مع الشروق .. الإدارة «الجالسة» لا تعرف مشاغل الناس الحقيقية !

مع الشروق .. الإدارة «الجالسة» لا تعرف مشاغل الناس الحقيقية !

                                                                                                                                                                                                                                         شكرا على الإبلاغ!سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.

موافق مع الشروق .

.

الإدارة «الجالسة» لا تعرف مشاغل الناس الحقيقية ! نشر في يوم 02 - 06 - 2023 في ، يظهر جليّا اتساع حجم الهُوة بين أغلب مشاغل المواطن واهتمامات القائمين على الإدارة والمسؤولين عن تلبية الخدمات العمومية.

.

ولا يمكن ان يكون ذلك إلا نتيجة حتمية لاكتفاء شق من كبار المسؤولين الإداريين ب»الجلوس» داخل مكاتبهم وعدم الاطلاع على حقيقة ما يشغل بال المواطن فوق «الميدان»، والاعتماد في اتخاذ قراراتهم على ما يرد عليهم من تقارير او معطيات يتم تناقلها عبر «التسلسل الإداري»، وقد تزيد او تنقص حقيقتها حسب الأحوال والأهواء.

.

في ، لا يعرف المسؤول «الجالس» حقيقة معاناة المواطن يوميا من فقدان مادة أساسية حياتية أو دواء أو غذاء، ولا يعرف حقيقة ما يعانيه الناس من «عذاب» النقل العمومي.

.

ولا يعرف المسؤول ما يتكبده المرضى من آلام داخل المستشفيات العمومية المكتظة وغير المجهزة، ولا حقيقة ما يتحمله كثيرون من تعطيلات بسبب الخدمات الإدارية المتردية.

.

ولن يعرف المسؤول «الجالس» كل ذلك ما لم يتنقل إلى «الميدان» للاطلاع على الحقيقة والاستماع الى المشاغل والانتقادات والطلبات.

وفي ، لا يتنقل المسؤول على أرض الواقع إلا نادرا، وحتى إن تنقل فإن ذلك يكون في إطار زيارة تطغى عليها مظاهر رسمية وأحيانا احتفالية يكون فيها بقية المسؤولين، سواء الجهويين او الأقل مسؤولية، ناطقين باسم المواطن لكن بغير الحقيقة في غالب الأحيان.

فكم من مسؤول «كبير» زار الأسواق، من سوق الجملة الى الأسواق الأسبوعية ، أو مؤسسة عمومية او إدارة مكلفة بإسداء خدمات عمومية، لكن ذلك لم يُغير كثيرا من الوضع لأن الزيارة كانت مجرد تسجيل حضور للمسؤول.

وفي يُغادر كبار المسؤولين مكاتبهم في كثير من الأحيان لحضور جلسة أو ورشة عمل او للمشاركة في مجلس أو ملتقى او منتدى أو ندوة او لحضور مؤتمر أو قمة أو حوار أو اجتماع او لقاء اعلامي او لالتقاء مسؤول آخر.

.

وتتعدد المنتديات والمؤتمرات وتتالى الجلسات والمجالس واللقاءات، لكن في الأخير يقع الاكتفاء فيها بوضع الخطط والبرامج والاستراتيجيات والاهداف، ثم تبقى كلها في غالب الأحيان حبرا على ورق لأن المسؤول لا يتابع في ما بعد تنفيذها على أرض الواقع ويعود بعد ذلك ليجلس مُجددا إلى مكتبه.

.

وبقدر ما يتطلب العمل الإداري وتحمل المسؤوليات عقد اللقاءات وحضور الاجتماعات وغيرها من التظاهرات، وهو من طبيعة ومتطلبات العمل الإداري، إلا أنه يتطلب أيضا تكثيف تحركات المسؤولين نحو مكامن المشاغل الحقيقية للمواطن للاطلاع عليها بشكل مباشر وللوقوف على بعض الحقائق التي يتم أحيانا تغييبها عنه.

فذلك يمكن أن يكون حافزا له لمزيد استنباط الحلول والبدائل الواقعية بعيدا عن الحلول النظرية وعن تقديم الوعود الوهمية التي سئمها على مرّ السنين.

آن الأوان اليوم في لان تدفع الدولة نحو التخلص من ظاهرة « الإدارة الجالسة» وأن يغير كبار المسؤولين من طريقة أداء عملهم عبر ديناميكية جديدة يكون فيها المسؤول مُتحرّكا ويغادر مكتبه ليس فقط لحضور المؤتمرات والمنتديات والمجالس والاجتماعات بل لينزل على الميدان بشكل يومي – إن لزم الامر- ويطلع على حقيقة الأوضاع في مجال مسؤوليته.

وعلى الدولة التي تعمل اليوم على الإصلاح وعلى القطع مع كل مظاهر الفوضى والتعطيل وترنو إلى بناء جمهورية جديدة راس مالها الأول المواطن، أن تتحرك لمزيد حث مسؤوليها وإدارييها على هذا التوجه.

فاضل الطياشي انقر لقراءة الخبر من مصدره.

مواضيع ذات صلة لدينا 83560549 خبرا ومقالا مفهرسا.

تونس      |      المصدر: تورس    (منذ: 11 أشهر | 1 قراءة)
.