البرتغال تتيح جولة مبهرة على ساحل المحيط الأطلسي

تعتبر البرتغال من أشهر الوجهات السياحية لعشاق التجول لمسافات طويلة على شاطئ المحيط الأطلسي، إلا أنه يتضح للسياح بعد انقضاء اليوم الأول من الجولة أن مسار التجول على ساحل الأطلسي في منطقة “ألينتيخو” البرتغالية ليس مناسبا لعشاق الشواطئ.

وترجع أسباب ذلك إلى أن السياح يرغبون في الاستمتاع بركوب الأمواج أو الاستلقاء تحت أشعة الشمس الذهبية على الشاطئ الرملي بدلا من حمل حقيبة الظهر والانطلاق في جولة التجول لمسافات طويلة، وكثيرا ما تظهر مثل هذه الرغبات على الشاطئ الرملي الطويل “ساو توربس” الواقع جنوب مدينة “سينس” الساحلية.

وفي بداية الجولة إلى “بورتو كوفو” يمر السياح على الكثير من الخلجان المنعزلة والشواطئ، التي تظهر في الكتيبات السياحية، مثل “برايا مورجافيل” و”برايا بورينيو” و”ساموكيرا”، ويكاد يكون من المستحيل المرور على هذه الشواطئ، ولكن ليس هناك بديل، حيث لا توجد إمكانيات للمبيت بين قرى الصيادين القليلة، التي يتم بها تمييز المراحل اليومية من الجولة.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} وأوضح لوكاس باولون أنه يتعين على عشاق ركوب الأمواج أيضا تجنب مسار التجول لمسافات طويلة “تريله دوس بيسكادوريس” قدر الإمكان، لأنه انطلق على هذا المسار منذ أسبوعين برفقة صديق بواسطة سيارة كارافان على طول ساحل المحيط الأطلسي في المنطقة الواقعة بين “بورتو كوفو” ومنطق الرأس “ساو فيسنتي” في الطرف الجنوبي الغربي للبرتغال.

أفضل مواقع ركوب الأمواج وعلل لوكاس باولون ذلك بقوله: “يوجد هنا بكل بساطة أفضل مواقع ركوب الأمواج في أوروبا، حيث تتوافر الأمواج المناسبة طوال العام، ومع ذلك لا يوجد أي سائح من عشاق ركوب الأمواج في الماء، وهناك الكثير من الشواطئ الحالمة الخالية من السياح”.

وأضاف أنهم كانوا يقضون الليل في سيارة الكارافان وينزلون منها إلى شاطئ ركوب الأمواج “مالهو” في المنطقة الواقعة جنوب “بورتو كوفو”.

ويتعين على عشاق ركوب الأمواج، الذين ينطلقون على مسار التجول، أن تكون لديهم القدرة على تحمل الضغط النفسي طوال مسار التجول، لأن الأصوات الرعدية الصادرة عن تلاطم الأمواج بالحواجز الأطلسية تعتبر الرفيق الدائم طوال الجولة على مسار الصيادين، حيث يمر مسار التجول دائما فوق المنحدرات وعبر الكثبان الرملية وقد يمر عبر الشواطئ الرملية في بعض الأحيان.

وأضاف كارميلو من مدينة ويسكا الإسبانية قائلا: “من المثير حقا التجول بجوار البحر طوال اليوم”.

ومع ذلك لا توجد أية ظلال على مسار التجول، إلا أن نسمات البحر المنعشة تهب على السياح كثيرا لكي تلطف الأجواء.

مسار الصيادين يقود مسار الصيادين عشاق التجول لمسافات طويلة عبر المحمية الطبيعية “جنوب غرب ألينتيخو وكوستا فيسينتينا”، ويتجول السياح على دروب منذ قرون طويلة، ولا يزال الصيادون وجامعو البرنقيل من القرى المجاورة يستخدمونها على طول ساحل المحيط الأطلسي.

وأشار كارميلو إلى أن المسارات الرملية الضيقة تكون قريبة جدا من المنحدرات الجبلية، التي يصل ارتفاعها إلى 30 مترا في بعض الأحيان، وأكد أن الأشخاص الذين لديهم رهبة من المرتفعات، ينبغي ألا يسيروا على مسار التجول هذا بأي حال من الأحوال.

