أكاديميون يحتفون بأعمال اليبوري الكاملة في المعرض الدولي للكتاب والنشر

أعمال كاملة لعلَم من أعلام النقد الأدبي في الجامعة المغربية أحمد اليبوري، و”أستاذ الأجيال”، احتفَى بصدورها أكاديميون بارزون، أمس الأحد، في المعرض الدولي للكتاب والنشر بالرباط.

الناقد محمد الداهي، الذي تكلم باسم مجموعة المدارس الناشرة للأعمال السردية الكاملة لليبوري، قال إن المكرّم “باحث رصين” له “جرأة على الصدع بالحقيقة”، وحرص على “أداء المسؤولية”، وإعادةُ نشرِ مؤلفاته كاملة “تأكيد على ملاءمتها وراهنيتها”.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} وأضاف الداهي “هذا النشر تتويج لجهده المتواصل، وتقدير رمزي لواسع ثقافته وناصع بيانه”، فهو “من صفوة الأساتذة والنقاد الذين أرسوا دعائم النقد بالمغرب”، و”زاوج بين النقد الأكاديمي والثقافي، والمسعيَين السياسي والمدني”.

السيميائي سعيد بنكراد ذكر أن الموعدَ موعدُ “احتفاء بعلم كبير، وأستاذ كبير نعتز به، أستاذ الأجيال، الذي له الفضل في توطين العديد من المدارس النقدية في الجامعة المغربية، في صمت، واحترام كبير لقواعد البحث العلمي”.

وتابع قائلا: “لقد ظل وفيا لنفسه، لم يساوم في السياسة ولا في الأدب ولا في الحياة العامة (…) وحتى لما أدار الجامعة ظل أستاذا قبل كل شيء”.

الأكاديمية نجاة المريني وصفت بدورها اليبوري بـ”الرائد في التربية والتعليم والتكوين والتأطير”، مضيفة أنه “يمثل أخلاق العلماء الفضلاء، إخلاصا وأمانة في أداء الواجب.

وهو باحث مهيب يعمل في صمت وأناة وإخلاص (…) وصرامة ووضوح بحسن استيعاب للمناهج الغربية الحديثة في دراسة المتن الروائي والقصصي”.

وتابعت قائلة: “لقد اكتنزت معارف الأجيال من صبيبه (…) وهمته عالية لا تغريه سلطة ولا جاه ولا مال، وهو علامة مضيئة في تاريخ الفكر والعلم المغربيين (…) تشهد كتابته بعلو كعبه وسموق فكره”.

الناقد نجيب العوفي قال من جهته إن أحمد اليبوري “أستاذ الأجيال المتعاقبة والناقد الرائد”.

وأضاف “هنيئا له ولنا وللمشهد الثقافي المغربي والعربي بالإصدار النقدي الجديد الجامع”.

واسترسل قائلا: “ريادته ريادات، فهو سباق دوما إلى المكرمات على أكثر من صعيد أدبي، في صمت وقنوت (…) في حقل الصحافة الوطنية غداة الاستقلال، خاصة في “العلم”، التي كانت علم الصحافة المغربية إبانئذ، وضخ في قواميس الصحافة المغربية، ومد الجسور بين الصحافة والثقافة والأدب”.

كما أنه “من الفاعلين الأوائل في الجامعة المغربية، وعمل منذ أوائل الستينيات في كلية الآداب والعلوم الإنسانية الفتية بالرباط، وكلية الآداب بفاس في أزهى مراحلها، لما كانت الورش الجامعي النشط في المشهد الجامعي المغربي كله”، وهو أيضا “أحد مؤسسي الخطاب النقدي الحديث في المغرب”، وأعطى بأطروحته حول القصة القصيرة “الضوء الأخضر من الحرم الجامعي للإبداع القصصي والنقد القصصي”.

ويرى العوفي أن من “الفضائل النقدية” للمحُتفى به “ضرورة الإنصات للنصوص أولا، والانكباب على الممارسة النقدية بكل خياراتها واختباراتها قبل أي محاولة للتنظير، وقبل إسقاط (النظرية) على النصوص أو إسقاط النصوص عليها”، مع كتابة طبعتها “لغة عقلانية صارمة” في أغلب الأحايين.

الناقد أحمد بوحسن اختار الحديث عن مقصد “الاحتفاء بروادنا وكتابنا وأساتذتنا”، قائلا إن “الحضارة الإنسانية، والمغربية ضمنها، من الحضارات التي تهتم بعلمائها وكبارها رجالا ونساء (…) ومثل هذا الاحتفاء بالرواد محاولة لوضع علامات أساسية في تاريخنا الثقافي، والأدبي المغربي الحديث بخاصة”.

  واليبوري، وفق بوحسن، “من هاته الأعمدة الأساسية التي يبنى عليها تاريخ أدبنا الحديث، كما بني على من قبله أيضا (…) والرجوع إلى الكبار والأساس ملجأ يضيء لنا الطريق والمستقبل عند الحيرة (…) والكبار هم من استطاعوا التقاط “روح العصر”، وقد استطاع ذلك منذ الستينيات، لما كنا منساقين في الدراسات المشرقية أو الأوروبية، واستطاع الكبار التقاط المنعطف التاريخي فأعادونا إلى جذورنا، وهو رجوعٌ يعطينا الثقة في حضارتنا وثقافتنا، شعبية عامة في البادية والمدينة وأيا كان (…) ويعطون الثقة للأجيال القادمة، وهم بناة تاريخ أدبنا المغربي الحديث، الذي ينتظر منا ومن الأجيال القادمة الكتابة بمراجع هو واحد منها”.

وحول صدور “الأعمال السردية الكاملة” لأحمد اليبوري، ذكر المتحدث أن “الأعمال الكاملة للكبار، أيضا، فهي نصوص أساسية، مؤسسة، تحمل بذور الذخيرة، التي نمتَح منها دائما، وهي حمالة أوجه وأزمنة وقيم”.

أحمد اليبوري الذي رأى في كلمات طلبته وزملائه السابقين “تنويها أكثر من اللازم”، وصف نفسه بـ”مجرد مغربي اجتهد في مرحلة معينة، وأعطى قراءة خاصة للأدب المغربي”.

وتحدث عن رسالته الرائدة “حول تطور القصة في المغرب”، وما قيل خلف ظهره في الستينيات حول الحاجة إلى “أطروحة حول أدب لا وجود له”، ثم علق بالقول: “مع ذلك لم أرُدّ، وقمت بعملي متوكلا على الله، فكان ما ترون.

وكانت فاتحة اشتغالي بالسرديات المغربية، وكانت مجرد تجربة إيجابية”.

وتذكّر اليبوري أيضا إبعاده “عن التدريس بالجامعة لأسباب أجهلها”، قائلا: “كان هذا في صالحي، وتمكنت خلال هذه الفترة من تعميق معرفتي بالرواية العربية والفرنسية والروسية المترجمة (…) والإلمام الدقيق بالمناهج والمفاهيم وطرق التحليل المختلفة”، مما كان فاتحة عدد من الأعمال الصادرة اليوم ضمن “الأعمال الكاملة”.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 11 أشهر | 2 قراءة)
.