والمحمدية قدم عمال البناء، غايتهم الحصول على مورد رزق وإعالة أسرهم، لكن القدر كان له رأي آخر واختار أن يخطف أرواحهم تحت الورش الذي يشتغلون فيه.

كانت الساعة تشير إلى الواحدة ليلا، وبينما العمال داخل هذا الورش التابع لشركة في النسيج تدعى “ناصرتيكس” خلدوا إلى النوم، فإذا بجزء منها يبدأ في الانهيار.

شاهد عيان يعمل بإحدى الشركات المجاورة لهذه البناية المنهارة قال: “بينما كان الكل نائما، فإذا بدوي انهيار يوقظنا.

لم نستوعب ما كان يحدث ويجري حينها، اعتقدت أنه زلزال”.

وتابع الشاهد العامل حديثه لهسبريس قائلا: “غبار كثيف كان يحجب الرؤية عنا، وبعد مرور عشر دقائق أو أكثر تبين لي أن الأمر يتعلق بانهيار البناية المجاورة التابعة لشركة النسيج”.

وبحسب هذا الشاهد، فإن بعض العاملين في ورش البناء نجوا بأعجوبة، حيث سقطوا من الطابق العلوي، فيما بقي آخرون تحت الأنقاض وفارقوا الحياة.

عم الصراخ وتحركت الهواتف، لتنتقل عناصر السلطة المحلية إلى عين المكان، وكذلك مختلف المصالح الأمنية وعناصر الوقاية المدنية، في حدود الساعة الثانية من صباح اليوم الخميس.

مشاهد مؤلمة منذ الصباح الباكر، توافدت جموع النساء والرجال إلى مكان الورش، وتعالى البكاء والصراخ ألما وحزنا على فقدان أقاربهم تحت الركام.

نساء يصرخن طلبا لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة على أقاربهم الذين تم انتشال جثثهم، وأطفال يبكون لفقدان معيليهم في ظروف لم تخطر لهم على بال.

أحد الأقارب، حل صباحا بعد تلقيه الخبر من أزيلال، أكد أن “الضحايا يتحدرون من جماعة واولا القروية، وقد توفوا قبل انتشالهم من تحت الأنقاض”.

وبحسب الرجل ذاته، فإن الخبر نزل كالصاعقة على الأسر والجيران، قائلا: “لم نصدق الخبر في الوهلة الأولى، لكن لا يسعني سوى القول الله يرحمهم، ونتمنى إخراج البقية”.

أما شقيق أحد الضحايا، فلم يهدأ له بال، إذ ظل طوال الوقت منذ حلوله بمكان الورش يذرف الدموع حزنا على فقدان شقيقه علي.

بحسب المعطيات المتوفرة لدى هسبريس، فإن عدد الأشخاص العاملين في ورش البناء بالشركة يصل إلى 13 شخصا، غالبيتهم يتحدرون من نواحي أزيلال.

ووفق المعطيات ذاتها، التي حصلت عليها هسبريس من مصادر متفرقة، تتراوح أعمار المتوفين بين العقد الثالث والعقد الخامس، إذ يبلغ أحدهم 57 سنة، فيما الثاني ويدعى مصطفى عمره 45 سنة، وعمر الثالث حوالي 40 سنة.

وفي حدود الواحدة ظهرا، تم انتشال جثة شخص، بينما ما يزال آخر تحت الركام، والاثنان يبلغان من العمر 30 و34 سنة.

علامات الانهيار بحسب مجموعة من العاملين في البناء الذين كانوا بمحاذاة هذه البناية التي انهارت، فإن الانهيار يرجع بالأساس إلى غياب المراقبة، ناهيك على عدم تجديد الأعمدة الحديدية.

وأكد مهنيون في قطاع التعمير أن عملية البناء وتشييد طابقين علويين تمت فوق بناية قديمة دون تجديد أعمدتها، وهو ما كان ينذر منذ البداية بانهيارها.

وينتظر أن يضع التحقيق الذي تم فتحه من طرف الجهات المختصة مختلف المتدخلين في موقع المساءلة، بدءا من المسؤولين عن تسليم الرخص إلى المسؤولين عن إجراء الخبرة على البناية، وغيرهم.

وأعلنت عمالة مديونة أن السلطات المختصة فتحت بحثا تحت إشراف النيابة العامة، للوقوف على الأسباب الكامنة وراء هذا الحادث.

وما تزال عملية انتشال جثة أخرى من تحت الأنقاض متواصلة، بينما يعم صراخ وبكاء الأسر والأقارب المكان حزنا على فقدان ذويهم.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 10 أشهر | 1 قراءة)
.