ويرغب كارميلو وزوجته أديلينا في الانطلاق على مسار الصيادين بالكامل حتى منطقة “لاجوس” الواقعة على ساحل الغارف، ويصل طول مسافة التجول إلى 216 كلم موزعة على 13 مرحلة، وعلى الرغم من أنهما كانا متحمسين للغاية، إلا أنهما لم يتخذا قرارهما النهائي بعد.

وبعد المرور على شاطئ ركوب الأمواج “مالهو” يمر مسار التجول في منطقة تكثر بها الكثبان الرملية، ولم تتغير هذه المناظر الطبيعية كثيرا، وتفسح الشواطئ أمام السياح لمشاهدة المنحدرات الضخمة على طول الطريق إلى “فيلا نوفا دي ميلفونتس”.

وينتهي يوم التجول بالسباحة في نهر “ميرا” وتناول الأطباق المحلية اللذيذة والمشروبات المنعشة في مطعم “تاسكا دو سيلسو” الريفي في منطقة “فيلا نوفا دي ميلفونتس”.

ويمكن للسياح عبور النهر من أسفل القلعة بواسطة القوارب الصغيرة، وبالتالي يتم توفير المجهود الكبير لقطع الطريق الطويل عبر الجسر، وكانت مرحلة التجول في اليوم التالي قصيرة، حيث تبلغ المسافة حتى منطقة “الموجرايف” حوالي 15 كلم، ولكنها ليست أقل جمالا.

شاطئ الأحلام وبعد اجتياز النهر، يمر مسار التجول في البداية عبر غابات بلوط الفلين، وبعد فترة من الوقت تظهر الأزهار باللون الأصفر والوردي والبنفسجي وسط الكثبان الرملية، وتفوح روائح الروز والعرعر والروزماري طوال طريق التجول، الذي يؤدي بالسياح إلى شاطئ “برايا دو بريجو لارجو”، ويظهر شاطئ الأحلام التالي محاطا بالصخور العملاقة.

وخلال اليوم التالي تمر الجولة بميناء الصيادين الصغير “لابا داس بومباس”، وبعد ذلك تكتسي الكثبان الرملية باللون الأحمر والأصفر والأبيض، وتزداد وعورة المناظر الجبلية والصخرية، وتظهر المرتفعات شديدة الانحدار بالقرب من منارة “كابو سارداو”، وتعشش طيور اللقلق على حواف الصخور الضيقة، التي تمتد إلى مياه البحر.

ويتعرج مسار التجول حتى يصل إلى الفندق الريفي “هيرداد دو توريل”، حيث ينعم السياح هنا بالسباحة في حوض السباحة بالمياه المالحة وتناول الطعام اللذيذ لإنعاش الأجسام المرهقة، وتقع هذه القرية على مقربة من منطقة “زامبوجيرا دو مار”.

وتستقر هذه القرية الساحلية، التي يكسوها اللون الأبيض، على جرف صخري.

وفي صباح اليوم التالي، تبدو المناظر الطبيعية للجرف الصخري أكثر غموضا أثناء المسير إلى منطقة “أودسيكا”.

وبعد عدة كيلومترات، يمر مسار التجول بمحمية النعام والحمير الوحشية، كما تظهر عدة خلجان للاستحمام في الطريق إلى قرية الصيادين “أرينها دو مار”.

إطلالة بانورامية رائعة بعد فترة قصيرة من التجول، يصل السياح إلى منصة المراقبة “بونتا إم برانكو”، التي تتيح الاستماع بإطلالة بانورامية رائعة، بما في ذلك شاطئ رملي حالم، وينتهي الجزء من مسار “ريلهو دوس بيسكادوريس” عند شاطئ “برايا دي أودسيكا”، الذي يمر عبر منطقة “ألينتيخو”.

وعند الوصول إلى هذه النقطة، يكون السياح قد قطعوا نصف مسافة الطريق.

وبالنسبة لمن يرغب في مواصلة السير، يمكنه مواصلة التجول بمحاذاة ساحل الغارف حتى يصل إلى لاجوس، ويمكن للبعض الآخر خلع حقيبة الظهر والاسترخاء قليلا والاستحمام في مياه المحيط الأطلسي.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 10 أشهر | 1 قراءة)
.